افتتح امس معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في المانيا، وهو أحد أهم المعارض الدولية للكتاب في العالم ويعد اكبر تظاهرة دولية في عالم الكتب ومن المتوقع ان يزوره هذا العام حوالي 300 ألف شخص.

يشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي افتتح أمس في مدينة فرانكفورت الألمانية ويستمر حتى مساء الأحد المقبل 7100 عارض و1500 مؤلف من 100 دولة بالإضافة الى تنظيم فعاليات أدبية متنوعة. وذكر منظمو المعرض في تصريحات صحفية ان دورة هذا العام ستناقش التحولات الهيكلية التي يشهدها عالم الكتب ويرافقها نقاش حول ثورة الكتاب الإلكتروني ودوره في صناعة الكتب.
ويرجح مدير المعرض ان ينجح في إنشاء العديد من الاتفاقيات الجديدة في مجال صناعة الكتاب.
منافسة حادة بين الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني
في هذا الإطار تشير دراسة أعدت بمناسبة انطلاق فعاليات المعرض ان كل واحد من كل 5 مواطنين المان يفضل الكتاب الإلكتروني على الكتاب التقليدي المطبوع الأمر الذي يشير الى زيادة الظاهرة ويتطلب من دور النشر وشركات توزيع الكتب التكيف معها.
فبحسب الدراسة فإن 29% من المواطنين الألمان القارئين الذين تقدر الدراسة نسبتهم بـ 75% من مجمل عدد سكان ألمانيا باتوا يفضلون الكتاب الإلكتروني على نظيره الورقي. وتضيف الدراسة ان 27% من الأشخاص الذين شملهم المسح لا يعارضون استبدال الكتب المطبوعة بكتب إلكترونية ما يشير الى زيادة الظاهرة والى تحويل المعرض هذا الموضوع لمادة نقاش أساسية في فعالياته ومناقشاته.
من جهته يري ألكسندر سكيبيس الرئيس التنفيذي لرابطة تجارة الكتب الألمانية، ان مبيعات الكتاب المطبوع مازالت تشهد رواجا فبخلاف السنتين الماضيتين التي شهدت انخفاضاً في المبيعات، فإن المبيعات ارتفعت في السنوات التسع الأخيرة من 0.8 إلى 1.4 في المئة، وهذا يعني أن الطلب على الكتاب المطبوع مازال كبيرا.
البرزيل ضيف الشرف
تحل البرازيل كضيف شرف على المعرض في هذا العام ، حيث تم الإعلان عن ان اكثر من 70 مؤلفا برازيليا سيشاركون في المعرض وسيقدمون على الأقل 260 مؤلفا جديدا بينها 117 رواية. ولن يشارك اشهر المؤلفيين البرازليين في المعرض باولو كويللو وعن ذلك يقول في مقابلة صحفية مع صحيفة المانية ـ ان رفضه المشاركة في فرانكفورت تأتي في اطار معارضته لاختيار وزارة الثقافة البرازيلية للكتاب البرازيليين المشاركين قائلا: laquo;لا أعرف إلا 20 كاتبا من الأدباء البرازيليين الـ 70 الذين سيشاركون في المعرض وعن الـ 50 الآخرين لم أسمع شيئا، الأمر الذي يعتبر إشارة الى الفساد الذي يعاني منه القطاع الثقافي في البرازيل فهؤلاء الكتاب اما أصدقاء أو أصدقاء أصدقاء المسؤولين عن اتخاذ القرارات بخصوص أسماء الوفد البرازيلي المشاركraquo;.
وكان البرازيلي كويللو الذي يعيش منذ سنوات في جنيف في سويسرا قد دخل الى الأدب العالمي من بابه العريض بعد كتابة روايات حققت أحجام مبيعات قياسية أبرزها laquo;الخيميائيraquo; وlaquo;حاج كومبوستيلاraquo; وlaquo;فيرونيكا قررت ان تموتraquo;. أما على صعيد جائزة (الكتاب الألماني) التي تعتبر ارفع جائزة أدبية في البلد المضيف ألمانيا ويسبق الإعلان عنها قبل يوم واحد من انطلاق فعاليات المعرض فقد أعلن اتحاد الناشرين الألمان الليلة قبل الماضية ان جائزة هذا العام ستذهب للمؤلفة الألمانية من أصول هنغارية تيريزا مورا.
