بغداد: احدث عدم عرض فيلم (بغداد.. حلم وردي) للمخرج فيصل الياسري، المقرر عرضه في احتفالية عيد السينما العراقية المقامة صباح يوم الاثنين، لغطا كبيرا بين الوسط الفني والاعلامي والجمهور الذي جاء خصيصا لمشاهدة الفيلم، وتباينت الاراء في تبرير عدم العرض لكن السبب الاكثر حضورا كان يشير الى ان الفيلم فيه تمجيد للنظام السابق.
فوجيء الجمهور الذي اكتظت به قاعة المسرح الوطني ببغداد بعد نحو ساعتين من الاحتفالية برفض مخرج الفيلم فيصل الياسري عرضه، على الرغم من الدعاية الكبيرة التي تمت له خلال الايام الماضية، فيما راحت الاراء تتطاير من هنا وهناك عن الاسباب وراء عدم عرض الفيلم، ومنها ان الياسري كان يريد ان يحضر وزير الثقافة الفيلم، وهذا ما جعل البعض يتحدث بصوت عالي داخل القاعة (هل الفيلم هذا للشعب ام للوزير؟)، فيما كانت هناك اراء تؤكد ان الفيلم لم يعرض بأمر من الوزير ذاته بعد ان تناهت اخبار ان الفيلم فيه تمجيد للنظام السابق، فيما اكد مصدر مطلع ان الفيلم لم يتم فحصه وان المخرج جلبه الى قاعة العرض صباح يوم الاحتفالية وانه فوجيء حين علم ان الفيلم سيعرض !!، علما ان الفيلم ضمن مشروع الافلام السينمائية الخاصة بمشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية.
ومن الغريب.. اننا حاولنا استطلاع اراء العديد من المخرجين والفنانين لكنهم رفضوا التعليق بشكل قاطع فيما طلب البعض عدم ذكر اسمه لاسباب انه (موظف في دائرة السينما والمسرح) وربما يطاله عتب او عقاب.
قال احد المخرجين السينمائيين : هذا فيلم تم الاشتغال عليه خلال 15 يوما وكلفته 800 الف دولار، اي ما يعادل (مليار و800 الف دينار عراقي ) تم تصويره في (لوكيشينين) وشارع، لان من اخذ الفيلم له علاقة بأشخاص معينين، وقيل ان في حوارات ضد التغيير الذي حدث في العراق وفيه (حس بعثي) ويقال ان فيه وجهة نظر برنامج تلفزيوني كان يقدمه مخرج الفيلم في تسعينيات القرن الماضي عنوانه (الملف)، الذي كان يقول عنا اننا (غوغاء)، والغريب ان مخرج الفيلم يرفض عرض الفيلم الا ان يحضر الوزير لانه كما يبدو اشتغل الفيلم حصريا للوزير، وان هذه ليست اموال الشعب وان الجمهور الحاضر (ليس بعينه).
وقال مخرج اخر : المنهاج كما هو مقرر ان يعرض هذا الفيلم في احتفالية عيد السينما ولكن المخرج امتنع عن العرض الا اذا حضر الوزير، فه ان الفيلم اشتغله للوزير ؟ ام للناس، ثم ان الوزير لم يحضر لان مشاغله كثيرة، انا اعتقد ان الفيلم فيه خلل وربما اعتقد المخرج ان الوزير سوف يدعمه، خاصة ان الوعي الجمعي العراقي الان وعي ثاقب جدا، واعتقد ان الثلة التي اشتغلت عددا من الافلام السينمائية ضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية هم من بقايا البعث، واعتقد انها ستتعرض الى صعقات من الجمهور لانهم تقليديين وهم لا يتعدون ان يكونوا مخرجين دراما على الرغم من الدراما السورية افضل من الدراما العراقية، او ان يسمى الواحد منهم كما في المصطلح العسكري الجديد (مخرج دمج) لانه بلا رؤية اخراجية ولا اي فكر اخراجي ولا فلسفة اخراجية ولا قدمت السينما العراقية مشهدا واحدا ممكن الان ان نضعه على طاولة التفكيك ونناقشه كفيلم فيها بعد، انا اعتقد ان سبب عدم العرض لوجود خلل في الفيلم لانني لا اعتقد ان الياسري قادر على طرح رؤية معاصرة لانه قاصر بتقديري، فالذي يناصر (صدام) بالتأكيد هو قاصر.
اما الاعلامي علي السومري فقال : وزارة الثقافة مطالبة اليوم بتفسير ما حدث في دائرة السينما والمسرح، إعلان عن عرض فيلم (بغداد.. حلم وردي) للمخرج فيصل الياسري، صاحب برنامج (الملف) سيء الصيت، ايام انتفاضة آذار العام 1991، الفيلم الذي كلف مبلغ وصل إلى مليون وربع المليون دولار) أي ما يعادل المليار واربعمئة مليون دينار عراقي، فيلم اجازته وزارة الثقافة وصرفت ميزانيته الكاملة، لكنها اوقفت عرضه اليوم، لأنها اكتشفت بأنه يمجد النظام البائد، صح النوم يا وزارة الثقافة، صح النوم أيها القائمين على مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية!!، ودمتم للنضال!!.
وقال ممثل : اعتقد ان السبب الحقيقي وراء عدم عرض الفيلم هو الجمهور المثقف الكبير الذي حضر لمشاهدة الفيلم، اعتقد ان المخرج فاجأه العدد الكبير هذا، ولانه يعرف في ثمة خلل في الفيلم فأنه رفض عرضه كي لا يتعرض الى موقف لا يليق به لان الفيلم فيه اسقاطات سياسية ومقارنات بين النظام السابق والنظام الحالي بطريقة غير مباشرة لكن الكفة تميل الى السابق.
وقال فنان اخر : الى حد الان لا اعرف السبب الحقيقي وراء عدم عرض الفيلم على الرغم من الدعاية الكبيرة التي عملت له، بس سمعت ان هناك عدة اراء اهمها ان هناك اعتراضا على الفلم، وان الوزير امر بايقاف عرضه لاسباب منها ان الفلم فيه تمجيد للنظام السابق وفيه حوارات تساوي بين صدام واي سجين قاوم الامريكان، ولكنني لا اعتقد ان فيصل بهذا الغباء، واذا ثبت هذا الشيء فهذا كارثة على المدير العام السابق شفيق المهدي وعلى وزارة الثقافة نفسها
الى ذلك.. قال الخرج فلاح العزاوي، نائب مدير قسم السينما في دائرة السينما والمسرح : سبب اعتذار المخرج فيصل الياسري عن عرض فيلم (بغداد.. حلم وردي) لانه ارتأى ان يعرضه عرضا خاصا بحضور وزير الثقافة شخصيا، وكان الياسري قد اهتم بالفيلم قبيل ساعات من عرضه واحضره مع البوسترات الدعائية له، وقد فحصه قسم السينما في الليلة التي سبق الاحتفالية، لكنه فجأة ارتأى ان يؤجل عرضه، وهو رأي شخصي خاص به طبعا وقيل ان الوقت تأخر بسبب فعاليات الاحتفالية، وربما انه عرفانا لذكرى المخرج الكبير الراحل فاروق القيسي ان يتم عرض فيلم القيسي (اغتيال مع وقف التنفيذ)، ونحن في قسم السينما اعلنا عن عرض فيلم الياسري كونه حصريا بالدائرة ومن انتاج الدائرة، ولا يمكننا الاعتراض لان هذا كان رأيه الشخصي، والجواب الحقيقي موجود عن المخرج فيصل الياسري فقط.