عاد الروائي الجزائري quot;عبد الحميد بن هدوقةquot; (1925 ndash; 1996) بقوة عبر موقع إلكتروني حديث، يُعنى بإرث هذه الشخصية الأدبية الفذة، ويدوّن أدب وفكر وأعمال هذا الراحل الحي الذي أبدع روائع عديدة أشهرها رواية quot;ريح الجنوبquot;.
الجزائر: اشتمل موقع صاحب أول رواية جزائرية مكتوبة باللغة العربية، على سبعة أبواب تتطرق إلى سيرة وحياة عبد الحميد بن هدوقة، ويشكّل الموقع أيضا مساحة لنفض الغبار عن عديد الكنوز المخبوءة لبن هدوقة، فضلا عما يتصل براهنية الثقافة الجزائرية، وأسئلة التاريخ والأدب والفكر.
لم يكن عبد الحميد بن هدوقة ذاك الأديب الذي أحبه الآلاف من الناس وعشق أدبه الملايين، فحسب، إنما كان أيضا الرجل العملاق والمحنّك، وتموقع كمبدع متعدد الأبعاد، مناضلا في صفوف الحركة الوطنية قبل أن يكون مجاهدا إبان الثورة الجزائرية الكبرى.
كتب بن هدوقة quot;ريح الجنوبquot; التي تعدّ أول رواية جزائرية باللغة العربية وهي بحد ذاتها لحظة تاريخية هامة في الثقافة الجزائرية ومنعرجا حاسما أسس لثقافة جديدة في ذاكرة الأمة الجزائرية، كما عمل الفقيد في إذاعة تونس وأسهم في إذاعة quot;صوت الجزائرquot; حينذاك.
وكان بن هدوقة غزير العطاء عبر عشرات المسرحيات وسائر ألوان الكتابة خلال إقامته بتونس، قبل أن يعود إلى وطنه الأمّ غداة استقلال الجزائر في الخامس تموز/يوليو 1962، ويشكّل أحد أضلاع النواة الصلبة للاذاعة والتلفزيون، قبل أن تكون له بصمات واضحة على مدار العقود الثلاثة اللاحقة إلى غاية رحيله في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 1996 بعد 71 عاما من النضال والعمل والتضحيات.
وفي تصريحات خاصة بإيلاف، قال quot;أنيس بن هدوقةquot; نجل الأديب الراحل، إنّ والده كان ذو حظ عظيم أن يكون متعلما في زمان كان العلم بالنسبة إلى الجزائريين حلة يلبسها المحتل الفرنسي فقط، مشيرا إلى أنّ تجربة ونضالات وكفاح بن هدوقة الطويل هو من صنع الفارق وجعله كاتبا كبيرا.
واعتبر أنيس بن هدوقة مؤسس الموقع، إنّ والده إنتمى إلى جيل لن يتكرر مستقبلا، فهو جيل أسّس كل شيء، وابتعث دولة وسياسة وثقافة وأدب وكل شيء في الجزائر، وعليه يستوجب النهل من تجارب هؤلاء الأفذاذ وما صنعوه من عدم.
موقع بن هدوقة الذي يراهن على توفير أكبر مادة ممكنة حول أدب وكتابات وتراجم ودراسات عبد الحميد بن هدوقة، كما مواقفه وأفكاره ومساره الحافل، تضمن قدرا هائلا من الصور الفوتوغرافية والمقالات المهتمة بحياته ومسيرته، وكذا إسهامات أدبية ونقدية حول أعمال الفقيد: ريح الجنوب ونهاية الأمس والجازية و الدراويش وبان الصبح وغدا يوم جديد.
واهتم الموقع برصد قصص وأشعار بن هدوقة على غرار: الأشعة السبعة والأرواح الشاغرة والنسر والعقاب وقصص من الأدب العالمي، كما لم يتم إغفال فكر عبد الحميد بن هدوقة، وما يتصل بخوضه في التراث الشعبي والمسرح الإذاعي، ومواقفه أيام نشاطه في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية في أربعينيات القرن الماضي عندما كان طالبا في تونس، وعمله الإذاعي والأدبي بعدها، كمخرج وككاتب، وتعاطيه مع أهم محطات جزائر بعد الاستقلال مثل قضايا المرأة و التحرر والأرض والإرهاب والتطرف الديني.