بغداد: اختتمت مساء يوم الاربعاء فعاليات مهرجان بغداد الدولي الاول للمسرح الذي اضيئت نشاطاته بشعار (لان المسرح يضيء الحياة) التي استمرت لتسعة ايام بمشاركة فرق مسرحية من مصر، الاردن، سوريا، تونس، بولندا،ايران،واسبانيا، اضافة الى العراق، وشهد حفل الختام الذي حضره جمهور كبير ازدحمت به صالة المسرح الوطني توزيع جوائز المهرجان وعرضا للفرقة الوطنية للفنون الشعبية والعابا نارية.
وشهد المهرجان ايضا ردود افعال مختلفة على العديد من الاصعدة التي رافقت ايام المهرجان ولياليه لا سيما التنظيمية والجوائز وقد احتج العديد من الفنانين خاصة على اسم الجائزة المبتكرة باسم رئيس المهرجان وحتى على منح الفنانة المصرية درع المهرجان مشيرين الى انها مجاملة من رئيس المهرجان ليس الا معللين انها منذ وقت طويل لم تقف على خشبة مسرح وكان الاجدر ان يمنح الدرع لفنان عراقي له قامة فنية اطول من قامة السيدة عفاف.
للعراق حصة الاسد في الجوائز
واصدرت اللجنة التحكيمية في المهرجان التي يرأسها الدكتور صلاح القصب بيانا اعلنت فيه نتائج التحكيم التي جاءت كالاتي:
جائز افضل ممثلة دور ثانوي كانت من نصيب الممثلة نسمة محمود من جمهورية مصر العربية عن تمثيلها في مسرحية بيت الطيب
جائزة افضل ممثل دور ثانوي اسندت للممثل عمر الدرويش من سوريا عن دوره في مسرحية سبعة ونص وهي من اخراج غزوان قهوجي
جائزة افضل تمثيل نسائي جائت مناصفة بين الممثلة الاسبانية ايانا كاو عن دورها في مسرحية سيمونا عاشت والممثلة لبوة صالح عن دورها في مسرحية كامب للمخرج مهند هادي
جائزة افضل تمثيل رجالي ذهبت للممثل العراقي الكبير عزيز خيون عن دوره في مسرحية عربانة للمخرج عماد محمد
جائزة افضل سينوغرافيا ذهبت الى المصصم السينوغرافي الاستاذ جبار جودي عن تصميمه لمسرحية الظلمة وهي من اخراج الدكتور عادل كريم
جائز افضل اداء جماعي لمسرحية حالة من تونس
جائزة لجنة التحكيم الخاصة منحت الى مسرحية سبعة ونص من سوريا
جائزة افضل نص منحت لنص مسرحية عربانة للكاتب العراقي حامد المالكي
جائزة افضل اخراج مسرحية ذهب للمخرج العراقي مهند هادي عن مسرحيته كامب وهي من تاليفه ايضا
اما الجائزة الكبرى وهي جائزة افضل عرض متكامل فقد حصدها العرض الاسباني الكبير ميلاسارما
ومن الجدير بالذكر ان لجنة نقاد المسرح منحت جائزة اخرى للعرض المسرحي ايادي من بولندا. كما تم استحداث مجموعة من الجوائز جائت على النحو الاتي:
جائزة اللجان المسرحية المشتغلة في المهرجان ومنحت الى عرض لم ازل اتلو لمحمد مؤيد
جائزة رئيس المهرجان حصلت عليها مسرحية نيرفانا وهي من اخراج الاستاذ حكيم حرب من الاردن
درع المهرجان منح الى الفنانة العربية عفاف شعيب
وقال الفنان كاظم القريشي مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح: أن انعقاد مهرجان بغداد الدولي للمسرح في هذا الظرف يمثل تحدياً إبداعيا ضد الهجمة الإرهابية والظلامية الشرسة لأعداء العراق ويسهم في تكريس وإشاعة لغة الحب والسلام والجمال والتسامح عبر خطاب مسرحي هادف ورصين وقد شاركت وتبارت الفرق المشاركة على جوائز المهرجان القيمة بقرار من لجنة تحكيم دولية تضم شخصيات مسرحية معروفة بتأريخها وعطائها المسرحي الكبير والمميز..
