اختتم مساء يوم أمس الأحد، في قاعة توار في مدينة السليمانية فعاليات ملتقى (جرا) الثالث للأفلام الوثائقية الكوردية ،حيث شهدت مراسيم إعلان الأفلام الفائزة بالجوائز التقديرية والمالية المخصصة للملتقى.
وتم عرض وإنتاج أكثر من 30 فيلماً وثائقياً متنوعاً في مواده وأفكاره، ووتناولت مواضيعها الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفني والثقافي في السليمانية، كما شمل الملتقى مناقشات وحورارت مختلفة مابين الاجيال من خلال الرؤى التي حملها مخرجو تلك الافلام الوثائقية.
وقال هلكورد جندياني، مدير الإعلام في وزارة الثقافة الكردية، ورئيس اللجنة المنظمة لملتقى (جرا) لـquot;إيلافquot;: تم عرض 39 فيلماً وثائقياً من مختلف الإتجاهات والرؤى الفنية الحديثة في الإخراج والإنتاج والتمثيل، وقد منحت اللجنة المشرفة على الملتقى الحرية المطلقة للمشاركين بتقديم أعمالهم الفنية، والتي تضمنت شرطاً واحداً وهو الابتعاد عن إثارة المشاعر العنصرية أو الطائفية أو القومية وأن تكون قريبة من الجماهير وتطلعاتها لبناء الوطن وخدمة ابناء شعبنا ومسيرته في الحياة والبناء والسلامquot;.
وأكد جندياني على أهمية الأفلام الوثائقية في نقل الأحداث وأرشفتها، مشيراً إلى الرسائل الهامة التي تحملها تلك الأفلام، مشيداً بأن بعض الأفلام تطرقت إلى الكوارث البيئية، في إشارة واضحة إلى إهمال الحكومة هذا الجانب المهم والحيوي، وإن الانسانية كلها تشترك في إهمال البيئة وما تتسبب فيه من ويلات.
ونفى جندياني منع بعض المخرجين الأجانب الذين يأتون للإقليم خصيصاً لصنع بعض الأفلام، خاصةً التي تتهم الحكومة بالتقصير، معتبراً إنهم قامو بدعوة بعضهم من أوربا في العام الماضي، إلا أن هناك بعض المشاكل اللوجستية التي عرقلت قدومهم هذا العامquot;، مضيفاً: quot;لا علاقة لإفلامهم التي تنتقد الحكومة بعدم مجيئهم، كون هناك مساحة واسعة لممارسة الديمقراطية في إقليم كردستان، وليس هناك أي فبيتو على الأفلامquot;، لافتاً إلى أن بعض الأفلام المعروضة انتقدت الحكومة بالتقصير وإهمال قطاعي الأثار والبيئة مثلاً.
وأضاف جندياني: quot;أن محتوى تلك الافلام تتناول قضايا المرأة والأسرة، ومنها فيلم خاص عن شخصية السفير الفرنسي السابق (الدكتور كيسو) الذي عمل في كردستان وقدم خدماته لإعداد مجموعة أطباء بلا حدود أيام النضال المريرquot;،
وأكد جندياني أن سياسة ملتقى (جـرا) لهذا العام ستكون محددة في جوائزها التقديرية والتكريمية، حيث تم تخصيص مبلغ ( 38 مليون وخمسمائة ألف دينار) للـ 8 أفلام الفائزة بالملتقى، وهو أول مهرجان تكون جوائزه التقديرية بهذا المستوى من التقييم.
وأشار جندياني بأن الأموال التي تصرف على المهرجان، لا تقطتع من الميزانية المخصصة لإنتاج الأفلام، قائلاً: quot;نحن لا نصرف الأموال الخاصة بإنتاج الأفلام على المهرجانات، والملتقى له ميزانية خاصة مستقلة، كما إننا ندعم الأفلام المشاركة في الملتقى وقمنا بدعم 7 منها بإنتاج وزارة الثقافة والشباب، بالإضافة إلى أفلام أخرى مدعومة بشكل جزئي من الوزارةquot;، مشيراً إلى أهمية صرف الأموال على قطاع التنمية البشرية والفكرية والثقافية.
واستضاف الملتقى أكثر من 200 شخصية من مخرجين ومنتجين وفنيين من إقليم كردستان وسوريا وإيران وتركيا، إضافة الى ضيوف من العاصمة بغداد ومن بعض المحافظات العراقية.
وقررت لجنة التحكيم منح جميع الأفلام المشاركة جوائز تقديرية مختلفة، وجاء فيلم (سياحة غير قانونية) بجائزة أفضل فيلم، فيما نال فيلم (الجوز) بجائزة أفضل إخراج، كما حصل فيلم (آيدل) الممنوع من العرض في سوريا بجائزة أفضل صوت، وفيلم (مايا) بأفضل تصوير، وذهبت ميدالية المونتاج لفيلم (دف الفرح والألم)، و(مشاريع سنحاريب) أحسن سيناريو.
وشارك الفيلم السوري quot;آيدلquot; في الملتقى الثالث، وذلك بغياب مخرج الفيلم زياد كلثوم المقيم حالياً في لبنان (بيروت) لأسباب تتعلق باجراءات السفر.
ويتحدث الفيلم عن الحياة الإجتماعيّة في مدينة quot;كوبانيquot; الكردية (135 كم شمال شرق حلب)، وتتمحور حكايته عن مجموعة من النساء وقصصهن المؤلمة، حيث تحكي الاولى عن عذابها بعد أن التحق أخوتها الثوار بالجبل، والثانيّة تتحدث عن مرارة العيش بدون الزوج الذي تزوجها دون أن تلتقيه إلا في ليلة الـquot;دخلةquot;، والثالثة تتحدث عن علاقتها بالقرية المهجورة نتيجة شجار حصل بين عشيرتين، وكيف انها تتمسك بتراب تلك القرية quot;زلخكquot;.
وكان الفيلم قد مُنَع من المشاركة في أيام سينما الواقع quot;دوكس بوكسquot; في دمشق في آذار العام الماضي.
وعلق مخرج الفيلم زياد كلثوم في وقت سابق للإعلام عن منع فيلمه في مهرجان دمشق : quot;إن المهرجان بدمشق منع الفيلم المصور في قرى كُردية في الشمال السوري من المشاركة في التظاهرة مسوقاً إياه باعتباره فيلماً سياسياً عن القضية الكُرديةquot;.