إيلاف: يستحضر الروائي العربي المعروف الدكتور احمد ابراهيم الفقيه حلقة ذهبية من التاريخ الليبي ليجعلها موضوع روايته الجديدة قنطرارة
وقنطرارة هي البلدة التي برزت منذ الف عام ونيف في جبل نفوسه كمركز ملك وحكم وعلم تدير البلاد بتفويض من الدولة الرسمية في تاهرت 160=296هجرية 778=909 م ، تلك الدولة، التي قدمت للعالم نموذجا لدولة العدل والقانون وحرية المواطن واحترام حقوقه وكرامته، وشهدت ازدهارا وتقدما وحضارة، وادارت بلدة قنطرارة العمق الليبي، بذات الحكمة والرشاد وتقاليد النزاهة والانصاف والامانة، لاكثر من قرن من الزمان، لانها حتى في اوقات توزيع السلطة بين العمالات كانت تحتفظ بالمركز الديني والمرجعية العلمية للمذهب الاباضي، ولم ينته هذا الدور الا عندما تحركت قوى التسلط والقهر والظلام متمثلة في امير من امراء الجنون والاجرام هو ابراهيم بن الاغلب الثاني، الذي بدأ عهده بتصفية اشقائه واهل بيته، ثم قاد جيشا اجتاح به النفوسيين في الجبل الغربي، فاستنفروا قواتهم لملاقاته في موقعة مانو (283هـ/896م ) لكنه كان اكثر نفرا واقوى عتادا فاستطاع هزيمتهم وقتل اربعمائة من علماء نفوسه لان تقاليد الدولة الرستمية تقضي ان يقود العلماء الناس في السلم والحرب، ثم اكتسح الجبل وداهم عاصمته العلمية والحضارية بلدة قنطرارة، ووجد كبار السن من العلماء وقادة المراكز العلمية في البلدة فحكم باعدامهم وعلق على اسوار قنطرارة ثمانين عالما ومرجعا علميا من اهل التالييف واحرق مكتبتها وهدم احدى اولى الجامعات الدينية في المنطقة ، الا ان قنطرارة لم تمت ، انتفضت مثل طائر الفينيق من رمادها، وانتقلت الى مناطق الجريد في تونس حيث مازل للرستميين السيطرة والنفوذ، وظهرت من جديد مركزا علميا وحضاريا ، ليكون ميلادها الجديد موضوع الرواية الثانية quot; قنطرارة الانبعاثquot;، التي تستكمل جزءا ثانيا من ثلاثية روائية جديدة حول امجاد بلدة ليبية عبر التاريخ، للكاتب الليبي الذي وضع اسم بلاده فوق خريطة الادب العالمي .