احتجاج على جائزة
الى ذلك اعلن الفنان الدكتور محمد حسين حبيب انسحابه من لجنة نقاد المسرح احتجاجا على ما اسماه (تغيير جائزة في المهرجان)، حيث اوضح قائلا: اجتمعت رابطة نقاد المسرح في العراق اليوم الاربعاء 30 / 10 / 2013 الساعة الواحدة ظهرا برئاسة رئيس الرابطة د.عقبل مهدي يوسف وعدد من اعضاء الرابطة وهم: د. حسين علي هارف , و د. يوسف رشيد , و د. محمد حسين حبيب , و د. كريم شغيدل , و د. سافرة ناجي... لتحديد جائزة الرابطة ( المستقلة جدا ) وهي جائزة أفضل عمل في المهرجان.. وبعد احتساب جميع اوراق التصويت المرشحة من قبل نقاد المسرح العراقي واصوات المجتمعين الست تم الاجماع على منح الجائزة الى مسرحية (( كامب )) اخراج مهند هادي.. وتم التوقيع على ذلك بالاجماع بورقة رسمية مع توصيات اعضاء الرابطة.. ظلت الورقة مع السيد رئيس الرابطة بهدف التنفيذ في ختام مهرجان بغداد للمسرح الدولي في دورته الاولى مساء اليوم نفسه، ولكن تفاجأنا قبل نصف ساعة من اعلان الجوائز في حفل الختام ان الجائزة قد تم تغييرها ومنحها الى عرض مسرحية (اياد) البولندية دون علمنا كموقعين على قرار منح الجائزة،وعليه طالبنا نحن: د. محمد حسين حبيب , و د. كريم شغيدل ( برفع اسماؤنا من التوقيع احتراما لتوقيعنا ولصون امانة المصوتين) فرفعها رئيس الرابطة سريعا دونما اعتبار يذكر، و لانعرف الى الان لم نعرف موقف الدكتورة سافرة ناجي من الموضوع برمته
حجب جوائز عن(توبيخ)
من جانبه استغرب المخرج انس عبد الصمد حجب كل الجوائز عن مسرحيته التي تحمل عنوان ( توبيخ) التي عرضت في اييم المهرجان، موضحا ان لجنة التحكيم حجبت الجوائز عن مسرحيته (بقرار بسبب عدم استلام المخرج باقة الورد من مسؤولين الدائرة بعد انتهاء العرض)، وقال: في اتصال من رئيس لجنة الحكم ابلغني ان عملي بحجم العراق مهنئنا لي بالنجاح بعد فترة وقبل اعلان الجوائز فوجئت اني مستبعد بسبب زعل المدير لاني لم استلم باقة الورد في ضجة التحية، والسبب الاخر قالوا ان اسم العمل لاينسجم مع يوم الاحتفال بالمكرمين وان لان اسمه توبيخ،حسب مابلغنني به مدير المسارح كاظم القريشي ونحن نستعد للظهور على خشبة المسرح وارتأى ان نوجل العرض.
واضاف: هذا للقرار جائزتي التي هي اكبر من جوائزهم وجائزتي الجمهور الذي وقف معي واعجبه العمل والمهرجان الذي هو للعراق وليس لشخص معين،انا قدمت لبغداد وللعراق وليس للجوائز،عاش المسرح العراقي وشكرا الى لجنة الحكم على الحجب
جائزة رئيس المهرجان
rlm;lrm;اما الفنان احمد شرجي فقال: كثرة جوائز مهرجان بغداد الدولي للمسرح قللت من شأنه، اول مرة بالعالم تكون جائزة بمهرجان مسرحي باسم رئيس المهرجان ( لا أعرف لماذا ذكرتني بجائزة صدام للأداب)، وجائزة باسم اللجان المشتغلة بالمهرجان ( ذكرتني باللجان الشعبية لمعمر القذافي)، ويقولون بغداد عاصمة للثقافة العربية، ولكني اقول مبارك لكل الجهود التي حولت بغداد إلى عرس ثقافي.
