أُحيل ناشر ومترجم تركيان الى القضاء بتهمة إفساد الأخلاق العامة لأنهما تعاونا على اصدار عمل كُتب قبل أكثر من 100 عام هو رواية غيوم ابولينير quot;مغامرات الشاب دون جوانquot;.
وكانت الطبعة التركية من الكتاب الذي ترجمه اسماعيل يرقوز لدار سيل ياينجيليك صدرت في اوائل عام 2009. وفي العام نفسه قُدمت دعوى قانونية الى محكمة محلية لكن الدعوى أُسقطت عندما توصل أكاديميون الى ان quot;مغامرات الشاب دون جوانquot; يجب ان تعتبر عملا أدبيا عن جدارة.
ولكن المحكمة العليا التركية نقضت في 2013 قرار المحكمة المحلية قائلة ان الرواية تفتقر الى quot;اي قيمة فنية أو أدبيةquot; وانها مليئة quot;بالعبارات المبتذلة السوقية التي يُراد بها إثارة الرغبات الجنسية بتمثيل علاقات جنسية منحرفة ، سحاقية ، شاذة بل تتصل حتى بالحيوان من خلال استخدام الأطفال وبلغة فظةquot; و quot;من دون أي حبكةquot;.
وتعلل قضاة المحكمة العليا التركية بقضية أُحيلت الى القضاء البريطاني عام 1971. إذ كان الناشر ريتشارد هانديسايد غُرم في تلك القضية 25 جنيها استرلينيا لنشره ترجمة quot;الكتاب المدرسي الأحمر الصغيرquot; الذي شارك في تأليفه المعلمان الدنماركيان سورين هانسن وجيسبر جينسن. وينتقد الكتاب نظرة المجتمع الغربي الى جنسوية الشباب وتعاطي الكحول. واعرب سياسيون اوروبيون عن خوفهم من ان الكتاب يمكن ان يحرض الطلاب على القيام بأعمال شغب ومُنع في عدة دول بينها بريطانيا حيث صادرت السلطات أكثر من 1000 نسخة. وحين رُفض استئناف الناشر هانديسايد رفع القضية الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان التي أيدت قرار المحكمة البريطانية.
واستنادا الى هذه السابقة فتح الادعاء العام التركي قضية جديدة ضد الناشر سيل ياينجيليك في اسطنبول هذا العام متهما اياه والمترجم بنشر عمل فاحش يستخدم الأطفال مادة له. وفي حال ادانتهما يمكن ان يواجها حكما بالسجن 10 سنوات.
واثارت القضية موجة من الغضب في البلدان الناطقة بالفرنسية وقدمت جمعيات نشر فرنسية واتحاد المترجمين الفرنسي مذكرة تعبر عن التضامن مع الناشر والمترجم التركيين.
وهناك شكوك في ان يكون ابولينير كاتب رواية quot;مغامرات الشاب دون جوانquot; التي تتابع بلوغ الصبي روجيه جنسيا وشغفه بمعرفة الجسد حتى انه اصبح هدفا لشهوة عدد كبيبر من النساء بينهن خالته.