سيدتي ذات البريقِ التائهِ في زخّاتِ أمطارِك السود
سماؤك الانثوية لم تعد مرصعة بالنجوم
صحراؤك قحلتْ من الزهور البريّة
فراتُك خالطهُ الوحلُ والأسَنُ
غناؤك نقَّ كحناجرِ الضفادع
لم تعد تروقني ثروتُكِ الماكرة
حبائلك رخوةٌ بائدةٌ ؛ لاتنتشلُ غريقاً محاصَرا بالعشق
لمَعانُك المُقنَّعُ لايرشدني الى قلبك
عَمِيَ بَصَرُه وغُلِّقتْ بصيرتُهُ
مدّخراتك ثقلتْ من غسيلِ اموالٍ ملطّخةٍ بالرياء
محالٌ ان تبيضَّ بمساحيقِ وجهِكِ الزائفةِ الصنع
محالٌ ان تُمحَى هالاتُك السود
مهما خدعتْكِ مرآتُك المضلِّلة
لم يعد عناقُك المنهكُ يعصرُني كديونٍ صعبة السداد
شيكاتُ حبّك افتضحتْ بلا رصيد
وحوالات القُبَل لم تصل الى شفتيّ ساخنةً ، شهيّة
أفتّش في مناضدِ مشاويرنا
وعلى مفارشِ العشْبِ المنزوية
أبحثُ عبَثاً عن أقساطِ لقاءاتِنا التي سرقْتِها
أرهقتْ كاهلي وسلبتْ حافظتي
أنا الذي دفعتُ عمري بالآجل لأطماعِك .
زيفاً لدراهمك المسكوكةِ بمعادنِ الخُردة
عملاتُك العاشقة لاتعدو كونها نُحاسيّةً
بخْسةً ، صديئةَ القيمة
كم كان قلبُك فاحشَ الغدر
انا الفقيرُ المتيّمُ بالوفاء
كم نشلتِ من جيبي رسائلي وصحائفي
مازلتِ تعرفين كيف سطّرتُها
وأرّختُها بسنوات المرارات
وأفرغتِ رصيدي من هيامِك
كان كلَّ مدّخراتي المُفعمةَ بالشوق
سلبتِ مني خزائني المليئةَ بالحنين
لم اعدْ انتظرُ مكافأتَك غيرَ السخية
فقد هدرتِ آخر عشقٍ منحتِه لي
مثل مرتّبٍ سُرقَ بغمضة عينٍ
من عجوزٍ أقعدهُ الهرمُ والعوَز
غدوتُ مثقلاً بديونِ الجفاء
وفواتيرُ المواعيد التي أخلفتِها
سددتُها وحدي من هلَعي
وأنا أتهرّبُ من وصولَكِ الذي يعكّرُ سريرتي
لاتقرضيني عناقاً يخنقُ أنفاسي
لاتقايضي قبلاتِك الباردةَ بلهفتي المجنونةِ بك
أحسسْتُها تأتيني من وراء زجاج
سئمتُ مكائدَك وأنت تتحايلين على جيوبي
سأشهرُ أوراقَك المزيفة
وأعلنُ عن إفلاسك
سأنهض باكرا ، تُوقظني اولُ نجمة في السّحَر
أقفُ أول الطابورِ أمام صندوق السحب
وآخذ كل ما لديّ من أثمانِ حبي وبهاء اشتياقي
وطُهْري الذي أضاعَ مسارَه في مسالِككِ المليئة بالنفايات
وبياض سريرتي ودفق مشاعري الذي خُدِعَ بِبَشَرتِك الصفراء
أحزمها كلَّها في كيسٍ من الخيش
أتوسّدها وأمنحها لأية بغيٍّ ألتقيها
تضاهيكِ أنوثةً ورِقّةً وتعلّقاً
أضعُ كلّ مالديّ من شجَنٍ
مع أموالي المنقولةِ وغير المنقولة
في حساب توفيرٍ خاصٍ بالعاهرات
أقفُ قبالةَ صندوقِ الايداع
اضعُ قلبي وصبْوتي وشهقاتي
ومشاويري التي قضّيتها على أرصفة الانتظار
أهبُها للبغايا ولصوصِ الشهوات
مصاريفَ جيبٍ أوقات الفاقة
كفراً بكِ ياسليلةَ الدهاء والرياء
عشيقةَ الاوراقِ الخضر
والعملاتِ الصعبةِ المراس
والأصفرِ الرنّان
وطاولاتِ المقامرة
وصداعِ المال
وفواتيرِ البيع والشراء
لو كان الكنزُ أنتِ لطَمرْتُه دفْناً بين طيّاتِ الأرض
لو كان ثراؤكِ جبَلا لفجّرتُه بديناميت غضبي
وهويتُ بصخوره على رأسك
أعرفُ انّ الغنى بستانٌ رحبٌ واسعُ الاخضرار
غير انّ الاستغناء اكثرُ رحابةً وأمَدّ سِعَةً
تعالَي أيتها العِفَّةُ وارتديني مئزراً
ألتفُّ بهِ خوفاً من عُرْيِك الفاضح
نأيتُ بنفسي عن التبضّع في سوْقِك السوداء
آنفُ أن أتجمهرَ مع المزايدين
في أسواق نخاسةِ الجسدِ والمال
آهٍ ، ما أبهجني بعيداً عن وخزاتِكِ سيدتي
كم كان رِهاني رابحاً



[email protected]