يوسف يلدا ndash; سيدني: يرى المخرج الفرنسي اليوناني كوستا غافراس أن هناك حضارة آخذة في الأفول، وأن الممثل المفتول العضلات أرنولد شوارزنجر تناول السياسة في أشرطته الفلمية أكثر مما قدمه هو للسينما. كان كوستا غافراس، مخرج فيلم quot;زدquot;، زار الإسبوع الماضي مكتبة الأفلام السينمائية الكاتالونية في رافال ببرشلونة بإسبانيا، وذلك للترويج لفيلمه الأخير quot;الى الغرب من عدنquot;، والذي يعكس عبر أحداثه موقفه ضد العنصرية والإستغلال البشري. وركز كوستا ndash; غافراس خلال حديثه بمناسبة عرض فيلمه في برشلونة على الأزمات السياسية والإقتصادية الآنية، مشيراً الى أن لا حلول لديه لمعالجة المشكلة، غير أنه أضاف quot;أن ذلك، في الواقع، يدخل ضمن مهام رجال السياسة، الذين تم إختيارهم لهذا السببquot;.
وأشار مخرج العديد من الأشرطة السينمائية الناجحة، مثل quot;علبة الموسيقىquot;، وquot;المدينة المجنونةquot;، لوكالة أنباء quot;إيفيquot; الإسبانية الى quot;أن القادة الذين إخترناهم ليسوا هم من يقودون بلدانهم، بل البنوك الأمريكية والعالمية الكبيرةquot;.
وفي محاولة منه للتهرب من صفة quot;المخرج السياسيquot;، يستعين غافراس بمثل فريد من نوعه، إذ يقول quot;أنا أصنع أشرطة فلمية عن ما أراه وأحسه حواليّ، لكنني أرى أن شوارزنجر، على سبيل المثال، يتناول السياسة في أفلامه أكثر منيquot;.
ويروي فيلم كوستا غافراس الأخير quot;الى الغرب من عدنquot; قصة شاب يدخل الإتحاد الأوروبي بصورة غير شرعية، يمزج المخرج فيه أحداث درامية مع قليل من السخرية السوداء. وكان غافراس أنجز فيلمه هذا عام 2009، إذ يرى أن حالة المهاجرين تغيّرت الى حد كبير مع الأزمة الإقتصادية الحادة والمستمرة التي تعصف بأوروبا.
وأعرب المخرج السينمائي المعروف، والمولود قبل 79 عاماً في اليونان، خلال وجوده في برشلونة يوم الأربعاء الماضي، عن أسفه في أن يرى أوروبا وقد تحولت الى مجرد quot; سوبر ماركتquot;. وأشار أيضاً الى أنه لا يزال يتبني ذات المواقف التي بدأ بها مشواره السينمائي، وأنه بصدد إنجاز فيلم سياسي جديد بعنوان quot;الرأسمالquot;، يتناول فيه علاقة شخص بدين الألفية الجديد، ألا وهو المال. يقول غافراس quot;إننا نشهد أفول حضارة، وعلينا أن نقرُّ بذلك، ونعمل من أجل التحضير للمستقبل. ليس لدى صنّاع السينما الحلول لذلك، وأن مهمتهم تنحصر في طرح الأسئلةquot;.
- آخر تحديث :














التعليقات