ايلاف من بيروت وعمان: نشرت quot;المؤسسة العربية للدراسات والنشرquot;، في بيروت وعمان، الكتاب الستين للمفكر الأردني المعروف شاكر النابلسي. وكتابه الجديد (تحديات الثورة العربية: لكي لا تتحول الثورات الى أزمات) هو الجزء الثالث من سلسلة كتبه عن quot;الربيع العربيquot; والثورة العربية، التي بدأها بكتابه (من الزيتونة الى الأزهر) ثم (من العزيزية الى ساحة التغيير) تحت عنوان (أعاصير الثورة العربية). وفي هذا الكتاب (تحديات الثورة العربية) يقدم لنا شاكر النابلسي أربعة فصول. يبدأها بفصل (تحديات الثورة العربية)، وفيه يشرح أن قوة الأنظمة العربية تكمن في قهر شعوبها، والقوة في إكراه الناس. ويبين التناقض بين بناء الأمة وتشكيل الدولة، وكيف تركب الأنظمة العربية سفينة نوح لتنجو. ويبيّن الطرق التي يجب أن تُتبع، لكي لا تتحول الثورات إلى أزمات، حيث أن الثورة كالسهم المنطلق. ويبيّن لنا النابلسي أمراض الثورات من خلال قراءة التاريخ، ودروسه المفيدة. ويخرج بنتيجة أن الثورة بلا مفكرين، تصبح بلا حريات فعلية، وبلا ديمقراطية.
وفي الفصل الثاني، يركِّز النابلسي على ثورة 25 يناير 2011 المصرية، تحت عنوان (مصر التي في خاطري). ويعتبر مصر الفقيرة مالياً غنية الثقافة، ويقارن بين اليابان والعرب من خلال مصر. ويستعرض سبب تخلُّف العرب وطرق التقدم، وما قاله طه حسين في كتابه المشهور quot;مستقبل الثقافة في مصرquot; من أسباب تقدم مصر. ثم يتحدث النابلسي عن ثورة 25 يناير، ومن أنها من غير المؤكد أن تنتج الديمقراطية، فليست كل الزهور تتفتح في 25 يناير، فللثورات حسناتها وسيئاتها . ويتساءل النابلسي عن مستقبل الديمقراطية في مصر، ولماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن، ويقول إن مصر ليست عهد مبارك فقط. ويشرح ما تحتاجه مصر الآن، وآمالنا في ثورة 25 يناير. وينتهي الى ضرورة الانتقال من الثورة إلى الدولة، ولكنه يُحذِّر من مصاعب الخروج من الثورة إلى الدولة، ومن أن نسائم الدولة الدينية بدأت بالهبوب على صفحة النيل. ويتمنى أن يقود quot;الأزهر الجديدquot; مصر إلى الحداثة، من خلال استعراضه لـ quot;وثيقة الأزهرquot;، التي كسرت الحاجز الجليدي بين الأزهر والليبرالية.
وفي الفصل الثالث، تحت عنوان (العرب بين الأصولية والليبرالية) يحدثنا النابلسي عن حقيقة الأصولية، وسمات الأصولية في القرن العشرين، والأصولية ومعضلة الفقر في العالم العربي، والمسألة الدينية في القرن الحادي والعشرين، وتمأسُس جُرم الرأي، وإساءة مسار الثورات، ودور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية، وهدف الأصولية التونسية، والأصولية الدينية والحداثة، والأصولية السورية وتأليه الحاكم، والليبرالية وترسيخ الإيمان بالله، والأخلاق في المفهوم الليبرالي. ويتساءل النابلسي: هل يستطيع الليبراليون تجديد الإسلام؟ وماذا يعني تجديد الإسلام؟ وما هي خطوات تجديد quot;الفكر الدينيquot;؟
وفي الفصل الرابع والأخير، يتحدث النابلسي عن انفجار المشرق العربي، والمثقفون والثورة، وواجب المثقفين العرب، والمثقفون والخيارات الصعبة، ووعورة طريق المعارضة، والثقافة العربية أمام تحديات التغيير. ثم يحدثنا عن quot;الأمنوقراطيةquot;، ويقارن بين الأمن الفكريquot; وquot;الأمنوقراطيةquot;، وبين النظام العسكري و quot;الأمنوقراطيةquot;، وبين quot;الأمنوقراطية quot; والاستبداد الناعم.
وفي المقدمة يشرح لنا النابلسي هدف الكتابة، وواجب الكاتب الحر، تجاه وطنه ومواطنيه. وقد جاء الكتاب في 230 صفحة.