لندن: توفي النحات البريطاني التجريدي أنطوني كارو المعروف عالميا عن 89 عاما إثر سكتة قلبية، بحسب ما كشفت عائلته. ولكارو ابنان من زوجته الرسامة شيلا غيرلينغ وثلاثة أحفاد.
وكان كارو المولود في ضاحية نيو مالدن في منطقة ساري سنة 1924 يعد أكبر نحات بريطاني معاصر. لقد تعرف على الحداثة الفنية عندما اصبح يعمل كمساعد للنحات هنري مور مطلع الخمسينات. وحين تعرف إلى النحات دافيد سميث مطلع الستينات، هجر أعماله التمثّلية والمحاكية للواقع، متبنيا خطا تجريديا جديدا في الفن وهو تشييد أعمال منحوتة مؤلفة من العارضات والألواح المعدنية المطلية بالبرتقالي، كهذه التي وضع لها عنوان :quot;مبكرا ذات صباحquot;. وقد صممها في العام 1962 وهي معروضة اليوم في متحف quot;تايت غاليريquot; في لندن.
ويقال انه في كثير من الأحيان يرجع إليه الفضل في ابتكارجوهري في فن النحت ألا وهوإزالة القاعدة من التمثال، ورغم أن سميث و النحات الفرنسي برانكوزي كانا أول من اتخذ خطوات في هذا الاتجاه، إلا أن منحوتات كارو عادة ما تكون مكتفية ذاتيا ويمكن وضعها مباشرة على الأرض، مما يزيل الحاجز بين العمل والمشاهد الذي دعي إلى الاقتراب والتفاعل مع النحت من جميع الجهات.
وفي الثمانينات، غير كارو اتجاه العمل فأدخل عناصر أكثر حرفية مع سلسلة من الشخوص المستمدة من الكلاسيكية اليونانية. وفي عام 2008 ، افتتحى كارو quot;مصلى النورquot; في كنيسة سان جون في بوربورغ ( فرنسا ) ، وعرضت له أربعة تماثيل من رؤوس تمثلية في ناشيونال بورتريت غاليري في لندن. في عام 2011 ، وثبت متحف متروبوليتان الأمريكي للفنون خمسة أعمال كارو على سطح البناية. اعتبارا من عام 2012 ، كان كارو يعمل على نحت هائل متعدد الأجزاء بحيث يحتل شأنها ثلاثة حواءات من بارك افنيو وسط المدينة.
لقد قال عنه مدير quot;تايت غاليريquot; نيكولاس سيروتا إنه quot;من أكبر نحاتي السنوات الخمسين الأخيرة ... ورجل جد متواضع وذو حس إنساني كبيرquot;.