ايلاف: صدر حديثا (نوفمبر 2012) للدكتور خالد السلطاني، (الباحث في مدرسة العمارة بكوبنهاغن)، كتابا جديدا باللغة الانكليزية، بعنوان quot;تناص معماري: العمارة بصفتها قبولا للآخرquot;. وقامت مدرسة العمارة / الاكاديمية الملكية للفنون في كوبنهاغن / الدانمرك، بنشره ضمن منشوراتها العلمية. وموضوعة الكتاب الذي جاء بـ 256 صفحة، بالقطع الكبير، والغني بالصور والمخططات، تتعاطى مع quot;ثيمةquot; lt;الاناgt; و lt;ألاخرgt; معمارياً. اذ يتناول المشاريع المصممة من قبل المعماريين الدانمركيين، والمخصصة الى البلدان العربية والاسلامية. وتنزع نصوص الكتاب الى الرفع من شأن الحوار بين مختلف الثقافات المتنوعة، وتحديد: الحوار المعماري. يشيرمتن الكتاب الى مقدرة المصممين الدانمركيين في تأويل قيم العمارة quot;المكانيةquot;، وهي هنا quot;العمارة الاسلاميةquot; وتوظيفها في التصاميم المخصصة لتلك البلدان. بيد ان التأويل هنا يمتلك ذائقته الخاصة المعتمدة على مرجعية جمالية اسكندينافية، من هنا، في رأي المؤلف، تمتلك تجربة هذا quot;التأويلquot; أهميتها وإثارتها و.. فائدتها.
يهتم الكتاب في تناول جملة تصاميم منفذة، (وغير منفذة ايضاً)، صممها الدانمركيون في بلدان الشرق الاوسط، مثل lt;مبنى مجلس الامة الكويتيgt; في العاصمة الكويتية/ الكويت (1972-1983)، للمعمار يورن اوتزن. ومصمم المبنى، كما هو معروف، معمار ذو شهرة عالمية معروفة، سبق له ان صمم، على سبيل المثال، مبنى quot;اوبرا سدنيquot; في اوستراليا في مطلع الستينات من القرن الماضي. ويتناول الكتاب، ايضا، مشروع quot;مجمع جدة الرياضيquot; (1967) lt;لم ينفذgt; لنفس المعمار، الذي صمم ايضا quot;مسرح في لبنانquot; (1970) lt;لم ينفذgt;، ومصرف quot;ملي بنكquot; في العاصمة الايرانية طهران سنة 1959. وبما ان الكتاب يسعى الى الاحتفاء بموضوعة lt;الاناgt; و lt;الآخرgt;، فان المؤلف يتناول ايضا في كتابه، مشاريع quot;يورن اوتزنquot; الدانمركية التى اعتمد في صياغة تكويناتها التصميمية على قيم العمارة الاسلامية، هي التى يتعتبر اوتزن نفسه احد المعجبين بها كثيرا، والمتحمسين لها كثيرا. فيتناول quot;مجمع فخذينسبوquot; الاسكاني، (1962-63)، الواقع في شمال العاصمة الدانمركية: كوبنهاغن، وكذلك : quot;مركز فاغوم التجاريquot; (1966) في مدينة quot;فاغومquot; الدانمرك.
في الكتاب، ثمة اهتمام واضح لعمارة quot;هينينغ لارسنquot;، الذي يعتبر الان اشهر معمار دانمركي واوربي، هو الذي صمم مبنى quot;وزارة الخارجية السعوديةquot; (1980-84) في الرياض، المبنى الذي اعتبر في رأي كثير من النقاد المعماريين، احد اهم مباني العاصمة السعودية، ونال المصمم عليه، عام 1984، جائزة quot;الآغا خان للعمارة الاسلاميةquot; المرموقة. كذلك يتناول الكتاب مشاريع quot;لارسنquot; العربية مثل quot;سفارة الدانمرك في الرياضquot; (1984-84)، ومبنى quot;مدرسة كوبنهاغن للاعمالquot; (1986-88)، التى استخدم المعمار الدانمركي في لغتها التصميمية كثير من مبادئ العمارة الاسلامية في صيغتها المؤولة. وهي الان تعتبر من المباني المصانة، واجبة الحفاظ في العاصمة الدانمركية، نظرا لقيمتها المعمارية والثقافية.
يشمل الكتاب ايضا،على نصوص نقدية، خاصة بمبانٍ آخرى، مصممة من قبل معماريين دانمركيين، مثل quot; ابراج الكويتquot; (1970-76)، في الكويت العاصمة، للمعمارة quot;مالينا بيونquot;، ومبنى quot;بنك الكويت المركزيquot; (1966-76)، في الكويت ايضا، للمعمار quot;آنى ياكبسونquot; بالاشتراك مع مكتب D+W، ومبنى quot;متحف البحرين الوطنيquot; (1981-88) في المنامة/ البحرين، للمعمار كنوذ هولشير، ومبنى quot;البنك المركزي العراقيquot; (1978-85) في بغداد/ العراق، للمعمار بول ينسين، كما يتناول الكتاب مشروع quot; معهد التدريب التقني في قصر البخاري بالجزائرquot; (1982/ للمعمار هانس مونك هانسين. وغيرها من التصاميم، التى تحضر في تكويناتها قيم ومبادئ العمارة الاسلامية، منظورا لها من وجهة نظر آخرى.
وفي مناسبة صدور الكتاب، فقد اقامت مدرسة العمارة في كوبنهاغن حفلا في احدى قاعاتها، خصص للاحتفاء بصدور الكتاب باللغة الانكليزية. وتحدث فيه معاون العميد العلمي وكذلك المؤلف، الذي وقع على نسخ عديدة من كتابه. حضر الاحتفال جمهور من الاكاديمين والمعماريين المصممين لبعض المباني التى تناولها الكتاب، فضلا على اصدقاء المؤلف العراقيين والعرب المقيمين في كوبنهاغن.