سيدني: تتحدث الكاتبة التشيلية إيزابيل أللينديإلى وكالة quot;إيفيquot; الإسبانية عن روايتها الجديدة التي تحمل عنوان quot;ريبرquot;، والمتوقع صدورها في نهاية العام الحالي 2013.
قبل أكثر من 30 عاماً كتبت إيزابيل ألليندي (1942)، روايتها الغامضة للغاية quot;بيت الأرواحquot;، والتي وضعت من خلالها أولى خطواتها بإتجاه الأدب، وكانت حققت إنتشاراً واسعاً حال صدورها. ومنذ ذلك الحين، أصدرت ألليندي نحو 20 عملاً أدبياً، لتتحوّل إلى الكاتبة الإسبانية الأكثر مبيعاً للكتب.وفي لقاءٍ حديث أجرته معها وكالة الأنباء الإسبانية quot;إيفيquot; في العاصمة التشيلية سانتياغو، تؤكد مؤلفة رواية quot;باولاquot; على أنه quot;سوف لن يرحمك أحد في تشيلي إن كانت كتبك منتشرة في كل مكان. إذ يعني ذلك أنك لست بكاتب، ولست بأديب. وأنك تعمل في مجالٍ آخر غير الأدب، إذا ما إقتنى الناس كتبك. وسوف لن يغفرك أحد على فعلتك تلكquot;.
وتوضح الكاتبة قائلةً quot;أن غايتي ليست أن يدرج إسمي ضمن نادٍ خاص بالأدب، بل الإقتراب من الجمهور، وأن يقرأ الناس كتبي. أن يقرأ الأطفال من دون أن يداخلهم الشعور بالخوف من النص. الآن سوف يتسلّون حقاً، كما فعلوا مع (هاري بورتر). لماذا نعرض عليهم رواية (موبي ديك)، إذا كانوا يرغبون في قراءة (هاري بورتر)؟ من هنا علينا أن نبدأquot;. وتتسائل الفائزة بالجائزة الوطنية للأدب في تشيلي لعام 2010 quot;من الذي له الحق في تصنيف الأعمال الجيدة من الرديئة؟ البعض من النقاد الذين لم يكتبوا في حياتهم؟quot;.
وتناولت إيزابيل ألليندي على إمتداد مسيرتها العديد من الأجناس الأدبية، مثل السيرة الذاتية، والرواية الشبابية، والبوليسية التي تتمثل في روايتها الأخيرة، والتي ستصدر خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتؤكد الكاتبة في حديثها على quot;أن هذا النوع من الكتابة الأدبية لم يكن يعجبني، ومرد ذلك يعود إلى أنني نادراً ما أقرأ رواية بوليسية، ولكنني رأيت زوجي طوال ست سنوات يكتب رواياتٍ بوليسية، ويستغرق في حبك القصة التي تجعل القارئ يتابع أحداثها حتى الصفحة الأخيرة منهاquot;.
في البداية، كانت ألليندي قد قررت أن تكتب الرواية برفقة زوجها ويليام غوردون، غير أنه، بعد مرور بضعة لحظاتٍ، إنتبها إلى أن إسلوب عمل كلٍ منهما مغاير للآخر.
تقول ألليندي ضاحكةً quot;لدى ويلي القدرة على الكتابة لمدة 11 دقيقة، في حين أعمل أنا لمدة 11 ساعة متواصلة، لأنني أتعمق في الدراسة، وأكرّس نفسي كلياً للعمل، وتبلغ الحياة نهايتها عندما أشرع في الكتابة. غير أن ويلي يكتب في كل مكان، وفي جميع الأوقات، وعندما تخطر على باله فكرة جديدة، يقوم بتسجيلها، وهو يكتب باليدquot;. وتضيف quot;في الوقع، لم تكن لدي أية فكرة مسبقة، عندما بدأت بكتابة رواية بوليسية والتي بدت لي، في بادئ الأمر، أنها في غاية البساطة، لكنها ما لبثت أن تعقّدت أحداثها. هناك العديد من الصراعات، والحالات التي حاولت أن أرويها لأمي، ولم أستطع لأنها كانت معقدة للغايةquot;.
جثة تطفو على سطح الماء. ويمكن أن تُرى من فوق جسر سان فرانسيسكو. تتلقى مجموعة من الأطفال خبر إحتمال وقوع جريمة قتل في المدينة الأمريكية . وتصل المجموعة إلى مكان وقوع الجريمة المزعومة قبل الشرطة، لأنها ليست بحاجة إلى إتباع إجراءات روتينية، والتي تتطلب وقتاً طويلاً لإتمامها، مثلما تفعل الشرطة. المشهد أعلاه هو جزء من كتاب إيزابيل ألليندي المقبل، الذي يشكل أول عمل روائي بوليسي لها. تحمل الرواية عنوان quot;ريبرquot;، وستصدر في نهاية العام الحالي. وكانت فكرة الرواية ولدت خلال متابعة الكاتبة التشيلية لحفيدتها وهي تتقمص الشخصية الإنكليزية quot;جاك السفّاحquot;. وتدور أحداث الرواية في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية في عام 2012.
ألليندي التي تشعر بالندم لأنها طرقت باب الرواية البوليسية في وقتٍ متأخر، تشير إلى أنها لا تكتشف معنى أعمالها إلاّ عندما تأتي إلى نهايتها، وبالنسبة لها أن quot;ريبرquot; مجرد لعبة. والكاتبة التي إنتهت من إصدار رواية quot;حبquot;، التي هي عبارة عن مختارات من القصص الرومانسية والمشاهد الإيروتيكية المثيرة، والمأخوذة من كتبها السابقة، ترى أنها سوف لن تعود لكتابة quot;مذكرات قبيلة ما، لأنه ليس لدي حق الإستيلاء على حياة أشخاص آخرين. أن المشكلة في كتابة المذكرات تكمن في أن تلك اللحظة سوف تترسّخ في أذهان الناس وإلى الأبد، كما لو كانت صورةquot;.