quot;غاستون باشلار بين العلم والأدبquot;.
صدر للباحث المغربي سعيد بوخليط كتاب بعنوان quot;غاستون باشلار بين العلم والأدبquot;. في تقديمه لهذا الكتاب يقول بوخليط إن اجتهادات باشلار، تميزت بالملامح التالية:

1-قدرة عقلية تركيبية متينة ومتميزة، جعلت من الأفق الباشلاري لحظة إنسانية وفكرية تأسيسية لصيرورة التاريخ الإنساني.
2- عقلانية منفتحة جدا، مرنة، لينة ومنسابة: أعطى ذلك لباشلار إمكانية التأسيس لمفهوم جديد للتجربة الإنسانية من خلال ممكنات: العلم والأدب.
3- عقلانية، صاغت كل ملامح التأسيس. فاستحق بذلك لقب فيلسوف، تدين له المدرسة الفرنسية بخصلة أساسية تتمثل في كونه وعلى امتداد ثلاثين سنة منذ أطروحته لنيل الدكتوراه (1927) إلى آخر مؤلفاته quot;شعلة قنديلquot; (1961)، وهي كذلك سنة وفاته، كان يبحث عن صياغة مفهومية لشيء اسمه الانفصال. وكأنه النبي الذي يسعى إلى تخليص الإنسانية من أزماتها الفكرية. فأجاد للعلم فلسفة بديلة، ومنظومة جديدة تعبر عن الثورات الفكرية بعد ما عرف تاريخيا بأزمة الأسس في الرياضيات، وكذا ظهور نظرية النسبية مع خلخلتها لبديهيات الفيزياء النيوتونية. وعلى مستوى النص الأدبي، فقد أعطى بالنظرية النقدية التي وضع أصولها الكبرى نفسا لانهائيا وطويلا للاشتغالات النقدية والأدبية. ولن نبالغ إذا قلنا، بأن كل النظرية الشعرية الجديدة قد خرجت من لحية باشلار.
4- عقلانية تتوخى المزاوجة والجمع بين المفهوم بكل إحالاته المستندة على الصرامة والضبط النظريين. ثم الصورة البلاغية بكثافتها الشاعرية، والتي ربما تختزل التجربة الإنسانية في مجملها.
5- عقلانية أوجدت للحقول المعرفية أدوات إجرائية للبحث والتفكير. والمفهوم الباشلاري، استثمره فوكو وألتوسير وكانغليم وبارت وجينيت وبوبر....
6- عقلانية باشلار، قمة إنسانية بامتياز. ولا أدل على ذلك، أن الخيط الرابط لكل كتاباته من الفيزياء إلى الكيمياء، مرورا بالخيمياء والشعر والفلسفة. وكذا أبحاثه الميتافيزيقية والأنطولوجية، ثم المادة ومكونات العالم سواء في بعدها الفيزيائي أو الحلُمي. النقطة المشتركة لكل ذلك، تتمثل في لعبة الحلم. مضمون الدرس الباشلاري: أن الذي يسعى إدراك هندسة القنبلة الذرية، عليه كذلك استحضار الخصوبة المجازية والبلاغية لصور شعراء كبار أمثال: بودلير، شيلي، نيتشه، ريلكه، نوڤاليس، رامبو، لوتريامون، فيكتور هيغو....
7- عقلانية استطاعت أن تخترق جل الثقافات الكبيرة من الفرنكفونية إلى الانجلوساكسونية فالجرمانية....
ولعل هذه النقاط وحدها تكفي لجعل هذا الكتاب واحدا من أفضل المراجع المتعلقة بالحقل الخصب للمشروع الباشلاري.

quot;رفة شبح في الظهيرة quot;
صدر مؤخراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ديوان quot;رفة شبح في الظهيرة quot; للشاعر المصري / مؤمن سمير ويعد هذا الديوان العاشر في تجربة مؤمن سمير الإبداعية وكذلك كتابه الرابع عشر.. يقسم الشاعر ديوانه إلى أربعة علامات أو دوال تنتظم كل عنوان منهم مجموعة من النصوص المتفاوتة بين الطول والقصر وبين الكتابة الطولية أو العرضية عندما يميل النص للسردية .ورغم هذا التقسيم إلا أن الديوان ndash; كما تقول الدراسة الملحقة بالديوان ndash; ينتمي إلى جل تجاربه السابقة التي يحرص فيها أن يكون الكتاب وحدة واحدة وإن تنوعت المخارج والمداخل .بالإضافة إلى أنها تمتح من فضاء واحد هو خياله الجامح الباحث عن الشعرية في أنهارٍ أخرى .. وتضيف الدراسة quot; إن من أهم خصائص الديوان الفنية: الصياغة الخاصة المركبة التي تفتح أبواباً شتى للتأويلات ، ودمج العجائبي مع التفاصيل وسبكهما في سبيكة واحدة لتخليق نص لا نتوءات بين أجزائه وخلاياه quot;....

فاز مؤمن بعدة جوائز وكتب عن تجربته العديد من النقاد والكتاب ..
حمل الكتاب بي دي إف من هنا


quot;تمر الأصابعquot;
عن الهيئة المصرية العامة للكتاب صدرت في القاهرة طبعة جديدة من رواية (تمر الأصابع) للكاتب العراقي محسن الرملي والتي كانت قد صدرت طبعتها الأولى بالإسبانية ثم ترشحت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) سنة 2010. وحظيت باهتمام نقدي عربي وغربي جاد. تدور أحداثها بين العراق وإسبانيا وتتناول جوانباً من طبيعة التحول في المجتمع العراقي على مدى ثلاثة أجيال، فتتطرق إلى ثنائيات ومواضيع شتى كالحب والحرب والدكتاتورية والحرية والهجرة والتقاليد والحداثة والشرق والغرب.. وغيرها. وصفها الشاعر والناقد الأسباني مانويل رينا في مقال له عنها في صحيفة الآ بي ثي بأنها: رواية مشحونة بالعاطفة، بديعة باستحضاراتها وحنانها وتمتاز بقدرة كبيرة على رسم التناقضات ونقاط الاختلاف والتلاقي بين ثقافات الغرب والشرق.. إنها بحق هدية للفكر والحواس. وقال عنها آنخيل باسكوال بأنها: من الكتب المتميزة التي تشدك منذ صفحتها الأولى فلا تتركها حتى النهاية، وتحملنا بين أجواء عراق طفولة الكاتب وإسبانيا اليوم. وفي رأيي فإنها تتميز بالكثافة الشديدة والحساسية وجودة النوعية الأدبية.. مما يجعل من قراءتها تجربة عذبة ومثرية. بينما اعتبر الملحق الثقافي لصحيفة (الموندو) محسن الرملي بأنه واحد من أهم الأصوات في النثر العراقي المعاصر.
هذا وسوف تصدر الترجمة الإنكليزية لرواية (تمر الأصابع) قريباً عن منشورات الجامعة الأمريكية في القاهرة.