اما الناقد والكاتب عبد الخالق كيطان، فقد كتب على صفحته على الفيس بوك عن المهرجان قائلا: لا أدري كيف رضي المسرحيون بجائزة يكون عنوانها مدير عام المهرجان؟ لم يفعلها شاعر كبير ومؤثر عالمياً، هو يوسف الصائغ، ولكن السيد أبو رغيف فعلها، ووافق على فعلته المحيطون به، أولئك الذين يجيدون تزيين أفعال المدراء، بوصفها حقاً مطلقا،ولكن المسرحيين أنفسهم سكتوا قبل ذلك، بل ودافعوا، عن تخوين السيد أبو رغيف للمسرحيين المقيمين خارج العراق. ومن المفارقات اللافتة، وقد كتبت مرتين عن ذلك، انني، وفي المرتين، لم أجد من المسرحيين العراقيين من يتفاعل مع ما كتبت. يا إلهي، ألهذه الدرجة يخافون على أرزاقهم؟ فلماذا يصدعون رؤوسنا بالحديث عن الحرية؟ !
واضاف: وغير التخوين، وغير جائزة المدير العام، ثمة فضيحة لجنة النقاد، التي أعلن عنها الصديق محمد حسن حبيب. أنها حلقة مميزة، ومنطقية لاستكمال مسلسل الانحطاط الذي يشهده هذا الذي أسمه: المسرح العراقي وغيرها؟ ثمة أسماء المكرمين. وهي تحتاج لبحث تفصيلي لا أريد أن أتعب نفسي فيه، فلقد مللنا،مهرجان للمسرح العراقي، ولم لا.. سنصفق كلنا له إذا كان يريد أن يعلمنا درساً في الحرية، أما وأنه يريد للرؤوس أن تطأطئ ذلاً، وللأكف أن تصفق تملقاً، وللالسنة أن تنقطع، فهذا ما لا يمكن لعبد فقير مثلي أن يتحمله
اهداء لعربات الوطن
من جهته اهدى الكاتب حامد المالكي جائزته الى كل من يدفع عربانة، وقال: حصلت على العديد من الجوائز الدولية والمحلية في مسيرة عملي الا ان هذه الجائزة التي حصلت عليها قبل ساعات على خشبة (مسرح الوطن) عن كتابتي لمسرحية (عربانه) هي الاغلى الى قلبي وروحي كونها: ١- اول جائزة لي في الكتابة للمسرح. ٢- قدمها لي صديقي واخي الشاعر نوفل ابو رغيف رئيس مهرجان بغداد الدولي الاول للمسرح. ٣- في مهرجان يديره صديقي التاريخي الفنان كاظم القريشي. ٤- الجائزة من تصميم صديقي الفنان الكبير بلاسم محمد. ٥- اعلن الجائزة معلمي الدكتور الفنان فاضل خليل. ٦- في مهرجان كنت جزء فيه كعضو في لجنته الاستشارية. ٧- في زمن يريد فيه الارهاب فرض اجندة الموت على الحياة. انا سعيد لدرجة لاتوصف لان العالم جاء الى بغداد امٓنا ليشاركنا الجمال. اهدي هذه الجائزة وبفخر الى كل من يدفع (عربانه) في شوارع الوطن.
خطوة متقدمة
الدكتور مرسل الزيدي قال: المهرجان خطوة متقدمة لدائرة السينما والمسرح ووزارة الثقافة لكي تقول تثقف للناس كل الناس ان العنقاء نشرت ذراعيها مجددا على جسد الارض وتقول ها نحن امتداد لحضارتنا القديمة في حلة جديدة، طوبى لمن وضع لبنة في هذا الصرح الكبير للمسرح والمسرحيين.
