اعلنت الاكاديمية السويدية فوز الكاتبة الكندية اليس مونرو بجائزة نوبل لآداب 2013، بصفتها سيدة القصة القصيرة المعاصرة. وهذه أول مرةيفوز فيها كاتب كندي بجائزة نوبل.وإن كانت أول فائز يعتقد أنه كندي خالص. فقد فاز سول بيلو بالجائزة عام 1976 وهو من مواليد كيبيك لكنه نشأ في شيكاغو ويعتبر على نطاق واسع كاتبا أمريكيا.
وكان اسم مونرو يرد في السنوات الاخيرة بين الادباء الذين يرجح فوزهم بالجائزة اذ ان خبراء جائزة نوبل يعتبرون ان اناقة اسلوبها تجعل منها مرشحة جدية جدا. مونرو التي كشفت في عام 2009 أنها خضعت لجراحة في القلب وعولجت من السرطان قالت إن منحها الجائزة كان quot;مفاجئا ورائعاquot;. وأضافت في بيان quot;أنا منبهرة بكل الاهتمام والمشاعر التي لمستها صباح اليوم... آمل أن يعزز هذا الإدراك بأهمية شكل القصة القصيرة.quot; ورغم نيل الجائزة وما ألقته من ضوء ساطع على أعمالها قالت مونرو (82 عاما) لقناة سي.بي.سي نيوز إن هذا لن يغير من قرار أعلنته هذا العام بالتوقف عن الكتابة.
ولدت مونرو في Wingham ، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة هورون، على الشاطئ الى الجنوب الشرقي من بحيرة هورون في أونتاريو. كان والدها مزارعا، والدتها معلمة. نشرت أول قصة لها في عام 1950 ، عندما كانت طالبة في جامعة ويسترن أونتاريو و يكسب رزقه من خلال العمل كنادلة أو أمين مكتبة. غادرت الجامعة في عام 1951، تظزدت من ديمس مونرو. يدير الزوجان مكتبة في فيكتوريا في عام 1963 ولهما أربع بنات (توفيت الثانية عند الولادة). وخاضت مونرو غمار الكتابة منذ سن المراهقة ونشرت اولى اعمالها عندما كانت طالبة وهي تعمل حتى الان دونما توقف في كلينتون (اونتاريو) بعيدا عن الضجة الاعلامية.
في عام 1968 نشرت مجموعتها الأولى من القصص quot;رقصة الظلال السعيدquot;، التي فازت بجائزة الحاكم العام، أعلى جائزة أدبية في كندا.وتبعتها بمجموعة اخرى عنوانها quot;حياة الفتيات والنساءquot; في عام 1971.طلقت زوجهافي عام 1972 ، غادرت أليس مونرو الى أونتاريو، حيث في عام 1976 تزوجت منالجغرافي جيرالد فرملين، وعاشت منذ ذلك الحين في كلينتون، بالقرب من مسقط رأسها. يتصف نثرها بالسخرية والجدية في آن. وغالبا ما تتم مقارنة اعمال مونرو مع كبار كتاب القصة القصيرة، كتشيخوف. والأبطال في قصصها في الغالب فتيات وسيدات يعشن حياة تبدو عادية لكنهن يصارعن محنا كالتحرش الجنسي أو الزواج المأساوي أو مشاعر الحب المقموعة أو متاعب الشيخوخة.قال دوجلاس جيبسون ناشر قصصها في مقابلة مع سي.بي.سي quot;فجأة تجد نفسك منجذبا لحياة هذه الخادمة أو تلك المزارعة أو ربة المنزل تلك التي تعيش في فانكوفر... إنهن عاديات والقصص عادية لكن لها لمسة السحر.quot; وأحدثت الجائزة حالة من الفخر في كندا. وامتلأ موقع تويتر بطوفان من التهانيء. وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر في بيان quot;أنا واثق من أن أعمال السيدة مونرو الهائلة وهذا الإنجاز الرائد سيلهم كتاب كندا من جميع الفئات للسعي للتميز الأدبي وسيشحذ شغفهم بالكلمة المكتوبة.quot;
وقالت الاكاديمية السويدية ان quot;مونرو تتميز بمهارة في صياغة الاقصوصة التي تطعمها باسلوب واضح وواقعية نفسيةquot;. وتابعت تقول quot;ان قصصها بمعظمها تدور في مدن صغيرة حيث غالبا ما يؤدي نضال الناس من اجل حياة كريمة الى مشاكل في العلاقات الى نزاعات اخلاقية وهي مسألة تعود جذورها الى الفروقات بين الاجيال او مشاريع حياة متناقضةquot;. واضافت الاكاديمية quot;غالبا ما نجد في نصوصها وصفا متداخلا لاحداث يومية لكنها حاسمة تضيء على اطار القصة وتبرز القضايا الوجوديةquot;..واعتبرت اللجنة في قرارها ان quot;اليس مونرو معروفة خصوصا بانها كاتبة اقصوصة الا انها تمنح عمقا وحكمة ودقة في كل قصة على غرار ما يفعل غالبية الروائيين في كامل اعمالهم.. وقراءة عمل لاليس مونرو يعلمنا شيئا جديدا في كل مرة شيئا لم يخطر ببالنا من قبلquot;.ولها عدد كبير من القصص التي أحيانا تحير النقاد أهي قصص قصيرة ام روايات: quot;أقمار جوبيتيرquot; (1982) quot;هاربquot; (2004 )، quot;منظر من قلعة روكquot; (2006 ).
حكمة هذا الفوز:
وها هيللمرة الألف، تعبرالاكاديمية السويديةعن احترامهاالثابت لمبادئ الإبداع الأصلية، فلم تؤثر على قرارهامحاولات المرشح الدائم منذ عشرين سنة بالحصول على الجائزة عن طريق شتم الإسلام والادعاء بالوثنية والالحاد، قبل أيام في موقع فرنسي،مرشح ربما شاطر في العلاقات العامة وتزييف الحقائق، لكنه يبدو انه متخلف، إذ لم يفقه إلى اليوم أن الكاتب الحقيقي عليه العمل والصمت... وأن نوبل مهما أثرت الناحية الجيوسياسية فيها، فإنها لن تُمنح إلا إلى مبدعين لهم حياء وموقف من كل حدث بحيث يفاجئهم خبر فوزهم بجائزة، كأليس مونرو التي ينظر إليها كتشيخوف الكندي... وليس ذاك quot;الشاعرquot; الطائفي الذي يلطش من هنا وهناك.
التعليقات