بغداد:أعرب الموسيقار العراقي سامي نسيم عن أسفه واحباطه لغياب العراق عن مهرجان الموسيقى العربية الذي اختتم ؤخرا في القاهرة، مشيرا الى ان الموسيقى العراقية ليس لها دور واضح في بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013.

وقال سامي نسيم رئيس فرقة منير بشير للعود وعضو اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى: سابقة خطيرة هو غياب العراق عن مؤتمر و مهرجان الموسيقى العربية بدورته الاخيرة الثانية والعشرين التي عقدت قبل ايام في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، ودلالات هذا التردي و النكوص في تمثيل الموسيقى العراقية من داخل العراق له أشارات و أبعاد خطيرة يتساوى بها مع دول مثل الصومال و جيبوتي و غيرها،أي لا يحسب من الشعوب الحية و الفاعلة في حركة الفن والثقافة العربية والعالمية وكان لحرصنا البالغ بالمشاركة منذ منتصف التسعينيات و ظروف حصارها الاقتصادي و حروبها و أستمر الأمر الى ما بعد التغيير 2003 من خلال مشاركة فرق فنية و باحثين في المؤتمر والمهرجان..وللاسف أنحسر التواصل الرسمي و الفني وتراجع الى حد بعيد غير سار للمسيرة الثقافية و الفنية و ستكون له معطيات سلبية و كارثية في المستقبل القريب و البعيد،لذا نقول للذين جابهونا و أعترضوا على أنتفاضتنا الموسيقية الرائدة في 2013 /8/ 16 و لم يؤمنوا بالتغيير و التجديد و تمنوا علينا أن نقول ( لا..للتغيير ) قد تحقق مرادكم و مبتغاكم المقيت..لذا أدعوا الموسيقيين العراقيين كافة ممن يهمهم الموسيقى العراقية الوطنية الوقوف بوجه هذا التراجع الخطير.عبر أطلاق صرختهم و صيحتهم المدوية في أروقة مجلس النواب العراقي و لجنته الثقافية و وزارة الثقافة و نقابة الفنانين العراقيين و أتحاد الموسيقيين العراقيين و اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى..( نعم..نعم..للتغيير)
واضاف حول اسباب هذا الغياب: هناك قطيعة سببها المسؤول غير المعني بسوى همه الشخصي، فوزارة الثقافة أبلغتنا بأن ليس لديها ما تدفعه لتأمين مشاركة عراقية من بحوث وفرق موسيقية، أبلغت اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى بذلك، وليس لي شخصيا، ومن قبل الغي أيفاد فرقة منير بشير للعود للمشاركة بالذكرى السنوية لرحيل منير بشير في هولندا والدعوة وجهت لمكتب وزير الثقافة وتم ألغاءها قبل كم هذه وكذلك دعوة من استراليا مع الفنان الرسام مؤيد محسن و تم الغاءها و أحرجنا مع الجانب الأسترالي كونهم حجزوا القاعات خلال شهر العاشر.
وتابع: المشكلة حتى لو أردنا الذهاب فسوف نسجل غائبين عن الدوام كوننا موظفين ولا نزود بأيفاد لتسهيل الحصول على التأشيرة و كأن الفنان العراقي تحت أقامة جبرية بصورة غير مباشرة.
الموسيقى العراقية ليس لها دور واضح في بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013،فهناك مهرجانات شعر ومسرح وسينما وتشكيل وسط غياب واضح للموسيقى العراقية،ولا نعرف ما السر، يتظاهر الموسيقي العراقي و يلتقي بالمسؤولين من البرلمان و الوزارة و لكن دون جدوى سلمت مطاليبنا بيد عضو البرلمان سليم الجبوري ومنه الى رئيس البرلمان أسامة النجيفي وألتقينا برئيس لجنة الثقافة د.علي الشلاه و لم تكن المعالجة وافية وغير ملحوظة طالبنا بلقاء السيد وزير الثقافة أمر بالتحقيق معنا بلجنة تحقيقة على خلفية مظاهرات الموسيقيين العراقيين المطالبة بالتغيير و تقويم أداء المؤسسة الموسيقية،الموسيقي العراقي يعاني من حصار خانق..لكل أبداعه و منجزه الفني في بلده غير فاعل موسيقيا و ثقافيا هل يبغون أضافة العراق للشعوب الميتة غير الفاعلة مع محيطها وتحقيق هويتها خلاصة الموضوع لدى المسؤولين هموم شخصية تجارية و ليسوا أصحاب مشروع ثقافي وفني يطمحون لتحقيقه بل مكاسب مادية يعرفها القاصي والداني و، فقد وصل الحال بالموسيقي العراقي الى التظاهر وحمل اللافتات وهي سابقة في تأريخ العراقي الماضي والمعاصر،نحن بأزمة حقيقية لطمس الهوية الثقافية العراقية و مصادرة الجذور الحضارية للبلد بخطة واضحة للتجهيل و التعمية.
الى ذلك تذكر الفنان سامي نسيم الدكتورة رتيبة الحفني،مديرة الاوبرا المصرية التي كانت حريصة على دعوة الموسيقيين العراقيين، وقال فيها كلمة وفاء عراقية و عربية جاء فيها: سيدة بألف رجل و ألف رجل بسيدة تجسدت تلك الكلمات بفقيدة الموسيقى العربية الرصينة الرسالية.أنها فنانة الشعب صاحبة الرؤية الجادة و المدافعة عن الثوابت الراقية للموسيقى العربية و السند لكل مبدع يروم تنقية مسيرتها من الغث والسمين الى فضاء من الأبداع المتميز و الخلاق.الدكتورة الحفني مؤسسة ورئيس مؤتمر ومهرجان الموسيقى العربية الذي ساهم طيلة فترة أنعقاده على البحث و الأداء الفني و قد حرصت على وحدة عربية موسيقية عجز السياسي عنها فكان الحضور متناغما لدول العرب في كرنفال لموسيقى العرب تحت قبة دار أوبرا القاهرة و الأسكندرية.بمشاركات نوعية منها لفرقتنا ( فرقة منير بشير للعود ) و ( فرقة بابل للتراث العراقي ) علاوة على دعوات الباحثين العراقيين.في أصعب الظروف و أقساها كان الحضور للموسيقي العراقي أسوة بأشقائه العرب فاعلا..رحم الله د. الحفني و أسكنها فسيح جنانه..و دامت مصر العروبة منارة للفن الأصيل