عبد الجبار العتابي من بغداد: بين حشد من محبيه، ووسط درجات حرارة مرتفعة وأجواء ترابية غير ملائمة، افتتح الفنان التشكيلي العراقي شداد عبد القهار معرضه الشخصي التاسع في قاعة (حوار) المتاخمة لحدود كلية الفنون الجميلة بالوزيرية، لكن الطرقات المؤدية اليها مسورة ومغلقة بسبب قربها من السفارة التركية،، لذلك ليست هنالك سوى طريق واحدة يقوم على حراستها جنود، ومع ذلك.. كان الحضور لافتا للانتباه لسبب ان صاحب المعرض هو الفنان شداد عبد القهار !!.
حمل المعرض اسم (اوهام / (illusion وضم 30 لوحة مختلفة القياسات والرؤى والاشكال، وان كانت تلتقي في عرض الفكرة التي حملها العنوان، واستخدم عدة مواد في انجازها لاسيما منها تلك اللوحات التي على شكل دفاتر وتضم عددا من اللوحات اللافتة للنظر، ومن الوهلة الاولى لتأمل لوحاته تجد ان ثمة تميزا واضحا في المعرض حيث يشعر الناظر ان الهم الانساني الذي تتناوله لوحاته يمتد على خلجات نفسه كون ما زال يعيشه، فضلا عن المتعة البصرية التي يحسها حيث كل شيء جميل في اللوحات.
يذكر ان الفنان شداد قد اقام العام الماضي معرضه الشخصي الثامن بعنوان ( درس في الجمال) على قاعة مدارات ببغداد، فيما كان المعرض السابع بعنوان (عاريات) على قاعة اكد.
يقول الفنان شداد: هذا المعرض هو المعرض الشخصي التاسع وهناك معارض مشتركة مع فنانين اخرين مثل محمد مهر الدين، سميرة عبد الوهاب، رضا فرحان، وعادل كامل، وهذه مشتركة لكنها تعتبر من ضمن المعارض الشخصية، وهذا المعرض ضم محاور تتناول قضايا انسانية بالدرجة الاولى، وقد تطرقت لها من ناحية التاريخ والعالم المتغير الحالي من ناحية العولمة والتغيير في البلدان العربية ومن ضمنها العراق، ولكنني تناولت قضايا الانسان فقط، يعني الانسان البسيط القريب منك ومني، يعني الذي تضرر باشياء واستفاد باشياء اخرى، من ناحية انسانية، حتى من ضمنها العلاقات بين الرجل والمرأة او ما بين بعضهم.
واضاف: أسميت المعرض (اوهام) لان هناك اشياء فعلا تحدث تشبه الاوهام مثل هذه التغيير الهائل الذي يحدث في العالم،فهو ما بين وهم وحقيقة وحلم، ومن هذه الناحية اطلقت عليه هذا الاسم، في بعض الاحيان تكون في منطقة محايدة، انا اخذ الامر من ناحية نفسية، انا ضد المباشرة في الطرح، انا آخذ من الاشياء الاقرب الى الانسانية.
وتابع: في معرضي كنت بعيدا عن السياسة وعن مسميات الربيع العربي، انا يهمني التغيير الكبير الهائل في العراق، فالتغيير يحدث الان في العالم كله وليس في الوطن العربي فقط، واكيد هذه المتغيرات تنعكس علينا وبالاخص الوضع العراقي، انا عراقي وعايش في هذا المجتمع فأشعر بالاشياء التي تحدث فيه والمحيطة بي، فلا يمكن التخلص منها.
وحاولنا استطلاع آراء عدد من الحضور الذي اكدوا على جودة ما قدمه شداد في معرضه وأبدوا اعجابهم وان اشاروا الى كونهم غير متفاجئين بالدهشة التي يقدمها شداد في كل مرة.
فقد قال الفنان طه وهيب: في يوم صيفي حار.. وجدت نفسي داخل معرض كنت احتاجه لأمتع بصري وروحي، فكان هذا المعرض الجميل، انا لست مستغربا من شداد لان شداد دائما يقدم الجديد والممتع، ومعرضه هذا متميز بشيء اخر اضيف الى المعرض مسألة دفاتر الرسم التي اعجبتني جدا، المعرض بصورة عامة جميل ومهم اضيفت اليه بتجربة الدفتر طعما خاصا، فالدفتر الواحد عبارة عن معرض كامل، انها مجموعة اعمال في دفتر، فهي جميلة جدا واستخدامها كان مهما ورائعا، وحقيقة انا استمتعت بالمعرض، فمنذ زمن لم نشاهد معرضا جميلا كهذا، شداد متألق دائما كما متألق اليوم في معرضه هذا.
وقال الفنان رضا فرحان: يعتبر هذا المعرض من المعارض المهمة جدا في حياته وفي الوقت نفسه في ذاكرة الفن التشكيلي العراقي، تجد
هذا المعرض للفنان طفرة من ناحية اللون والشكل والرموز، فتجد شداد وقد حاول ان يجد ارضية كبيرة ومؤثرة بالمتلقي من خلال هذا المعرض، فعندما تنظر الى اية لوحة من لوحات شداد تجد هناك شيئا من العاطفة وشيئا من التأثير في نفسية المتلقي، وهو تأثير من خلال نفسية الفنان فتجد هذه الاعمال فيها افقا كبيرا جدا، انا اعتبر هذا المعرض من اهم ما قدمه شداد، فتجد ان هناك علاقة بين هذا المعرض ومعرضه الاول ولكن عندما تتعمق في الاشكال والصور والالوان تجد انها طفرة كبيرة جدا في تجربة هذا الفنان من ناحية اللون ومن ناحية الخطوط ومن ناحية التكرار المفعم بالعاطفة والاحساس العالي.
واضاف: الكثيرون ينظرون الى شداد من خلال رموزه ولكن انا انظر الى شداد من خلال هذه الرموز كونها افقا لتأثير عالي وتجربة ذات بصمة مهمة جدا في التشكيل العراقي.
فيما قالت الناقدة سرى عبد داود: في كل مرة احضر معرضا لشداد.. اكتشف اشياء جديدة، تزرع الدهشة في نفسي واستمتع بما ارى، فهو في عمله يختلف عن الفنانين الاخرين، لانه دائما يضع بصمة معبرة عن تميز، وهذا لوحده يشجع الفنانين الجدد ويعطيهم دافعا اقوى للبحث عن الجديد والمدهش،لان شداد يعمل في منحى اخر، فنحن نلاحظ في عمله شغل الفنانين الرواد الكبار، مع العلم ان لديه بصمته الخاصة ولا يهتم بالمدارس الاخرى، فهو لاينتمي الى مدرسة بقدر ما يعمل على التجريد، وان كنت ارى ان شغله عن المرأة اجمل، وكان ذلك في معرضه السابق (عاريات) الذي كان جميلا جدا، لديه انطباع اخر مختلف عن الاخرين، شداد.. في كل معرض يقيم تجده يختلف عن المعرض الاخر، صحيح تجد انطباعات المرأة موجودة في كل لوحة تقريبا وهذا دلالة على انه يحب المرأة.















التعليقات