ووفق اللجنة المسؤولة عن منح الجائزة فإن مورا استطاعت من خلال روايتها laquo;الوحشraquo; التي تتكون من 700 صفحة سرد قصة زوجين حزينين تؤدي في نهاية المطاف الى انتحار الزوجة.ووصفت اللجنة في معرض ذكرها لأسباب اختيار الكتاب وصاحبته للجائزة بالقول laquo;رواية الوحش تعتبر سردا مؤثرا لقصة معاصرة استطاعت الكاتبة من خلال إصابة عصب الوقتraquo;. يذكر ان جائزة الكتاب الألماني تبلغ قيمتها المالية 250 ألف يورو وتمنح لمؤلفين يكتبون باللغة الألمانية من ألمانيا والنمسا وسويسرا
إلى جانب النقاش في المعرض حول صناعة الكتاب وكيفية تسويقه، سيتم التطرق ايضا الي أحول الادب والأدباء خاصة الي نسبة المشاركة العالية التي تصل الي 600 ناشر من مختلف دول العالمحوالي 1500 كاتب، من بينهم أشهر الكتاب الألمان سيشاركون في الفعاليات التي يعتقد انها ستصل الي 3600 لقاء ثقافي وهي نسبة مشاركة اكبر من نسبة العام الماضي.
مشاركة عربية في المهرجان
من السعودية تشارك المكتبة الرقمية السعودية في معرض هذا العام . وتأتي هذه المشاركة وفق تصريحات الوفد المشارك بتوجيهات من وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ونائبه الدكتور أحمد بن محمد السيف بضرورة المشاركة في المحافل الدولية العلمية والثقافية للاطلاع على أحدث المستجدات في مختلف المجالات والتخصصات ذات العلاقة.
وأوضح المستشار بوزارة التعليم العالي والمشرف العام على المكتبة الرقمية السعودية الدكتور مساعد بن صالح الطيار أن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب يعد من أهم معارض الكتاب في العالم، حيث يشهد حضورا واسعا لدور النشر العالمية، وتتميز فعالياته بالثراء والتنوع في الثقافة والعلم.
أما دار quot; كلمات quot; الإماراتية المتخصصة في إصدار كتب الأطفال عالية الجودة باللغة العربية فهي تشارك للعام الخامس على التوالي وهي تأمل في تعزيز حضورها الدولي كإحدى كبرى دور النشر الإماراتية على المستويين الخليجي والإقليمي المتخصصة في إنتاج الكتب المتميزة ذات المضمون العربي الهادف فكرة وتأليفا ورسوما وطباعة.
وتعرض الدار خلال المعرض مختلف إصدارتها التي حاز البعض منها على جوائز عالمية وطبع الآخر إلى عدة لغات عالمية..إضافة إلى مجموعة جديدة من الإصدارات التي رفعت عدد الكتب الخاصة بكلمات إلى نحو/ 120 / كتابا أصدرتها منذ تأسيسها عام 2007.
وقال تامر سعيد مدير تطوير الأعمال في دار كلمات للنشر في تصريح له بهذه المناسبة..إن المعرض يعد فرصة فريدة ومهمة للإجتماع مع المعنيين بصناعة النشر من مختلف دول العالم إضافة إلى كونه منبرا لعرض أرقى إصدارات كتب الأطفال العربية وتقديمها إلى الجمهور العالمي.
وأكد حرص quot; كلمات quot; على التقديم والترويج للعديد من مؤلفي إصداراتها الموهوبين الذين أثبتوا قدراتهم على إنتاج أعمال جذبت قلوب الأطفال وعقولهم وأتاحت لهم فرص لإستكشاف العالم بطرق جديدة ومثيرة وبارعة من خلال عالمهم الصغير.
وأشار إلى سعي الهيئة من خلال المشاركة إلى تعزيز حضور كتاب الطفل من خلال عقد سلسلة من الإجتماعات مع المعنيين بأدب وثقافة الطفل من مختلف دول العالم إضافة إلى تعزيز علاقات التعاون القائمة مع دور ومؤسسات ثقافية مختلفة وبشكل يصب في خدمة توجهات quot; كلمات quot; بجانب التعريف والترويج للدار من خلال الحضور والمشاركة بجناح متميز يدعم هويتها المعروفة.
وأكد أن فعالياتها في المعرض ستتضمن استعراض تجاربها الناجحة في طباعة وترويج الكتب وأسلوبها في اختيار المتميز منها للأطفال وإجراء العديد من اللقاءات والحوارات مع جهات مختلفة من المشاركين تتركز حول تبادل الخبرات وشراء أو بيع بعض الحقوق الخاصة بالمطبوعات ذات الصلة إضافة إلى بحث سبل التعاون المستقبلية الممكنة مع دور النشر العالمية المتخصصة بأدب وثقافة الطفل وتبادل الآراء حول المستجدات في هذا القطاع المهم.
يذكر أن quot; كلمات quot; تأسست في العام 2007 لإصدار كتب أطفال عالية الجودة باللغة العربية ونجحت في إنتاج حوالي/120/ كتابا حتى الآن وتعتبر إحدى دور النشر العربية القليلة الناشطة في بيع حقوق النشر إلى دول أجنبية.
وتهدف كلمات إلى نشر كتب الأطفال العربية في السوق الدولية وتعزيز التفاعل والتفاهم الثقافي بين أجيال المستقبل ومنح الأطفال من كل أنحاء العالم فرصة التعرف على النسيج الغني ومتعدد الأطياف للمجتمع العربي.