انطلقت مساء اليوم الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، وسيتم تكريم الأميركي مارتن شين والمصري سمير فريد، ويشهد المهرجان بريق نجوم من كل أنحاء العالم.

دبي: انطلقت مساء اليوم الجمعة فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي في نسخته العاشرة، وتستمر حتى الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وقد أعلنت إدارة المهرجان أن حفل الافتتاح سيشمل تكريمين اثنين، الأول هو الممثل الأميركي مارتن شين والثاني الناقد السينمائي سمير فريد، بمنحهما جائزتي تكريم انجازات الفنانين.
علامة فارقة
سيتم تكريم الممثل مارتن شين احتفاءً بمسيرته الفنية الطويلة، واسهاماته الكبيرة في صناعة السينما، إذ هو أحد أكثر وجوه هوليوود شهرة في العالم، برصيد 80 فيلمًا، بينها ما ترك بصمة واضحة في عالم السينما، كالفيلم الشهير quot;أبوكليبس ناوquot; وquot;باد لاندسquot; وquot;وول ستريتquot;، وquot;غانديquot;، وquot;كاتش مي إف يو كانquot;، وquot;ذا أمريكان بريزيدنتquot;، وquot;ذا ديبارتدquot;، وquot;ذا أمايزنغ سبايدر مانquot;.
كما ترشح شين لست جوائز إيمي عن دوره الرئيس في مسلسل quot;ذا ويست وينجquot;، مجسدًا شخصية الرئيس جوسيا بارتليت الخيالية، وحصد ست جوائز غولدن غلوب من أصل ثمانٍ ترشح لنيلها، وجائزتي quot;أس إيه جيquot; عن مسلسله quot;وايت هاوسquot;.
وحول اختيار شين لجائزة quot;تقدير انجازات الفنانينquot;، قال عبد الحميد جمعة، رئيس المهرجان: quot;يعتبر شين علامة فارقة في تاريخ صناعة السينما العالمية، فمسيرته الممتدة لأكثر من خمسة عقود تزخر بالعديد من الانجازات السينمائية والتلفزيونية، فقد استطاع ببراعة نادرة تجسيد العديد من الشخصيات المحفورة في ذاكرة السينما والتلفزيون العالمية، ونحن نفخر بتكريم فنان عملاق بقامة شين عبر منحه جائزة تكريم انجازات الفنانين.

قامة كبيرة
ويحتفي المهرجان أيضًا بالناقد السينمائي سمير فريد، وبإسهاماته المميزة في شتى مجالات السينما. وقال جمعة: quot;هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها جائزة تكريم إنجازات الفنانين لناقد سينمائي، ويشرّفنا أن تكون من نصيب الأستاذ سمير فريد، الذي يُعتبر قامة سينمائية كبيرة ساهمت في ترسيخ مكانة السينما المصرية والعربية في المحافل الدوليةquot;.
وأضاف: quot;للنقّاد دور كبير في صناعة السينما على مستوى العالم، بما يقدّمونه من تحليلات وتفسيرات ورصد للقيمة الفنية، وتسليط الضوء عليها لتعريف جمهور السينما بها، فهم المؤرخون الذين يسطّرون سجلات الحراك السينمائي ضمن مراحل تطوره المختلفة، ولربما يتأثر المشاهد بفيلم ما على حياته الشخصية إلا أن الأمر ذاته يختلف بالنسبة إلى الناقد السينمائي الذي يعايش الموضوع بتفاصيله، ويرصد توجهاته وطفراته.
وتابع: quot;وحدهم النقاد يتمتعون بتلك الموهبة التي تمكّنهم من توضيح تلك المفاهيم، والقدرة على تفسير الحالة السينمائية، على اختلاف مستوياتها، بدءًا من تقييم رؤية العمل السينمائي، إلى تعريف المجتمع بمنجز سينمائي، ربما لم يحظ بشعبية كبيرة عند شباك التذاكر، إلا أنه يتمتع بقيمة فنية متميزةquot;.
