.. أنتظر كما الأيل المجروح بين غابات البرد، أنفاسه الكثيفة ترسم بوح الإنتظار، لا أحد يترقبه سوى صياد وطلقات، بعيدة صارت أسراب حبيباته الصغار.. لا شيء يأتيه وهو يعيش نوح احتضار
سنون العمر تأتي عجالاً ولاتكتب شيئاً من ذكريات.. أحار في حنيني إليك حين يحاصرني، وأغار من صوري حين تناغيني.. رحماك، ما أقساك على هذا الجفاء، وهذا الصبر على عشق محرم في كتب التوراة، هل رجعت لأيامك القديمة؟ أم انتحرت بعيشة مريرة؟
ياأنت.. وكل ما فيك، أغازل إلهي بحسن ما فيك، أنت من ربيتني وأنهيت تسكعي، بين خمّارات العشق، وحبيباتي اللواتي، جاورن عمري وأثقلن أنفاسي، (لستُ أنساك وقد) عطّرت روحي بنفحات ورد، وسهرت معي ليالي طوال، تداوي طفولتي، وتمسح جروحي، وتجعل لي من ظلّك فراشاً.. وأنا كما أنا.. مهووس مجنون لا يُدار، لا شيء يُصلح عطبي الأزلي، زمهريري ينفجر مع كل عشق جديد، أدور على حقول حبيباتي كما النحل، كما الفراش المبتل حول نور دافء.. وهكذا.. فهكذا.. أفقد حبيباتي، أما يصيبهن الجنون، أو يلعنّ ساعة اللقاء، فظاهري، ربما، هو مزيف ومقبول، لكن تشوهات روحي، وعشوائيات ذكرياتي، وبراكين شرقيّتي، تنام حيناً، وتنفجر أحياناً كثيرة.
أنا هنا.. في الأرض التي عشقتك فيها، وسأظل أقاوم تعبي، وأكتب ترهاتي، سطور خرف جاوز الخمسين ولم يزل، كأنه طفل مجنون.. أريدك معي في ترحالي، في سِفري القادم الى بلاد الثلج، حيث تنتظرنا شلالات الخوف، وحجر المارقين على الحياة، وسأربط يديّ من خلف، أنا لا أضمن ردّة فعلي عند لقياك، فيّ طاقة شوق قد تقتلك، ولهفة وجدٍ قد تفسد لحظة اللقاء، وتعال أنت كما تريد، في ليل أو نهار، سأظل جالساً في أول الطريق، احرس الليل بالنهار، وأدفء البرد بالأنفاس، تعال وأشهد وجعي على لقياك، وأشهد بأنّي.. ما أحببتُ سواك