بغداد:اعربت الفنانة العراقية الدكتورة اقبال نعيم عن سرورها بالنجاح الذي تحقق للمهرجان المسرحي (ايام مسرحية عراقية) الذي كشف عن تميز في مسرح المحافظات التي نافست العاصمة بغداد فيما تقدمه فرقها على مسارحها، موضحة ان المهرجان كسب محافظة الانبار التي افصحت عن وجود نشاط مسرحي مميز لديها، وأكدت اقبال،وهي عضو لجنة تحضيرية في المهرجان،ان المهرجان ليست فيه جوائز لكونه ليس تنافسيا بل للتعريف بواقع عمل مسرح المحافظات والاستفادة من اللقاءات الحميمة التي تتم بين المسرحيين.
* لأسألك اولا عن المركز العراقي للمسرح ونشاطاته واهميته؟
-المركز العراقي للمسرح منذ بداية اعادة تنشيطه عام 2009 بدأ يعمل على اعادة خارطة العروض العراقية وتنشيطها وايضا اعادة التعريف بها، لان المركز مهمته حصر الانشطة وتعريف العالم بالمسرح العراقي وكيف يعمل وكيف ينشط وما هي معوقاته ومشكلاته وما هي الاماكن التي تحتاج بناء فيه، فأقمنا اول ندوة وكانت عن (مسرح المستقبل.. مسرح التغيير) وهي قراءة لواقع المسرح العراقي، والندوة الثانية كانت عن موسم 2012 المسرحي، الموسم الذي اقيم خلاله مهرجانان وفيه الكثير من الشباب الذين نشطوا داخله مع مسرحيين محترفين،فناقشت الندوة واقعه وكل تأثيرات المهرجانين على الساحة المسرحية العراقية، اما هذه السنة 2013، وبدعم من وزارة الثقافة ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية، اهتم بمسرح المحافظات،لان في الندوتين كانت هناك توصية مفادها ان نهتم بمسرح المحافظات، لان المسرح العراقي ليست مسرح العاصمة بغداد فقط، بل ان المسرح العراقي موجود في كل الخارطة العراقية، ونحن نعرف ان هناك رجالات مسرح يعملون بشكل انفرادي او مع مؤسسات مثل نقابة الفناين او مديريات التربية والنشاط المدرسي، ومثل الفرق الاهلية التي تعمل بجهدها الخاص لتنشيط المسرح.
* هل برزت لديكم نشاطات مميزة للمحافظات فعلا؟
- نعم.. برزت لدينا محافظات تميزت بنشاطاتها مثل البصرة والديوانية والناصرية واربيل وكركوك، وهناك ظهرت العديد من الشخصيات العاملة،سواء في كليات الفنون الجميلة او نقابة الفنانين او مديريات التربية، وهناك اخرون في اماكن اخرى قد لا نعرفها نحن ولا نعرف جهودهم مثل محافظة نينوى التي فيها فريق مسرحي يعمل فيها، وللاسف اعتذروا عن المشاركة في الايام المسرحية، بسبب خوف الاهالي من التفجيرات في بغداد، وكان عملهم بعنوان (هذيانات معطف) للاستاذ بيات مرعي الذي تم تكريمه ضمن المهرجان، ولكننا كسبنا الانبار التي جاءت لاول مرة وشاركت في هذه التظاهرة.
* وماذا عن المهرجان ومشاركات الفرق؟
-الاحتفالية هي (ايام مسرحية عراقية) شاركت فيها 8 محافظات عراقية: البصرة، العمارة، الناصرية، الديوانية، اربيل، كركوك، الانبار،بغداد وبابل التي جاءت بعرضين، الاول لغالب العميدي الذي يعد من الناشطين في مسرح بابل وعرض للدكتور احمد عبد الامير، اي ان المهرجان قدم تسعة عروض مسرحية تناوب عرضها على خشبتي المسرح الوطني ومنتدى المسرح، وهناك ندوة فكرية موسعة بعنوان (واقع مسرح المحافظات وآفاق تطوره) دارتها الدكتورة عواطف نعيم وشارك فيها محاضرون ألقوا الضوء على هذا الواقع مثل سامي عبد الحميد والدكتور ياسر البراك والدكتور مجيد حميد والدكتور محمد حسين حبيب، وهم اساتذة اجلاء من محافظات مختلفة، كما تضمن المهرجان تكريم لستة اسماء مسرحية عراقية عملت على تنشيط المسرح وادامته في محافظاتهم وهم: سعاد هيوا من اربيل وهو مؤسس مهرجان اربيل، والاستاذ كريم عبود من البصرة، والاستاذ بيات مرعي من الموصل، والاستاذ احسان التلال من النجف،وهوسرحي ممتاز وكاتب وممثل، والاستاذ غالب العميدي من بابل والاستاذ هاتف حليم من الديوانية، واللجنة التحضيرية للمهرجان اختارتهم بدقة بعد ان تمت مناقشة كل الاسماء، والتكريم كان حصرا بالمحافظات.