عمر الفلسطيني
وفي الافتتاح، يبرق نجم عربي آخر، من دون تكريم، إلا بعرض فيلمه quot;عمرquot;. إنه المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، الحاصل على دعم برنامج quot;إنجازquot; لدعم المشاريع قيد الإنتاج، التابع للمهرجان. وأبو أسعد لمع في سماء النسخة الثانية من المهرجان مع فيلم quot;الجنة الآنquot;، ليعود هذا العام، بفيلم يتناول قصة شبان ثلاثة، يريدون قنص جنود اسرائيليين يحرسون الجدار الفاصل، ويقوم ببطولته آدم بكري ووليم لوباني وسامر بشارات وإياد حوراني ووليد زعيتر.
وعمر أحد هؤلاء، تتعمق فيه أحاسيس القهر بسبب ما يفعله الجنود الإسرائيليون بالمدنيين الفلسطينيين، فيروي الفيلم عبره قصة تعسف تولد في نفس عمر الفلسطيني أسى يتحول كراهية تولد ميلًا نحو الانتقام، مسلطًا الضوء على مساحة من الابتزاز التي يتعرض لها الفلسطيني.
وفي مؤتمر صحافي عقده في دبي، قال أبو أسعد: quot;أنا سعيد، ولدي شرف افتتاح مهرجان دبي، وأشعر بأني مكرم بين أهلي وأصدقائي بشكل أعتز بهquot;.
ووصف موقف النقاد الإسرائيليين في مهرجان quot;كانquot; من فيلم عمر بالسلبي، quot;وليس بسبب تقييم الفيلم من ناحية النوعية، ولكن بسبب الخلفية السياسيةquot;. وسأل: quot;ماذا توقع الاسرائيليون، هل توقعوا أن أخرج فيلمًا ضد السويد أو الصومالquot;.
أما الرسالة النهائية في الفيلم، عندما يطلق عمر الرصاص على الإسرائيلي، فمفادها بحسب أبو أسعد أن الاحتلال زائل بأي ثمن.
إرث عراقي
وإلى النجوم المعروفين، يضيف مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام نجومًا شبانا، من خلال برنامج quot;إرث عراقي: أطفال المستقبلquot;، الذي سيقدم إنتاجًا سينمائيًا عراقيًا يحققه جيل جديد من المخرجين العراقيين الصاعدين، يغرسون في السينما العراقية بذور نهضة واعدة.
يُشارك في البرنامج مخرجون مستقلون من مركز السينما الذي أسسه المخرجان العراقيان محمد الدراجي وعدي رشيد، بعد الدخول الأميركي إلى العراق. وقال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان: quot;يحتفي برنامج إرث عراقي بالروح الجديدة التي يبثها المبدعون الشباب في أوصال السينما العراقية، أولئك الذين صمدوا في وجه الكثير من التحديات التي يصعب تخيّلها، وهم يمثلون بذلك البراعم التي تتفتّح لتصنع ربيع السينما العراقية، بما يحملونه معهم من إرث عريق، ينقلونه إلى جيل المستقبل، الذي سيتمكّن من إيجاد الأرضية الخصبة للإبداع والإبهارquot;.
أضاف: quot;أغلب المخرجين المشاركين ببرنامج ارث عراقي في هذا العام عُرضت أعمالهم في دورات سابقة من مهرجاني دبي السينمائي الدولي والخليج السينمائي، ضمن العديد من الأفلام العراقية التي قمنا بعرضها منذ البدايات. ولافت حقًا أن يستطيع مخرجون عراقيون الاستمرار في إنتاج أعمال سينمائية في بداية هذا العقد. ومع هذا الإصرار وهذه العزيمة، نحن على يقين أن السينما العراقية تخطو بثبات إلى مستقبل مشرقquot;.