عبدالجبار العتابي من بغداد: أكد الشاعر السوري بيان صفدي ان الكثير من الشعراء العرب الكبار يجدون صعوبة في كتابة شعر الاطفال لذلك هم بعيدون عنه، موضحا ان الكتابة للطفل من اعظم الكتابات لدى اي شعب متحضر او فرد متحضر، وقال صفدي الذي شارك في مؤتمر ثقافة الاطفال الذي عقد في بغداد مؤخرا: ان شعر الاطفال المميز موجود في العراق وسورية وهو الاساس، وهناك في لبنان بعض الشعراء الجيدين، اما باقي الدول العربية فهو ما زال يحبو.

* هلا حدثتني عن علاقتك بأدب الطفل؟
- كتبت شعرا للاطفال منذ عام 1975، وأصدرت عدة كتب في بغداد من خلال دار ثقافة الاطفال حيث عملت فيها عندما كنت طالبا في الجامعة المستنصرية، كانت الكتب، شعرية وقصصية، جميلة على الرغم من انها قليلة الصفحات،كما ساهمت في كتابة الاغاني للاطفال وكان يلحنها الفنان حسين قدوري وعبد الحسين السماوي ونجم عبد الله، واشهر الاغاني كانت اغنية بغداد وأمي، ولي اغنيتان فازتا بالجائزة الاولى في مسابقة لاغنية الطفل في العراق انا وحسين قدوري بـ (جدنا السندباد) و(بغداد)، انا بقيت في بغداد خمس سنوات، وكنت خلالها ضمن هيئة تحرير دار ثقافة الاطفال حتى في لجنة فحص كتب الاطفال.

* وبداياتك.. كيف كانت وبمن تأثرت من الشعراء؟
- انا بدأت النشر في مجلة (اسامة) وكان يشجعني استاذي زكريا تامر، وانا لم اتأثر بأحد حين كتبت شعر الاطفال كونه لم يكن معروفا ولا توجد كتابات كثيرة، اما شعر سليمان العيسى، فهو شعر جيد لكنني لم اتأثر به اطلاقا، على العكس انا عكسه احيانا، لكنني تأثرت بشعراء لا يكتبون للاطفال من الشعراء الذين يكتبون للكبار مثل السياب وسعدي يوسف وادونيس وصلاح عبد الصبور، وانا شاعري الاثير هو المتنبي الذي اعتبره نصف الشعر العربي.

* كيف حال شعر الاطفال في سورية؟
- لا بأس به وهو في تقدم بصراحة وهناك اجيال شابة تواصل المسيرة ولكن بصعوبة، لان شعر الاطفال صعب والنجاح فيه قليل.

* اين تكمن صعوبة هذا الشعر؟
- لانه يحتاج الى خصائص تربوية وفنية وايقاعية ولغوية، ويجب ان تكون (الخلطة) صحيحة، بينما في شعر الكبار يكون الشاعر حرا تماما.

* هل قلة الشعراء الذين يكتبونه يجدون صعوبة فعلا ام انهم يستنكفون من كتابته؟
- طبعا.. انهم يجدون صعوبة، وكل من يقول ان شعر الاطفال يعني نزولا بالمستوى، هذا رأي متخلف، فالكتابة للطفل من اعظم الكتابات لدى اي شعب متحضر او فرد متحضر، فأنت عندما تقدم مادة ممتازة للاطفال فأنت تقدم شيئا اعظم مما تقدمه للكبار، الرأي الصحيح انهم يجدون صعوبة وهناك الكثيرون حاولوا ولكنهم لم ينجحوا على الرغم من انهم كبار في مجال شعر الكبار، اما من يبحث عن الشهرة في شعر الكبار فليذهب ويبحث عنها، انا شخصيا لم ابحث عن الشهرة في حياتي.

* كيف رأيت واقع شعر الاطفال العراقي؟
- انه شعر مميز بالتأكيد، انا دائما اقول رأيي من ان شعر الاطفال المميز موجود في العراق وسورية وهو الاساس، وهناك في لبنان بعض الشعراء الجيدين،اما باقي الدول العربية فهو محاولات مع الاسف او انه ما زال يحبو.

* في شعر الطفل هناك من يكتب للطفل وهناك من يكتب عن الطفل، انت مع اي الاتجاهين؟
- انت من الممكن ان تكتب عن الطفل ولكن هذا ليس ادب اطفال، فعندما يكون ادب اطفال يجب ان تكتب في عالم طفولي تماما، يعني ان يشعر الطفل وكأنه هو الذي يكتب تقريبا، اي ان تدخل عالمه.

* هل لديك طقس معين حين تكتب شعر الاطفال؟
- لالا، ليس لدي اي طقس، فأنا من الممكن ان اكتب في اي مكان اكون فيه عندما تأتي الفكرة الشعرية.

* ما ابرز مميزات شعر الاطفال حسب خبرتك فيه؟
- انا كتبت كتابا ضخما في هذا المجال فيه فصل عن خصائص شعر الاطفال، فهو يحتاج الى الايقاع القصير الراقص والجملة البسيطة والعالم الطفولي والحركة داخل النص، يعني فيه نوع من القصصية، ومن الجميل ان يكون هناك نوع من الظرافة او السخرية، فهذه تزيد القصيدة جمالا، والوهل القصير ايضا، يعني لا تختار بحرا شعريا عندما تكتب للاطفال بل تختار عبارة عن مشطور او مجزوء من احد البحور.

* في عصر الانترنت والفضائيات والصور المتحركة والفيديو كليب، كيف تنجذب الطفل الى الادب والكتاب؟
- هذا سؤال جوابه طويل، ولكن من الممكن ان نختصره بالقول انه يجب ان نكون حيثين ومتطورين وليس متخلفين.