كان فوز الكاتبة الكندية اليس مونرو بجائزة نوبل لآداب 2013 حدثاً تاريخياً ومثيرًا لأكثر من سبب. فإن مونرو هي المرأة الثالثة عشرة فقط من بين 110 فائزين بنوبل للآداب. ويعني هذا أن النساء لا يشكلن حتى 12 في المئة من الفائزين بأكبر جائزة أدبية. وهذا تفصيل احصائي غريب إزاء الحقيقة الماثلة في أن نسبة النساء تبلغ زهاء 51 في المئة من سكان العالم. وقالت استاذة الأدب في جامعة ايست انغليا البريطانية بي. جي. ابستين إن معرفة مَنْ يقرر أن هذا العمل الأدبي يستحق التقدير بجائزة مثل نوبل تساعد في فهم السبب وراء تدني نسبة النساء بين الفائزين بالجائزة.
من جهة أخرى، فإن مونرو هي الرقم 27 بين الفائزين بجائزة نوبل ممن يكتبون بالانكليزية. ويعني هذا أن حوالي 25 في المئة من جوائز نوبل للآداب ذهبت الى مؤلفين يكتبون باللغة الانكليزية. وإذا عرفنا أن الناطقين بالانكليزية لا يشكلون إلا قرابة 6 في المئة من سكان العالم يكون تمثيل الادباء الذين يكتبون بالانكليزية تمثيلاً مفرطاً يفوق بكثير نسبة الشعوب الناطقة بهذه اللغة من سكان العالم. وحتى إذا اضفنا الشعوب التي تتخذ من الانكليزية لغة ثانية فإن عددهم يبقى في حدود 12 في المئة من سكان العالم.
وتثير هذه الأرقام تساؤلات عمّا إذا كان مانحو جائزة نوبل للآداب يعتقدون أن الذين يكتبون بالانكليزية يتقدمون على الآخرين بقدراتهم الابداعية.
ولكن هناك لحسن الحظ الكثير من المترجمين البارعين الذين ينتجون نصوصًا مكتوبة بلغات متنوعة وينقلونها الى طائفة واسعة من اللغات الأخرى. وبالتالي لا يتعين على مانحي جائزة نوبل أو أي جائزة ادبية أخرى أن يكتفوا بتقييم نصوص يستطيعون قراءتها باللغة الأصل بل يمكن أن يقرأونها مترجمة.
ولعل أهم ما في منح الجائزة الى مونور هو الشكل الأدبي الذي تشتغل به، أي القصة القصيرة. فإن كاتبين فقط مُنحا جائزة نوبل تقديرًا لإبداعهما في القصة القصيرة على وجه التحديد رغم أن فائزين آخرين جربوا ايضاً كتابة القصة القصيرة ونشروا مجموعات منها ولكن الجائزة لم تُمنح لهم على هذه الأعمال. والكاتبان هما بول يوهان لودفيغ هايس وغابريل غارسيا ماركيز.
ويعني هذا أن 2.7 في المئة فقط من الجوائز ذهبت الى كتاب القصة القصيرة بالمقارنة مع 16 في المئة حصة الشعراء و11 في المئة حصة الكتّاب المسرحيين وبالطبع منح العديد من جوائز نوبل لروائيين.
واعربت مونرو بعد الاعلان عن فوزها بالجائزة عن الأمل بأن يلفت هذا الاتجاه الانتباه الى quot;أن القصة القصيرة فن مهم وليس شيئًا يلعب به الكاتب حتى يصل الى كتابة روايةquot;.
في الجوائز ما يثير الاهتمام بسبب العمل الذي يكرمه مانحوها والأعمال التي يتجاهلونها على حد سواء. وجائزة نوبل لآداب 2013 سلطت الضوء على شكل ادبي مهم هو القصة القصيرة وكشفت ايضاً المبالغة في تمثيل من يكتبون بالانكليزية ونقص تمثيل النساء. وهذه نقاط جديرة بأن تتوقف عندها الهيئات التي تمنح الجائزة حين تقيِّم الأعمال التي تُقدم اليها في السنوات القادمة ، كما ترى استاذة الأدب بي. جي. ابستين.