جيروم روثنبرغ شاعر أميركي في جعبته أكثر من خمسين ديوان شعري وأنطولوجيا، وهو مختص بعلم الإنسان واللغويات ومعروف كمؤسس للإثنية الشعرية. يهتم بكل الألسنة وبكل أشعار الأرض إن كانت غربية، صينية، عربية، أمازيغية، عبرية، أفريقية، هذا البحث الانثربولوجي غير منفصل عن سعيه الشعري في quot;اللغة البدائيةquot;. فالشعر، بالنسبة إلى روثنبرغ، هو عين اللغة الضرورية بل المضادة للعوز الذي يموت بسببه معظم الناس. لا يختلف عن أي ايمان ديني يعتقد به شخص آخر. لكن إذا افتقد الشعر جانبه الاثني، أي التعرف إلى تجلياته داخل لغات الآخر؛ الآخر المطمور في اللغات المسجلة في وفيات الألسنية الميتة، يصبح هذا الشعر جزئيا وغير قابل للنمو وبالتالي غلطة لا يشفع لها أحد، بالأخص، في حقبة كحقبتنا هذه التي لا يمكن ان تحمي نفسها ألا عبر مواجهة هُوياتها المتعددة وتعاريفها- تناقضاتها وفي نهاية الأمر إشكالياتها. وفي نظر روثنبرغ أن شعر القرن العشرين لم يتوان عن التزود من الثقافات المسماة بدائية، مثلما كان شعراء النهضة يبحثون عن إلهام في الثقافة اليونانية. وكتابه المثير quot;تقنيو المُقدَّسquot; يتناول هذا الموضوع من كل جوانبه. وبمناسبة صدور ترجمة فرنسية حديثا لمختارات من ديوانه الجوهري Pologne/ 1931،هنا ترجمة لمقاطع منه:

TREE SPIRIT EVENTS (ZOHAR)

أحداثُ روحِ الشجرة (زُهار)

حِينذاكَ تُهَلِّلُ جميعُ أشْجار الغاب فِي حَضْرَةِ الرّبّ

واحدةٌ تتسلّق من جانب.
واحدةٌ تهبط من ذلك الجانب.
واحدةٌ تدخل بين اثنتين.
اثنتان تتكلّلان بثالثة.
تدخل ثلاثة في واحد.
واحدةٌ تنتج ألواناً مختلفة.
تهبط ست منها على جهة وست منها على جهة اخرى.
تدخل ستٌ في اثنتي عشرة.
تتحرك اثنتا عشرة لتشكّل اثنتين وعشرين.
ستٌ تم ضَمَّها في عشر.
عشر ثُبّتت في واحدة.

حدثُ الأبجدية (1)
اتْلُ حروف الهجاء 221 مرة وأنت تسير في حلقة.
كرّر الحدث 442 مرة.

حدثُ الأبجدية (2)

أَدِّ حدثَ الأبجدية الأولى وأنت تمشي إلى الخلف.
اتْلُ حروف الهجاء بادئاً من النهاية.

ومشيتُ إلى جانبه وأخذني بيده ورفعنى إلى جناحيه، وأراني تلك الحروف كلها، المحفورة بسيف من لهب على عرش المجد. وكان الشرر يخرج منها ويغطي حُجيرات السماء السابعة.

حدثُ الكَلِم
يجلسُ في بيتٍ حيطانُه مزيّنة بخضروات طازجة، يُصلّي ويهلّلُ المزامير ويقرأ كتابَ القانون.
عندها يأخذ بتحريك الحروف التي يراها، إلى أن تتشكل كلماتٍ وأصواتٍ جديدة.
وبسرعة يقفز من كلمةٍ إلى كلمةٍ، تاركاً الكلمات تُشكّل أفكارا في أيّ ترتيب كان.
وأخيرا يُسقط الكلمات من دماغه: كلمةً كلمةً إلى أن لا يعود يفكّر في أيّ شيء.
مُتحررا من الفِكر، ترقص الحروفُ الساكنة حوله بحركة سريعة. مكوّنةً مرآةً يرى فيها وجهه.

حدثُ الكتاب
جئ بكتابٍ قديم إلى مقبرة وادفنه.

حدثُ المرأة (1)
امرأةٌ تغسلُ وجهَها ويديها بماءٍ مخلوطٍ بعصارةِ شجرة تُفّاح.

حدثُ المرأة (2)
أسفل شجرةِ مثمرةٍ تدفن امرأةٌ طاساً مليئاً بدم حَيْضي.

حدثُ المرأة (3)
امرأةٌ تزحف تحت بطن فرس حبلى.

حدثُ المرأة (4)
امرأةٌ تمسّدُ أعضاءَ عروسٍ أو عَريسٍ.

حدثُ المرأة (5)
امرأةٌ تشربُ خليطا من أوراق شاي برّية أو امرأةٌ تأكلُ ديكَ الدجاج كاملا بعرفه وحوصلته، أو امرأةٌ تشرب ماءً يرشّح في رمادِ أرنبٍ محترق.

حدثُ المرأة (6)
امرأةٌ تبلع غُرْلةَ طفلٍ خُتن حَديثا.

الأرقامThe numbers1

وبعدها طَفِقَ المعلّم يقرأ النّص: الأحبّة السبعة. ثُمّ قال: خذ سبعَ شوكات من سبعِ نخلات، سبعَ جذاذات من سبعِ دعامات، سبعةَ مسامير من سبعةِ جسور، سبعةَ أرمدة من سبعةِ أفران، سبعَ مغارف أرضية من سبعةِ مغارز الباب، سبعَ قطع قارمن سبعِ سفن، سبعَ حفنات كمون وسبعَ شعرات من لحية كلب هرم، واربط كل هذا إلى طوق القميص بحبل ملتوٍ.

وفضلا عن ذلك:
4 قناديل
4 سلالم
4 اطفال وسط أزهار الكهنوت
هزّوا 4 من اغصان الصفصاف
إلى 4 اتجاهات.