* ما الذي سيساعدهم فيه المركز؟
- نحاول ان نمد هذه الجسور ما بين بغداد وهؤلاء الناشطين المسرحيين،كما اننا فرصة سمعنا فيها معوقاتهم ومشاكلهم من اجل ايصالها الى وزارة الثقافة، فنحن في المركز دورنا هو حلقة ربط، نحن لسنا جهة انتاجية ولا نكن كذلك، لكننا جهة راصدة ونشطة وجهة تنقل الحدث المسرحي برمته الى الجهة العالمية لان لدينا تقارير سنوية عن الانشطة والندوات، ننقلها الى المركز العالمي للمسرح لكي يثبتها، كما ستصدر عن مركزنا مجلة دورية اسمها (مسرحنا العراقي) ومن خلالكم نوجه دعوة الى كل المسرحيين ان يكتبوا فيها، ستصدر بشكل فصلي،كما اننا طبعنا كتبا مهمة لاساتذة اجلاء، كما اننا طبعا بحوث المؤتمرين الاول والثاني،كما طبعنا انشطتنا ونشرناها باللغتين العربية والانكليزية، وسوف تصدره الهيئة العالمية للمسرح وفيه جرد لكل الانشطة التي اقامها العراق خلال السنة.
* كيف تم اختيار الاعمال من هذه المحافظات؟
- جاء بسبب كون البعض منها فيها نشاط مميز وقد ذهب اعضاء في اللجنة التحضيرية واطلعوا على ذلك عن قرب، واشادوا بالاعمال التي قدموها، فضلا عن الدعم المقدم للمركز كان لخمس محافظات فقط،لان الدعم لا يتجاوز الـ 69 مليون دينار (نحو 70 الف دولار)، ونحن طلبنا دعما بـ (115) مليون دينار حتى نستقدم محافظات اكثر ونشتغل اكثر لاسيما ان فيه طباعة عشرين كتاب، ولكن لمشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية تقديراته الاصة، ونحن احترمنا التقديرات، وهذا ما قدرنا عليه،بل واننا ازدنا عدد المحافظات فدخلت الانبار ونحن سعداء بهذا لان اي احد لا يتوقع ان يكون فيها ناشطون يعملون بجهودهم الخاصة، وكنا سعداء اكثر لو حضرت نينوى ولكن للاسف خذل الممثلون بيات مرعي لان اهاليهم رفضوا المجيء الى بغداد باعتبار بغداد ساخنة جدا وخافوا على اولادهم.
bull; *هل كانت هنالك مشاهدة للمسرحيات من قبلكم؟
- جرت المشاهدة على اقراص الـ (سي دي) ومع ذلك نحن اعتمدنا مبدأ ليأتوا وليقدموا ما يريدون، لاننا لا نطلب من مسرح المحافظات الذي لم يقدم له اي دعم ان يكون بمصاف ما نحلم به، ولكن في المستقبل نعم، انا اعتقد ان الجمهور شاهد عروضا كانت مفاجأة بطريقة التقديم والعمل وبناسها، فالاسماء المشاركة كلها مسرحية ولها باعها وقدراتها واجتهادها في العمل السرحي، بعض العروض كان ترشيحها من ناشطين، مثلا عرض المخرج احمد عبد الامير سبق له ان عرض في بغداد ولكنه عرض في غرفة فلم تتح له الفرصة لكي يشاهد من اكبر عدد من الناس، وشكل هذا العمل جديد، فخيال الظل جديد على مسرحنا والرجل وحده اجتهد في هذا العمل، وها هو عرضه على خشبة المسرح الوطني وشاهده عدد كبير من الناس، لان مهمة المسرح لا تحدد نوع العمل ولا هي مسابقة للفوز او من الافضل، نحن مهمتنا ان نلقي الضوء على نوع المسرح وكيف تعمل في المسرح ومن يشتغل في المسرح في تلك المحافظات، تلك هي مهمة المركز بالدرجة الاولى، لذلك يقول البعض: لماذا لم تنتجوا؟ فنحن مهمتنا ليست الانتاج، ثم ان في كل المهرجانات تستقدم عروضا، ومن الغباء ان نقول لماذا لا نعطي انتاجية، فلو كان المركز يريد ان يعطي انتاجية فأنه سيكلف شخصيات فنية ومسرحية لانتاج عمل ضمن مقولة معينة او فكر معين، ولكن المركز هو راصد للانشطة وراصد لعمل رجالات العمل المسرح العراقي لكي يقدمه بأفضل صورة.
