الياس توما من براغ: تشهد العاصمة التشيكية بدءا من يوم الاثنين القادم فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الثقافي الدولي ضد الشمولية والشر والعنف وذلك تحت تسمية quot; Mene Tekel quot;.
وتتضمن فعاليات المهرجان عرض أفلام وثائقية لمدة أسبوع وندوات ومعارض وحفلات موسيقية تتركز مواضيعها بشكل رئيسي على المناحي السلبية لتجارب شعوب دول أوروبا الشرقية التي مرت بها خلال الحقبة الشيوعية وما ترافق ذلك من ممارسات تركت بصماتها بشكل سلبي حتى الآن على الكثير من الناس.
وقد سبق بدء انطلاق مهرجان هذا العام قيام رئيس ما يسمى quot; بالنادي الأكاديمي 48 quot; زدينيك بوهاتش باطلاق دعوة تحت اسم إعلان 20123 وقع عليها ممثلو 17 منظمة تشيكية غير حكومية بدعم من منظمات مماثلة من بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا واستونيا ولاتفيا وليتوانيا.
ويدعو الإعلان الدول الشيوعية سابقا والاتحاد الأوربي لتبني قوانين quot; تسمح بمعاقبة عادلة للمجرمين الشيوعيين وإلغاء كافة الامتيازات التي يتمتعون بها quot;.
وكان تنظيم هذا المهرجان قد بدأ كرد فعل على عدم اهتمام المجتمع التشيكي بمصير السجناء السياسيين من فترة الخمسينيات أي فترة بدايات الشيوعية وبسبب غياب التعليم في المدارس عن هذه الحقبة التاريخية وما جرى فيها.
ويقول القائمون على هذا المشروع انه تم خلال الفترة بين عامي 1948ــ 1989 ولأسباب سياسية إدانة وسجن 248 ألف شخص بريء وأنهم عانوا من المحاكمات التي جرت لهم والتي كان محاكمات سياسية في الأصل وليست قضائية كما عانى معهم أفراد أسرهم من خلال تعرضهم للتمييز والملاحقة...
وقد دفع هذا الأمر بادنييلا ويان رجيجيخوفي إلى إطلاق منتدى للشهادات الحية المباشرة وللأعمال الفنية التي ترصد وتتابع ما جرى في الخمسينيات إضافة إلى تحليل الفترة الشيوعية وذلك بالتعاون مع الاتحاد الفيدرالي التشيكي للمساجين السياسيين.
وقد بدأ المهرجان الأول من هذا المشروع السياسي ــ الثقافي في عام 2007 بالتعاون مع جامعة كارلوفا ومع معهد دراسة الأنظمة التوليتارية ومع الأرشيف الوطني ثم انضمت إليه منظمات أخرى في كل عام الأمر الذي حوله إلى مهرجان فريد من نوعه في النطاق الأوروبي
ويشهد المهرجان عادة نحو 30 فعالية سينمائية وموسيقية وندوات سياسية ومعارض وندوات أدبية وتخصصية ولقاءات مع الناس الذين عاصروا الأحداث السابقة كما يتضمن عروضا يتم من خلالها إعادة استعراض كيفية تطور الأحداث في الخمسينيات من القرن الماضي.
ويعتبر هذا المهرجان حسب بعض المهتمين بالشأن الثقافي التشيكي واحدا من انجح خمسين مهرجانا ثقافيا يقام في إطار العاصمة براغ وقد أتيح لزوار المهرجان في الأعوام الماضية اللقاء مع العديد من الشخصيات الهامة من تشيكيا ودول مختلفة منهم المخرجة اللاتفية دزينترا غيعو وسجين الضمير الألباني تومورا اليك ومؤسس متحف الحرب الباردة في الولايات المتحدة غيري بوفيرس والشاعر الكرواتي السجين السياسي السابق اندريو فوتشيميل
ويلاحظ بان هذه المهرجان بدا في الفترة الأخيرة توسيع برنامجه الثقافي ــ التعليمي من خلال التوجه نحو عرض وتقديم الأنظمة التوليتارية الموجودة في العالم المعاصر.