أعذريني يا أنا
سلبتك عمرك وانتهى
أزف الرحيل وها أنا
أعد نبضاتي الأخيرة
ما زال هناك متسع
لبعض كلمات أخيرة
اعذريني يا أنا
لم أذد عنك وجبنت
رأيتك تذبحين مرارا وصمت
بسيف حكايا جدتي
وسيف نصوص ملتي
وسيف الطبيعة التي
فرضت ناموسها في قدرتي
لم أراقص البنفسج على جبال الألب
ولم أداعب البجع في الدانوب
حجبت عنك نور الشمس
بطيات رداء ثقيل
وكان حديثي همسا بهمس
وكان عيشي بؤسا ببؤس
وقمت بالدور كاملا
وكنت الودود الولود
أنا حفيدة حواء التي
أخرجتكم من الفردوس
وحفيدة البسوس التي
أشعلت حربا ضروس
وحفيدة باندورا التي
جلبت لطهركم الرجس
أعذريني يا أنا
لم أستطع أن أقول لا
بعد ما أفتى به الرواة
دعينا نغادر قهر الحياة
فلربما بعد الاحتراق
تعود الروح من الأساطير
وتنهض العنقاء بألق جديد
ونجوب آفاق اللاوجود
حيث الطفولة لا تهرم
وأعود إليك
وتعودين إلي
لا صلصال كالفخار
ولا قهر ولا انتظار