bull; لماذا ليس في المهرجان جوائز؟*
- فيه تكريم فقط لانه ليس هرجانا تنافسيا، انه مهرجان احتفائي بأيام مسرحية عراقية،بمعنى انا اريد ان اشاهدك وانت من الانبار، وانت تريد ان تشاهدني وانا من البصرة وهكذا كلنا نجتمع في بغداد حتى نقدم افضل ما لدينا، وكانت هنالك جلسة حوار للخرجين كي يعرفوا كيف يعمل المسرح في كل هذا الوطن ون يدعمه وماذا نريد كي ننشط مسرحنا العراقي.
bull; *البعض اعترض على تسمية (مسرح المحافظات) وطلب ان تكون التسمية (المسرح العراقي في المحافظات) ما رأيك؟
- لا اعرف لماذا هذه العقدة، ولكنني ان التسميتين نفس الشيء، لاننا مجموعة محافظات ومجموعة فرق مسرحية في هذه الاماكن، فأنا بالنسبة لي لا تختلف عندي التسمية ولكنني احترم هذا الرأي الذي يريد القول (المسرح العراقي في المحافظات) او (المسرح العراقي في المحافظات).
bull; لماذا لم تعملوا على استضافة مسرحيين عرب كضيوف شرف للمهرجان؟*
- كان من الؤمل ان يأتي اربعة اشخاص من الهيئة العالمية للمسرح،وكانت لديهم رغبة مشاهدة الاعمال وحركة المسرح العراقي ولكن الاحداث الاخيرة والتفجيرات جعلته يرسلون الينا اعتذارا، وللحقيقة ان الوزارة كانت متحمسة لاستقبال هؤلاء ليطلعوا عن كثب عما يجري في المسرح العراقي، لان العراق انقطع عن الهيئة العالمية للمسرح لمدة طويلة،لاكثر من 15 سنة، وحين رجعنا كانوا فرحين جدا حتى انهم اعفونا من دفع الاشتراكات القديمة والان الاشتراك تدفعه وزارة الثقافة مشكورة، وللامانة الاستاذ ناصر طاهر الحمود والدكتور حامد الراوي والاستاذ فزي الاتروشي كان لهم دور كبير في مساندة المهرجان وبالذات الاستاذ طاهر الذي ساند المركز العراقي للمسرح، فكان بودنا ان يأتي مسرحيون اجانب ولكن الظروف الساخنة التي مرت على العراق حالت دون ذلك.
*ما اكثر ما ميز المهرجان عن المهرجانات المسرحية الاخرى؟
- يمكن اللقاءات الحميمية ما بين المسرحيين التي صارت بين مسرحيي المحافظات هي اكثر ما ميز المهرجان عن سواه، فأنا سعيدة جدا بوجود الانبار، وكان من الممكن ان اكون اسعد بوجود نينى التي عرفت ان فيها مجتهدين وعملا على الرغم من ظروفها الخطيرة، ثم ان البصرة وبعد نشاطها هذا لابد ان نقول لها انك في مصاف بغداد، بطريقة عملها ولان فيها كلية فنون واساتذة مهمون ومجتهدون، وكذلك بابل فيها رجالات مسرح مهمون وكليتها ناشطة، وكذلك العمارة التي شاركت لاول مرة، انا اجد ان اللقاء الحميم بين فناني بغداد والمحافظات كان هذا مهما كما ان تعزيز القوة بيننا مهمة جدا ايضا لكي نستطيع في الاخير ان نميز خارطتنا المسرحية ونميز نوع مسرحنا ومقدار تطوره، المهرجان بمثابة بارو متر لنعرف كيف تعملم بغداد وكيف تعمل المحافظات الاخرى ونستطيع ان نميزها ونضع درجة لكل مسرح ونعرف ماذا نقدم له.