واضاف: جميل ان يلتقي العقل والابداع، والفكر القيم في مهرجان عالمي يقام في بغداد امل الدنيا وحاضرتها، والاكثر جمالا ان يلتقي المبدعون عربا واجانب في عيون المبدعين العراقيين الذين قدموا القهم الى الناس والى الانسان واينما حل وكان
فيما قال الكاتب عباس الركابي: تسعة ايام بلياليها، تلك هي ايام مهرجان بغداد الدولي للمسرح \1، تسعة ايام وضيوف العراق... ضيوف بغداد نعموا خلالها بوافر المحبة والالتفاف الجماهيري الكبير، لقد حلوا بيننا اهلا ً ونزلوا سهلا ً، فقدموا كل ما لديهم من فن وابداع مسرحي.. لقد فتناهم وفتنونا.. فتناهم بحبنا وعتزازنا..صفقنا لهم وغنينا اغانيهم.. فوصلتهم رسائل الوئام والود العراقي الممتد من حكاية بغداد الف ليلة وليلة حتى بغداد الحرية في حكاية الصمود والصبر بوجه الظلاميين الذين يحاولون ان يئدوا حلم الحرية المعمد بدماء شعبنا العظيم.. في كل شي ء ففتنونا بروعة استقبال رسائلنا وهضموا معانيها عن ظهر قلب من دون ان تهتز ثقتهم بان بغداد قادرة على احياء عرس للمسرح العالمي في وقت يخوض فيه هذا الشعب اعتى معركة ضد الارهاب المهزوم لا محالة.. فشجعونا على ان نتواصل معهم وان نسعى منذ الان لطرق ابواب المستقبل ونعد العدة للدورة العالمية القادمة من مهرجان بغداد الدولي للمسرح \2 آملين ان تتسع دائرة المحبة والفن والابداع لاكبر عدد ممكن من بلدان العالم.
يذكر.. ان المهرجان اشتمل على تقديم (15) عرضا عراقيا وعربيا واجنبيا توزعت على ايامه واحتضنها ثلاثة مسارح هي:المسرح الوطني ومسرح الرافدين ومنتدى المسرح..والمسرحيات المشاركة هي:مسرحية (اياد) لبولندا،المدير التقني داكمار زابسكا،ومسرحية(غابت سيمونا..ولدت اخرى ) من اسبانيا اخراج البرت مسترز،ومسرحية (عرض الظل الراقص) وهي من الرقص التعبيري اخراج اندريا كروز وطوميو غوميلا من اسبانيا ايضا، والمسرحيةالايرانية (الهدية الغامضة) اخراج ياسرخاسب وهي من رقص الدمى.
اما المسرحيات العربية هي:مسرحية (بيت الطيب) من مصر اخراج عمر قابيل،و(نيرفانا) عن رواية سد هارتا لهرمان هيسة وهي من الاردن،اعداد واخراج الاردني حكيم حرب،ومسرحية (حالة ) من تونس اخراج عماد جمعة،و(السبعة ونص) من سوريا اعداد واخراج غزوان قهوجي.
ومن العراق مسرحيات(عربانة) اخراج عماد محمد،و(كامب) تأليف واخراج مهند هادي،و(لم ازل اتلو) تأليف واخراج محمد مؤيد،و(سفر..طاس) اخراج حليم هاتف،و(الظلمة) اخراج عادل كريم،و(توبيخ) تأليف واخراج وسينوغرافيا انس عبد الصمد و(الطوفان) فكرة واخراج احمد عبد الواحد، وشكلت على هامش المهرجان عدة لجان كلجنة التحكيم واللجنة الاستشارية ولجنة المشاهدة والتقييم التي خرجت بنتائج مهمة على الصعيد النوعي في العروض المختارة للمشاركة في المهرجان،كما شهد المهرجان فعاليات نقدية وحلقات نقاشية حول المسرح،واقامة معرض للكتاب في فندق الميريديان، اضافة لجريدة يومية واكبت فعاليات المهرجان..