صدر مؤخرا، ألبوما للفنان الشاب أمير الصفّار بعنوان Alchemy يحتوي على مقطوعات تنتمي لموسيقى الجاز الحديثة إذ تتميز بإحتوائها روح المقام العراقي. وهو عمله الرابع في مثل هذا النوع من الموسيقى. إذ يمزج الصفّار بين quot;عناصر النغماتquot; وكأنه يحاول من خلال تسمية ألبومه بالquot;خيمياءquot; الوصول إلى جوهر الموسيقى غير الملموس. ورغم حماس الصفّار لموسيقى الجاز لكن تشبّعه بموسيقى البلد الذي إنحدر منه دفعه أن يمزج بين الاثنين بل وتمّكن من أن يصالح اللونين وأن يزاوج بين أصوات آلات موسيقى الجاز بعلو نوطاتها وسرعتها وبين هدوء المقامات والفصول التي تتخللها. قد تبدو موسيقاه للوهلة الأولى غريبة نوعا ما على الإذن غير المتعودة على هكذا مزج بين الإيقاعين إلا أن جمالية مقطوعاته سرعان ما تفرض نفسها على المتلقي.

إنطلاقة أمير الصفّار كانت مع عمله الأول سنة 2006 بعنوان quot;نهرانquot; الذي فيه يبدو تأثير موسيقى المقام مما أثار ألبومه هذا ضجة بين محبي الجاز في أميركا. أيضا لنفس الفنان ألبوما بعنوان quot;إناناquot; فيه يأخذنا الى عوالم سُفلية مع موسيقى الجاز على إيقاعات المقام العراقي وسحره.
وينفرد أمير الصفّار بكونه الموسيقي الأوحد ممن وظّف المقام العراقي في الآلات الموسيقية الغربية وسيما الجاز. لقد أدخل الصّفار آلة العود في مقطوعاته الجازية جنبا الى جنب مع الجيتار. أما آلة السنطور فيجد مكانه بشكل طبيعي ويحّل محل الأورغن أو البيانو.
ولد أمير الصفّار في سنة 1977 في الولايات المتحدة الأمريكية في أطراف مدينة شيكاغو لأب عراقي وأم أمريكية وفي سنة 2002 درس المقام العراقي في بغداد وقد بذل جهدا كبيرا في تعّلم أسرار المقام إذ تتلمذ الصفّار على يد مطرب المقام العراقي الأول حامد السعدي ، فتنقل بين بغداد ولندن للغرض هذا.
يعزف الصفّار على آلة السنطور حينما يؤدي المقامات العراقية وايضا آلة الترامبيت عند عزف الجاز وعلاوة على ذلك يؤدي الفنان الشاب إغنيات المقامات العراقي.
يقيم أمير الصفّار بين القاهرة ونيويورك. إلاّ إن جمهوره بالمرتبة الاولى هو الجمهور الغربي. خصوصا حينما يؤدي مع فرقته الخماسية موسيقى الجاز. الجالية العراقية والعربية في أميركا تتابع الصفّار وأدائه حينما تقيم فرقة المقام العراقي جولاتها في اميركا وباقي الدول الغربية. لقد شارك الصفّار بالعزف مع مشاهير الموسيقى أمثال زياد الرحباني وسيمون شاهين وآخرون.
موسيقى الجاز تختلف عن باقي أصناف الموسيقى من حيث أن المستمع لا يكتفي بالإستمتاع السماعي فقط بل أيضا يستمتع بمشاهدة عازفي الجاز المعروف عنهم بإندماجهم مع موسيقاهم وأدواتهم فتصبح متابعة إنفعالاتهم جزءا كبيرا من التمتع بالموسيقى خصوصا عند الحضور الشخصي لحفلات الجاز. فما بالك لو كان هذا الجاز مطعّم بنكهة المقام العراقي الأصيل!
إلى أن نشاهد أمير الصفّار وفرقته يؤدون موسيقاهم علينا الإكتفاء بهذا الفيديو من ألبومه quot;نهرانquot;!
http://www.youtube.com/watch?v=OqV03upmhu0
لمتابعة الفنان أمير الصفّار يمكنكم زيارة موقعه الرسمي باللغة الانجليزية على amirelsaffar.com