سيدني:رفضت الراقصة الأولى في مسرح البولشوي سفيتلانا زاخاروفا، المشاركة في العرض الأول لباليه quot;يفغيني أونيغنquot;، لتفجّر بذلك فضيحة جديدة في المسرح الروسي العريق.

لا تزال فضائح ومفاجآت مسرح البولشوي تطارد عشاق الباليه والأوبرا في روسيا، ولا يبدو أنها ستتوقف. ففي الوقت الذي لا يزال الغموض يكتنف جريمة رشق سيرغي فيلين، المدير الفني لمسرح البولشوي الروسي بالأسيد في مطلع مارس/ آذار الماضي، ورفض إدارة مسرح البولشوي تجديد أي عقدٍ مع راقص الباليه نيكولاي تسيسكاريدزي، تقرر راقصة الباليه الأولى سفيتلانا زاخاروفا اليوم، عدم المشاركة في باليه quot;يفغيني أونيغنquot; للشاعر الروسي بوشكين، الأمر الذي قد يؤدي إلى إلغاء عرض العمل الفني.
وكانت زاخاروفا تركت زملائها من الراقصين ومصصمي اللوحات الراقصة هذا الإسبوع لتتوجّه إلى منزلها، دون أن تكمل التدريبات والبروفات المطلوبة، ولتعلن بعد ذلك، أنها سوف لن تشارك في الرقص في باليه quot;يفغيني أونيغنquot;، من تصميم مصمم الرقصات الجنوب أفريقي جون كرانكو، والذي من المتوقع أن يبدأ عرضه الأول من على خشبة مسرح البولشوي في 12 يوليو/ تموز الجاري. ومذ إتخذت زاخاروفا قرار رفض المشاركة في الباليه المذكور، كانت قد إختفت ولم تعد ترد على هاتفها المحمول.
وعقب الموقف الذي إتخذته سفيتلانا زاخاروفا، قررت إدارة مسرح البولشوي إسناد دور quot;تاتياناquot;، الشخصية النسائية الأهم في الباليه، للراقصة أولغا سميرنوفا بدلاً من زاخاروفا.
وحتى اليوم، لم تقدّم راقصة الباليه الأولى في روسيا توضيحاً حول سلوكها، إلاّ أن صحيفة quot;أزفستياquot; الروسية أكدت أن تصرّف زاخاروفا المفاجئ، يعود إلى عدم موافقتها على توزيع الأدوار في بعض مشاهد الباليه المهمة، والتي كما يبدو، كان قد تمّ إستبعادها منها.

الدسائس تتوالى
كان التنافس الشرس على إنتزاع أفضل الأدوار خلال العروض، على وجه التحديد، من أهم الأسباب التي تمّ التعامل معها، بعد القيام بالإعتداء على سيرغي فيلين في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي. ورغم خضوع المدير الفني لمسرح البولشوي لأكثر من 18 عملية، إلاّ أنه حتى الآن لم يستعد بصره بشكلٍ كامل.
ومن بين أبرز المتهمين في جريمة الهجوم على سيرغي فيلين، راقص الباليه بافل دميتريتشينكو، مدبّر الجريمة الرئيسي، والذي يقبع الآن في السجن في إنتظار محاكمته.
ومن بين الأسماء الأخرى التي تمّ تداولها في هذه الجريمة البشعة، وكانت شوّهت سمعة مسرح البولشوي، وربما منذ ـاريخ تأسيسه، راقص الباليه نيكولاي تسيسكاريدزي، الذي رفض المسرح تمديد العقد معه، بحيث كان آخر يوم عمل له 30 يونيو/ حزيران، بعد أن كان أمضى 20 عاماً كراقص ومدرّب في المسرح.
وقد تلحق زاخاروفا زميلها في الرقص تسيسكاريدزي أيضاً، لتنضم إلى عدد المطرودين من مسرح البولشوي، لأسبابٍ عديدة، من بينها التآمر على البعض من أعضاء فرقة الباليه التابعة للمسرح، ومواجهة البعض الآخر. وتضمُّ القائمة الطويلة مجموعة أخرى من الأسماء، أبرزها أنستاسيا فولوشكوفا، وإيفان فاسيليف، وناتاليا أوسيبوفا وغيرهم الكثير.
وفي رأي ناقد فني quot;أن هناك رغبة متعمدة للقضاء على الثقافة الروسية، وتخريب البولشوي يشكل جزءاً من تلك المؤامرةquot;.
ومن ناحية أخرى، يخضع مسرح البولشوي، هو الآخر، لتحقيقاتٍ حول سوء إستخدام الأموال المخصصة لأجل ترميمه.