انتهت فصول قضية الشاعر القطري (ابن الذيب) بالحكم عليه سجنًا لـ(15) عامًا، بعد استئنافه ضد قرار محكمة أمن الدولة بالسجن المؤبد بتهمة التحريض على قلب نظام الحكم بدولة قطر والإساءة للذات الأميرية.


الرياض: أنهت محكمة الاستئناف القطرية فصول قضية الشاعر القطري محمد العجمي الشهير بـquot;ابن الذيبquot; بالحكم نهائيًا بسجنه 15 عامًا، كاسرة بذلك حكم محكمة أمن الدولة القاضي بسجنه مؤبدًا، بتهمة quot;قلب نظام الحكم وإهانة الذات الأميريةquot;.

ولم يشكل الحكم لدى جمهور quot;ابن الذيبquot; والمتعاطفين مع قضيته أي علامة تحسن رغم الحكم الذي ألغى تأبيد محكمة أمن الدولة له؛ كونهم كانوا يأملون بالحكم ببراءته على خلفية اتهامات يرون ابن الذيب بعيداً عن الخوض فيها، ويظهر ذلك جلياً في وطنيته الظاهرة.

وأحرجت قطر نفسها، بعد تصاعد قضية الشاعر الشعبي ابن الذيب، وإدانته بتهمة قلب نظام الحكم، على خلفية قصيدة قالها العام الماضي عنونها بـquot;ثورة الياسمينquot;، خاصة وأنها الدولة التي تبث قناة الجزيرة ذات quot;الرأي والرأي الآخرquot;، على رأي جمهور من المعترضين.

وكان الشاعر ابن الذيب ظهر في تسجيل يُعتقد أنه منسوب إليه بعد يوم من إدانته من قبل محكمة أمن الدولة في الدوحة بتهمة quot;قلب نظام الحكم وإهانة الذات الأميريةquot; كشف من خلاله بعضًا من أسرار محاكمته.

وبدأ ابن الذيب كلمته باستعراض مقالة الكاتب البريطاني المطلع والباحث في شؤون الخليج والشرق الأوسط، روبرت فيسك الذي يكتب بصحيفة (الاندبندنت)، حيث قال: quot;إن لقطر أطماعاً كأطماع الامبراطورية البريطانية العظمى عندما رأى ما رأى النفوذ السياسي الكبير.. قطر تحاول وربما نجحت في أن تقنع المجتمع الإقليمي والدولي أنها تقدم المبادئ على المصالح من باب الأخوة الإسلاميةquot;.

وأضاف الشاعر القطري في التسجيل المنسوب إليه في استعراضه لما كتبه روبرت فيسك: quot;أن النفوذ السياسي لقطر لم يكن ليتحقق لولا وجود ركائز أساسية وفق القول، ومنها أن قطر بلد ديمقراطي يضمن الحرية للفرد بمختلف التوجهات الفكرية، والعدالة الاجتماعيةquot;، وأضاف أنه وعلى هذا الأساس صُنعت قناة الجزيرة، مع جرأة غير مسبوقة لرئيس وزرائها ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر.

ومن حديث الشاعر ابن الذيب أن quot;كل ذلك النجاح لم يكن ليتحقق لولا وجود حاكم يهيّئ لهم أرضًا مناسبة (ويقصد فيها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة) الذي استطاع أن يتجاوز بقطر الحدود الإقليمية نحو العالميةquot;.

وأوضح الشاعر في الكلمة المنسوبة إليه، بعد استعراضه فيها قبائل وعائلات قطر العديدة، بيّن أنه محمد القطري وأنه quot;ابن قطر التي ترفع لواء الحرية والديمقراطية والمساواة، التي دعمت كذلك الثوار في ليبيا وفي مصر وتونس، والثوار في اليمنquot; مستغربًا بعد مقدمته كيف لبضعة أشخاص في الدولة quot;يضربون الناس باسم القانونquot;.

وكانت منظمة العفو الدولية انتقدت سجن quot;ابن الذيبquot;، وأشارت إلى أن الشاعر احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لعدة أشهر قبل أن يُسمح له باستقبال الزيارات العائلية في اعقاب استدعائه واعتقاله من قبل جهاز أمن الدولة القطري، وسجن العجمي طيلة العام quot;انفراديًاquot; قبل أن ينتقل قبل أشهر إلى سجن عام سمح فيه لعائلته بزيارته بعيدًا عن سجن أمن الدولة.

كذلك منظمة (هيومن رايتس ووتش) اعتبرت أن الشاعر الذي يميل معه عدد كبير من المتابعين للتأييد، وحكم اليوم عليه، يمثل quot;دليلاً إضافياً على ازدواجية معايير قطر في ما يخص حرية التعبيرquot;.