إيلاف ndash; بيروت: صدر العدد الجديد من مجلة quot;الغاوونquot; في بيروت، حاملاً على غلافه بورتريه الشاعر السويدي توماس ترانسترومر الفائز بجائزة نوبل للآداب قبل أيام.
وفي موقفها الشهري الذي حمل عنوان quot;عن البرقية التي رفعها محمود درويش وسليم بركات وجابر عصفور وشربل داغر إلى صدام حسينquot; قالت الغاوون إنها في سياق مهمّتها المستمرّة في فضح الفساد الثقافي العربي، تنشر نص البرقية التي رفعها محمود درويش وسليم بركات وشربل داغر وجابر عصفور وحسونة المصباحي وآخرون إلى الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء مشاركتهم في مهرجان المربد السادس سنة 1985.
وتتابع: quot;الغريب أن الكتاب الذي أخذنا منه هذه البرقية المُخزية (laquo;الخاكيةraquo; للعراقي عباس خضر) كان قد صدر سنة 2005، وأن أحداً ممن كتب عنه في الصحافة اللبنانية (أو سرق مادته دون الإشارة إليه) لم يتناول هذه البرقية التي نتحدّث عنها، لا من قريب ولا من بعيد، بل تمّ تجاهلها تماماً وكأنها لم تكن. وذلك - كما لا يخفى على أحد - لأن لهم بين موقّعيها أصدقاء يُدارون بعضهم وlaquo;يخافونraquo; بعضهم الآخر. في الشهر الفائت وصلنا الكتاب المذكور هديةً من أحد الأصدقاء العراقيين، وقد هالتنا كمّية العار التي صنعتها النخبة الثقافية العربية بقابليتها الكبيرة لقبول أي رشوة أو عطية من أي طاغية مهما كانت كمية الدم التي على يدَيه. بالطبع، نحن لنا أيضاً أصدقاء بين هؤلاء، لكننا لن نتستّر على أيّ منهم، ورائدنا في ما نقوم به هو أن على كل مثقف أن يتحمَّل وزر أعماله. خصوصاً في هذه المرحلة التي صارت فيها صناعة البطولة إحدى الصناعات الخفيفة والسريعةquot;.
وتضرب المجلة مثلاً على هؤلاء بمسؤول الثقافة في جريدة quot;الأخبارquot; الأستاذ بيار أبي صعب: quot;فهو يُقدِّم نفسه اليوم بطلاً في ثقافة المقاومة، ويُزايد على الآخرين فيها، بعدما عمل طوال 15 عاماً كمسؤول في الصحافة الوهابية والتي نشر فيها مدائح عنالنظام يندى لها الجبينquot; بحسب تعبير المجلة، واعدةً القراء بأنها ستنشر قريباً quot;مقتطفات مطوّلة من تلك المدائح والتي تقدِّم دليلاً فاقعاً على انتهازية المثقف العربي واستخفافه بذاكرة قرائهquot;.
أما نص البرقية التي كان قد وجهها المثقفون المذكورون إلى صدام حسين فهو الآتي: quot;لقد رأينا يا سيادة الرئيس كيف تقذفون بالحق على الباطل بكلمة laquo;لاraquo; فإذا هو زاهق. وكيف تُشمِّرون عن سواعدكم بكلمة laquo;نعمraquo; لإضاءة موطن المستقبل العربي... وليس لنا نحن الأدباء والشعراء العرب المشاركين في مهرجان المربد السادس إلا أن نتوضّأ بماء النصر الذي قدْتم العراق إليه، فحملتم به عبئاً عنا وقدَّمتموه لنا هدية، هي هدية التاريخ للأجيال القادمة ضوءاً وأمثولة وفداء...quot;.
ومن مواضيع العدد الأخرى: quot;المستقبلية الإيطالية: مواصفات بيان طليعيquot; لعبد القادر الجنابي، quot;الدولة الديمقراطيةquot; لسعدي يوسف، quot;تاريخ مزوّر للشعر العراقيquot; لشاكر لعيبي، quot;صحراواتquot; لرنا التونسي، quot;في النثر وما إليهquot; لعلاء الجابري، quot;كارمينا بوراناquot; ترجمة شوقي مسلماني، quot;أوراق العشب وامرأة على أغلفة الكتبquot; لسليم البيك، quot;قناع الاشتغال الفلسفي لدى محمود البريكانquot; لصفاء خلف، quot;وفاء شيب الدين التي أحسنت الظن بالموتquot; لعُلا شيب الدين، quot;مزيجُ عروش ذهبيةquot; لنارت عبد الكريم، quot;ساقطاً على أقدامي لأول مرّةquot; لأحمد مشتت، quot;الطاغية في رداء المبدعquot; لسعيد الشيخ، quot;تويج ترانسترومر: جائزة نوبل للآداب تذهب إلى طبيب نفسيquot; ترجمة مَهْوَش عز الدين، quot;لحظة سهوquot; لفهمي البلطي، quot;نيازك تائهةquot; ليوسف الأزرق، quot;سأملأ باحتكَ بالزقزقاتquot; لكوثر الساير، quot;الكتابة 1quot; لكريم عبيد، quot;الكتابة 2quot; لفاتح ناصيف، quot;سالَ الدمُ من وجوديquot; لشوقي عبد الأمير، quot;لحظة وفاة الدكتاتور (حلقة رابعة)quot; لماهر شرف الدين...
إضافة إلى ذلك تضمَّن العدد حواراً قديماً أجراه الشاعر بدر شاكر السيّاب مع مؤسس حزب laquo;البعثraquo; ميشيل عفلق لمصلحة جريدة quot;الجمهوريةquot; (9 آب 1958). وتكمن أهمية هذا الحوار quot;في أنه يُشكِّل وثيقة تاريخية لشخصَين كان لكل منهما تأثيره الخاص في حقل عمله، كما أنه يلقي ضوءاً كاشفاً على طابع المبالغات العاطفية الذي كان يطبع أسلوب شاعرنا حتى في الصحافة... فالسيّاب يُصرّ على وصف إنشائيات عفلق بالفلسفة وصاحبها بالفيلسوف... رغم تمنُّع عفلق نفسه عن قبول تلك الصفةquot;.

لقراءة العدد الجديد
http://alghawoon.com/mag/