سيدني: توفي الكاتب والروائي الإسترالي برايس كورتناي، المولود في جنوب أفريقيا قبل 79 عاماً، في منزله بالعاصمة الإسترالية كانبيرا، نتيجة إصابته بمرض السرطان.
كان برايس كورتناي، الكاتب المعروف بنشاطه الأدبي المتعدد الوجوه، قرّر في أعوام الخمسينات ترك موطنه الأصلي جنوب أفريقيا والإنتقال إلى إستراليا للإستقرار فيها، ليحقق شهرة واسعة في 1989، عبر روايته quot;قوّة الفردquot;، التي باع منها نحو 8 مليون نسخة، وتمت ترجمتها إلى أكثر من 18 لغة عالمية.
وكان الروائي برايس كورتناي، الذي يعد من أكثر الكتاب شهرة في إستراليا، قد توفي يوم الخميس إثر إصابته بمرض سرطان المعدة بمنزله في كانبيرا، الواقعة جنوب شرق إستراليا، وفقاً لما نشرته وسائل الإعلام المحلية.
وتحولت روايته الشهيرة quot;قوّة الفردquot; إلى فيلم سينمائي درامي في العام 1992، حيث يروي قصة شاب إنكليزي مولود في جنوب أفريقيا خلال حقبة الفصل العنصري في أعوام الثلاثينات، يقرر ترك مزرعته والقرية التي ترعرع فيها، ليقع فريسة الظلم الذي يحيط به من كل مكان، وقد إضطلع بمهمة إخراجه السينمائي الأمريكي جون جي. أفيلدسن، وأدى دور البطولة فيه كل من ستيفن دورف، ومورغان فريمان، واي ماسترسون.
أصدر كورتناي على مدى مشواره الإبداعي 21 رواية، من بينها quot;تاندياquot;، وquot;مصنع البطاطاquot;، وquot;أغنيات السلمونquot;، وباع أكثر من 20 مليون نسخة من كتبه في جميع أنحاء العالم. وعُرف عن كورتناي، الذي ترك جنوب أفريقيا وعمره 17 عاماً، وقوفه ضد الأدب المتعالي على الآخرين، وتأكيده على أن أهمية كاتب ما ترتبط بنسبة عدد كتبه المباعة.
وكانت كريستين جي، زوجة الكاتب الإسترالي قد أعلنت وفاة زوجها يوم الخميس الماضي، إثر صراع طويل مع مرض سرطان المعدة.
ولد برايس كورتناي في 14 أغسطس/ آب 1933 في جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، وتوفي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، في كانبيرا، إستراليا. وهو كاتب وروائي يحمل الجنسيتين الجنوب أفريقية والإسترالية. أمضى جُلّ سنواته المبكرة في قرية quot;جبال ليبومبوquot; في ولاية ليمبوبو في جنوب أفريقيا. عمل في مجال الإعلانات لأكثر من 34 عاماً، حيث عُيّن مديراً إبداعياً في شركة ماكين إيركسن، وجي. والتر ثومبسون أند جورج باترسون للإعلانات.
وخلال دراسته للصحافة بلندن في عام 1955، إلتقى كورتناي بزوجة المستقبل بينيتا، وهاجر لاحقاً إلى سيدني، إستراليا. وتزوجا في 1959، ومن ثمّ رزقا بثلاثة أبناء، بريت، وآدم، وديمون الذي توفي في 1991 وعمره 24 عاماً. في عام 2000 قرّر كورتناي الطلاق من زوجته بينيتا مؤكداً وجود بعض الخلافات بينهما خلال 42 عاماً من حياتهما الزوجية. وعاش، بعد ذلك، في كانبيرا برفقة زوجته الثانية كريستين جي.
تدور أحداث أغلب روايات برايس كورتناي بالدرجة الأولى في إستراليا، البلد الذي تبناه، وأيضاً في جنوب أفريقيا، مسقط رأسه. وعندما صدر كتابه quot;قوّة الفردquot; في 1989، تحوّل إلى الكتاب الأكثر مبيعاً في إستراليا، رغم المخاوف التي كانت تنتاب كورتناي بعدم رواج الرواية. وإنتقلت أحداث الرواية إلى السينما، وتم إقتباسها أيضاً لصنع نسخة فلمية خاصة بالأطفال.
وغدا برايس كورتناي من أبرز المؤلفين الإستراليين نجاحاً حتى يوم رحيله، وعمل من أجل ترويج نفسه، وأسّس علاقات متينة مع كبار قادة البلد، إلى جانب تسويق كتبه، ودرج على توزيع 2.500 نسخة من كتبه سنوياً للقراء الذين كان يلتقيهم في الشارع.
مع ذلك كلّه، لم يتم طبع سوى كتابه quot;قوّة الفردquot; في الولايات المتحدة. وبرّر كورتناي ذلك بقوله أن quot;دور النشر الأمريكية تعاني من مشاكل حيال إستراليا، لأن القارئ الأمريكي يفضّل الكتب الصادرة للمؤلفين هناك أولاً، ومن ثمّ يتجه إلى غيرهم. وعلى اية حال، تصلني العديد من الرسائل الألكترونية من القراء الذين إطّلعوا على كتبي هناك، وأتمنى في المستقبل أن تقرّ دور النشر بأن لكتبي رواجاً كبيراً في سوق الولايات المتحدةquot;.
bull;