يعكس معرض الشارقة الدولي للكتاب مدى الاهتمام الإماراتي والسعودي في مجال النشر بكافة التخصصات العلمية والتكنولوجية وعالم التواصل الاجتماعي، في وقت تتراجع فيه دور النشر التقليدية لعدم تطوير نفسها.


دبي:أصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب واحداً من أفضل 4 معارض للكتاب على مستوى العالم عام 2013، ووفقاً لمقالة نشرت مؤخراً في مجلة quot;ذا بوكسيلرquot; البريطانية المتخصصة في معارض الكتب، فقد وضع هذا النجاح معرض الشارقة الدولي للكتاب على قمة التصنيف الدولي لأكثر معارض الكتب أهمية على مستوى العالم، ومن المعروف أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة يولي المعرض الذي انطلق عام 1982 أهمية خاصة، ويضعه على رأس إهتماماته، حتى أصبح المعرض أحد أهم ملامح العمل الثقافي للشارقة على المستويين العربي والعالمي.
إهتمام خاص من الحاكم
ومن فرط إهتمام حاكم الشارقة بالمعرض، فإنه كان يحرص منذ بدايات إنطلاقه على الحضور شخصياً قبل الإفتتاح، من أجل الإطمئنان على سير العمل، ويقف بنفسه على التفاصيل كافة، ومع توالي دورات المعرض على مدار أكثر من 30 عاماً، والإهتمام اللافت من حاكم الشارقة أصبح المعرض واحداً من أهم المعارض العالمية، وفقاً لشهادات دولية.
ويهتم الشيخ الدكتور سلطان القاسمي بدعم صغار الناشرين، مادياً ومعنوياً، بهدف إثراء حركة النشر والثقافة، ورفع درجة المنافسة بين دور النشر في كافة أرجاء العالم العربي، وتعد دور النشر طوال تاريخها هي القاطرة التي تشد الحياة الثقافية والعلمية إلى الأمام.
جولة quot;إيلافquot; في أروقة معرض الشارقة للعام الحالي، والذي انطلق في 6 نوفمبر الجاري ويستمر حتى 16 من نفس الشهر، أسفرت عن عدة ظواهر وملاحظات، وفي مقدمتها الإهتمام الإماراتي الواضح بالمشاركة في حركة النشر، وهو ما يتجلى في وجود 175 دار نشر إماراتية أو عاملة في مجال النشر بالإمارات، والملاحظ أن لها توجهات علمية، وإهتماماً لافتاً بالتكنولوجيا وعالم التواصل الإجتماعي وثورة المعلومات، وغيرها من المفاهيم الحديثة، وهو الأمر الذي تفتقده دور النشر التقليدية التي كانت تقود سوق النشر العربي قديماً، وخاصة المصرية واللبنانية والسورية، ومن الواضح أن هناك تقدماً إماراتياً سعودياً في مجال النشر، مقابل بعض التراجع للقوى التقليدية .
الشيخ سلطان والشيخة بدور
كما يقود دفة العمل في المعرض بكفاءة كبيرة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وهما من الشخصيات صاحبة النشاط الكبير في إمارة الشارقة، ويمكن الإطمئنان معهما إلى إستمرار ريادة الشارقة في المستقبل على تميزها في مجالات العمل الثقافي، ومن أهم ملامحه معرض الشارقة الدولي للكتاب، وقد قام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي والشيخة بدور القاسمي بإطلاق الموقع الإلكتروني لحملة quot; إقرأ.. إحلم.. إبتكرquot; وتهدف إلى تحقيق تقارب أكبر بين الطفل والكتاب، ودعم قدرات الأطفال على القراءة والكتابة والابتكار والإبداع في مجال قصص الأطفال، وتحمل الحملة والموقع شعار: quot;من قصصنا إلى قصصكم، خيالكم هو المفتاح لعالم جديد مليء بالإثارةquot; وعنوانها الإلكتروني هو http://readdreamcreate.ae
أحمد بن ركاض العامري مدير المعرض نجح في الفترة الأخيرة في رفع درجة إهتمام المجتمع بالمعرض، ويكفي أن هذه الجهود أثمرت عن زيارة 20 ألف طالب للمعرض في ساعة واحد صباح الأحد الماضي، في مشهد يؤكد أهميته كإحدى أهم الفعاليات التي تقام بالشارقة والإمارات سنوياً.

400 ألف عنوان
تشارك في المعرض نحو 1080 دور نشر من 53 دولة، منها 23 دولة عربية، و3 دول تشارك للمرة الأولى، وهي البرتغال ونيوزلندا والمجر، فيما تمت تسمية لبنان ضيف شرف المعرض لهذا العام 2013م.
ويبلغ عدد العناوين المشاركة في المعرض نحو 405 آلاف عنوان بزيادة 20 ألف عنوان عن العام الماضي، وذلك في مختلف العلوم والمعارف والمعاجم وكتب أدب وثقافة الطفل والناشئة، تنتمي إلى 180 لغة، وتبلغ مساحة العرض نحو 16800 متر مربع، بما في ذلك منصات مجهزة ومتكاملة للعارضين. أما الفعاليات التي يتم تقديمها ضمن دورة العام الحالي فتتجاوز 580 فعالية مختلفة، وفق ما أعلنت إدارة المعرض.
وعلى الرغم من تعدد إيجابياته، وتأثيره الواضح في الثقافة الاماراتية والعربية، إلا أن ثمة ملاحظات بسيطة، يجب مراعاتها، مثل الحرص على وجود الموسيقى الكلاسيكة في أروقة وطرقات وأجنحة المعرض، لكي تكتمل الصورة الصوتية مع المشهد البصري والفكري الرائع في المعرض الذي يتجاوز في تأثيره الشارقة والامارات، ويمتد إلى العالم العربي، بل يبلغ درجة ما في التأثير العالمي.
مليون علم
بتوجيهات من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، بدأت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب بتوزيع علم الإمارات على زوار المعرض، منذ اليوم الأول لافتتاحه، وتعتزم الإدارة توزيع مليون علم على الزوار عموماً، وطلبة المدارس خصوصاً، وتأتي هذه الخطوة التي لاقت استحساناً من قبل الزوار تزامناً مع مبادرة وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، برفع العلم في مؤسسات الدولة كافة احتفالاً بيوم العلم .