عبد الجبار العتابي: اعرب رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق فاضل ثامر عن أسفه لنقل اجتماع المكتب الدائم للأمانة العامة لإتحاد الكتاب والأدباء العرب من بغداد الى القاهرة بعد أن تعهد العراق باستضافته، وأجرى استعداداته وتحضيراته لعقد الاجتماع واقامة مهرجان ثقافي يترافق معه، معربًا عن أمله أن يكون أحد الاجتماعات المقبلة في بغداد لاسيما أن الدورة الحالية للأمانة ستنتهي نهاية العام الحالي، مؤكدًا أن بعض اتحادات الادباء العرب ما زالت هنالك حساسيات موجودة لديهم في الخشية من المجيء الى بغداد، على الرغم من أن قرار اعادة عضوية العراق كان بالاجماع، وقال فاضل في حواره معنا إننا نسعى الى اقناع الزملاء العرب بالمجيء الى بغداد لأن التوافقات هنا أساس كل شيء، واشار الى امكانية ترشيح عراقي الى رئاسة الامانة العامة خلفًا لمحمد سلماوي اذا وجدنا هناك قناعة ورغبة عند الادباء العرب، وفي ما يأتي نص الحوار.
* ما الجديد لديكم من علاقات مع اتحاد الأدباء العرب؟
- كان الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق يتطلع الى استضافة الاجتماع المقبل للمكتب الدائم لاتحاد الادباء والكتاب العرب الذي كان مقررًا انعقاده في منتصف شهر ايار المقبل، لكننا فوجئنا ولأسباب غير مقنعة بتأجيل عقد هذا الاجتماع الى الخامس والعشرين من شهر حزيران ونقله الى القاهرة.
* كيف كانت الفكرة الاولى لترشيح العراق لإستضافة اجتماع المكتب الدائم؟
- خلفية هذا الامر أنه سبق لنا عند حضورنا اجتماع المكتب الدائم في الجزائر في شهر كانون الاول من العام الماضي 2011 أن قدمنا دعوة لإستضافة احد اجتماعات المكتب الدائم أو مؤتمر اتحاد الكتّاب العرب في بغداد، وأبدينا استعدادنا لتحمل النفقات كافة، الخاصة بالتذاكر وكذلك بالضيافة، وقوبل طلبنا بالترحاب ولكن هنالك آليات وأولويات سابقة تتمثل في وجود عدد من الاتحادات التي سبق لها أن حجزت المواعيد القريبة ومنها عقد الاجتماع المقبل الذي كان من المقرر أن يعقد في المغرب، لكن المغرب اعتذر فجأة لعدم صرف المخصصات المالية للمؤتمر، ولهذا فقد وجه الامين العام لاتحاد الأدباء العرب الاستاذ محمد سلماوي رسالة بعنوان ( عاجل.. عاجل.. عاجل) يطلب فيها من الاتحادات انقاذ الموقف من خلال ابداء الاستعداد لاستضافة اجتماعات المكتب الدائم، ويبدو ان احدًا لم يستجب من الاتحادات لمثل هذا الطلب، فأرسلت له رسالة ثانية كررت فيها الدعوة السابقة باستعدادنا لاستضافة اجتماع المكتب المقبل بديلاً عن المغرب، ولم أكتفِ بذلك بل اتصلت هاتفيًا بالاستاذ محمد سلماوي وكان آنذاك في دولة الامارات العربية في أبوظبي، ونقلت له هذه التفاصيل واننا قد حصلنا على الموافقات الاساسية من السيد رئيس الوزراء لمثل هذه الاستضافة، وكان الرجل (سلماوي) متحمسًا لكنه قال بأنه غير مخولٍ بشكل شخصي باعطاء مثل هذا القرار الا بعد الاستئناس بآراء بقية الاتحادات الادبية العربية، وكنت انتظر ذلك بلهفة وكنا قد نسقنا مع الشاعر علي الشلاه، وهو رئيس لجنة الثقافة في مجلس النواب العراقي، الذي أبدى حماسة للموضوع واتصل بالسيد رئيس الوزراء وضمن التمويل اللازم.
* إذن، ما الذي حدث ليتم تغيير الفكرة ونقلها من بغداد؟
- فوجئنا بعد ايام.. برسالة مقتضبة وصلتنا من الاستاذ سلماوي تقول : (إن معظم اتحادات الادباء العرب قررت الاعتذار عن قبول الدعوات الموجهة من قبل سورية والعراق لإستضافة اجتماع المكتب الدائم المقبل، وتقرر أن تقوم الامانة العامة لاتحاد الادباء والكتاب العرب بعقد هذا الاجتماع على نفقتها الخاصة في القاهرة، والمعروف عن هذه الحالة أنها خاصة بحالات الطوارىء فقط، يعني عندما يعجز أحد الاتحادات فيعقد الاجتماع في القاهرة على نفقة المكتب الدائم).
