إنني لا أصنعُ شعراً

لا أسبِغ على الكلماتِ
لبوساً من الرونق الملفق
بل أهبها أظفاراً
-تمزع بها غلالاتِ
المعنى وأكفانَه-
وعيوناً تتجرع عبرها
ما يُتعتعها انتشاءً
من سماديرِ الوَحشةِ
ورؤى الموت

إنني لا أستنطق الكلماتِ
ولا أنقِّح بفصوصِ الرفقِ
صدرَ هُجْنَتِها
بل أبقر أحشاءها
-أفرغها من ثرثرةِ الموتى
وقَيْحِ هذرهم-
لأحشوها باغترابي الأبكم
المثخن بغناءٍ لا يندمل

فكلُ ما بجوفي
حَثوةٌ من الصَلصَالِ الآسن
تنزف طاعتها
بين أصابع الصمت
تستصرخه أن يُحيلها
كومةً من الشفاهِ
شفاهٌ مؤتلقة
ليس لأعين الأطفال
أشفارٌ سواها
شفاهٌ من فرطِ رهافتها
لا تلبث أن تسفح شعراً
لا يقذع غير الآلهة
ولا يلثم إلا قروح المجذومين