* هل ثمة سلبيات في مثل هذا الاجراء؟
- بالتأكيد، فهذا له جوانبه السلبية، فمن المعروف أن كل اجتماع للمكتب الدائم يكون مصحوبًا بمؤتمر أو حلقة دراسية خاصة، مثلاً في اجتماع الجزائر كانت هنالك حلقة دراسية خاصة عن أدب الحداثة في الجزائر، وفي هذه الحالة ابلغنا المكتب الدائم بأنه تقرر إلغاء هذه الحلقة اختزالاً للنفقات كما يبدو، كما قلص الموعد الى يومين فقط للاجتماعات، ومعنى هذا أن المؤتمر سيكون مجرد اجتماع اداري ليس الا، ولن تتاح فيه الفرصة لدراسة أية قضية ثقافية أو فكرية أو لن تتاح فيه الفرصة ربما حتى للاتصال بالحياة الثقافية أو الحياة الاجتماعية في مصر بشكل عام أو القاهرة بشكل خاص.
* هل تعتقدون وراء تغيير المكان من بغداد الى القاهرة دوافع سياسية؟
- انا اعتقد أن كل ما هنالك مخاوف من الحالة الامنية، لأن الصيغة الموجودة (أن يعقد الاجتماع خوفًا من تردي الاوضاع الامنية في البلدين)،تقصد سوريا والعراق، عند عقد الاجتماع، ما يعني ليس الآن ولكن عند عقد الاجتماع يخشون من تردي الاوضاع الامنية، ومع هذا.. فأنا اعتقد أن هنالك حساسيات ما زالت موجودةولعل البعض من زملائنا في اتحادات الادباء يخشون من الحضور الى العراق، ولكننا يجب أن لا نيأس ويجب أن نحاول مرات ومرات من اجل اقناع زملائنا العرب بإمكانية عقد هذا المؤتمر في بغداد، ولهذا سأنتهز هذه الفرصة في اجتماع القاهرة لكي أؤكد رغبتنا بإستضافة أي اجتماع للمكتب الدائم أو المؤتمر المقبل.
* وان لم يكن، فهل سيكون الاجتماع المقبل في بغداد مثلاً؟
- نحن نعلم جيدًا أن المؤتمر المقبل سيعقد في البحرين في نهاية شهر كانون الاول عام 2012، وهو الدورة الاخيرة النهائية التي سيتم فيها اختيار امين عام جديد، واعتقد أن أي فرصة لن تكون للاستاذ محمد سلماوي للتجديد لأنه سبق له أن جدد ولايته مرتين، والنظام الداخلي لاتحاد الادباء العرب يشير الى دورتين فقط، وكل دورة لمدة سنتين، الا اذا حدث استثناء، ولكن الى حد الآن هذا الذي حصل، وأتوقع قد تعتذر البحرين ايضًا ربما بسبب ظروفها الامنية أو بسبب ظروف لوجستية أو بسبب التمويل، ولهذا.. فإن اعتذرت فسوف أصرّ على تجديد دعوتنا للمكتب الدائم عن استعدادنا لاستضافة المؤتمر كاملاً في بغداد، واتمنى أن يتحقق ذلك، وحتى وإن لم تتحقق هذه الامنية، فإننا سوف نعقد مؤتمراً في البحرين بعد الاجراءات المهنية والنقابية المختلفة حيث سيتم توزيع الاجتماعات المقبلة خلال العامين المقبلين وبالتأكيد ستكون لنا حصة.
* ألم يشفع مؤتمر القمة العربية لاقناع الادباء العرب بالعودة الى بغداد؟
- تحدثنا في هذا الامر، ولكن ماذا نقول، فنحن لا نستطيع أن نفرض شيئًا الا من خلال قناعة زملائنا.
* هل يمكن ترشيح عراقي الى رئاسة الامانة العامة خلفًا لسلماوي؟
- هذا يتوقف على التوافقات المختلفة، اذا وجدنا هناك رغبة واستعدادات فمن الممكن أن يكون ترشيح العراق الى الامانة العامة، نحن لا نريد أن نفرض شيئًا على زملائنا، وكل شيء يتم بالاقتناع، وفي الوقت نفسه يجب أن نضمن أن يكون هنالك استعداد من قبل زملائنا في المكتب الدائم لتقبل فكرة نقل المركز، اذ إن اختيار عراقي لرئاسة الامانة العامة يعني نقل المركز كاملاً، كذلك المجلة والمكتب الدائم الى بغداد.
* من خلال لقاءاتكم مع رؤساء الاتحادات العرب، وعلاقاتكم بهم، أي الاتحادات التي ما زالت ترفض عودة العراق الى الاتحاد العربي؟
- انا أرى أن القرار الخاص بإعادة عضوية العراق كان قد حظيّ بإجماع جميع الاعضاء، ولكن مع ذلك هناك بعض الاتحادات لا تزال تمتلك بعض التردد، ليس من الضروري ذكر هذه الاسماء ولكنها لا تزيد عن اتحادين أو ثلاثة وهي لا تنقض الاجماع أو اصدار قرار بالاغلبية.











التعليقات