بغداد: بدأت المخرجة المسرحية العراقية الدكتورة عواطف نعيم تدريباتها في قاعة المسرح الوطني ببغداد على مسرحية جديدة تحمل عنوان (برلمان النساء) قامت بتعريقه عن نص للكاتب الاغريقي لارستو فانس، بمشاركة عدد كبير من الممثلات اللواتي يجتمعن لاول مرة في عمل مسرحي، وهن: فاطمة الربيعي، اسيا كمال، سمر محمد، زهرة الربيعي، ساهرة عويد، سوسن شكري، بتول كاظم، اسيل عادل، ايمان عبد الحسن وبيداء رشيد، اضافة الى فنانين اثنين هما: حسين سلمان وعبد الامير الصغير، ويشارك في السينوغرافيا سهيل البياتي وفي الادارة المسرحية سلام السكيني والازياء والمكياج عماد غفوري، وسيكون هناك عازف موسيقي حي على الخشبة، المسرحية باللهجة العراقية وستكون مدة عرضها نحو ساعة، ومن المؤمل عرضها في الشهر العاشر
* ما الجديد في عملك المسرحي الجديد؟
- برلمان النساء.. عمل يعتمد على نص مسرحي لارستو فانس، الكاتب الاغريقي، وهذه العمل مكتوب في فترة تبعد عنا الاف السنوات، استحضرنا العمل لهذا الزمن المعاصر الحديث لمناقشة موضوع يتعلق بالعراق، برلمان النساء هو عمل انتقادي ساخر يجمع ما بين العمل الكوميدي والغناء والرقص الايقاعي وهو لا يؤلب بقدر ما ينبه ويشخص سلبيات ويؤكد على الجوانب الايجابية للخروج ن محنة تضرب في المجتمع العراقي الان وتضرب في الشارع العراقي،العمل رحلته من القرون الماضية في الزمن الاغريقي الى الالفية الثالثة لانني اردت ان انتج خطابا معرفيا جماليا فكريا انسانيا نقديا ساخرا لهذه الزمن المعاصر بلون جديد بهموم وخطوط عراقية وشخصيات واحداث وصراعات عراقية، ونحن نعرف ان الفنون والثقافة هي صمامات امان للحفاظ على المجتمعات وتماسكها والفن من خلال المسرح هو احد الاوجه المعتمدة لاحداث هذا التغيير الايجابي والجيد وحفظ لحمة المجتمع، العمل يحوي نجوما من المسرح العراقي.
* ما الذي تطمحون اليه من خلال العمل اداريا وفنيا؟
- نطمح ان نقدم العمل ضم مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية اذا اتسعفنا الحظ، وان لم يسعفنا فبالتأكيد ان دائرة السينما والمسرح ستكون الداعمة لنا في تقديم هذا العرض الذي نأمل ان يحقق حضورا في الموسم المسرحي الحالي لكون الجمهور يحتاج الى اعمال فيها متعة ونقد وتوجيه واهداف جمالية واهداف فكرية نبيلة، المسرح هو مدرسة مسائية تعلم وتثقف الناس وتنورهم وتوعيهم ايضا، ثم انه ضمير الناس المعبر عن همومهم وتطلعاتهم واحلامهم، هذه المسرحية التي ستعتمد آلية اشتغال جديدة وحديثة في المسرح العراقي سواء على مستوى السينوغرافيا او الاداء او الاشتغال الادائي والحركة، نأمل ان تجد صداها الكبير عند الجمهور المتلقي، والعرض الان في مرحلة الانضاج والبحث والتجريب وفي مرحلة التمارين المتواصلة، والممثلات يجتهدن لتقديم شيء جديد وجميل.
* لماذا اخترت عنوان (برلمان نسائي) للعمل؟
- لانه يعتمد على برلمان لنسوة يمنعن ازواجهن من الخروج من البيوت بعد ان يغلقن عليهم الابواب ويجتهدن في ان يقودن البرلمان بما ان الازواج البرلمانيين كما جاء على لسانه احداهن (قضوا الوقت كله بالسفرات والايفادات والمناكفات والمشاكسات وخصومات ومهاترات) هن سيقودن البرلمان نحو بر الامان بشكل اكفأ واجمل وافضل باعتبارهن اناثا يعرفن حاجة المجتمع، وهنا تدخل المماحكات والتجاذبات فيما بينهن لان الحياة السياسية لا بد ان تنعكس على الحياة الاجتماعية سلبا او ايجابا.
*كيف تعاملت مع الشخصيات النسائية ضمن افكار العمل؟
- هناك (كاركترات) متنوعة، ليست هنالك اسماء للشخصيات بل هناك توصيفات، فعندي السيدة الكبيرة، السيدة الاولى، السيدة الوسطى،عندي الملونة والمبتسمة والاشارة والسيدة فزة والسيد الحامل، كلهن سيدات بأوصاف وليست باسماء وهي من ضمن اللعبة المسرحية التي نعتمدها،كل فنانة تؤدي (كاركترا) معينا وكل واحدة لها لون معين وتمثل فكرة معينة وتوجها معينا، لذلك عندما يجتمعن تظهر التناقضات فيما بينهن.
* ألم تجدي في اختيار الممثلات لا سيما ان الوسط الفني يشكو من قلة ممثلات؟
- الصعوبة وجدتها في ارضاء الشخصيات النسائية لان اكثر من ممثلة عرضت خدماتها ومحبتها ورغبتها في العمل معي، فكان يعز علي ا استغني عن مجموعة واحبذ مجموعة اخرى، فكانت الصعوبة التي عانيتها ها هنا لان الكثير من الزميلات العزيزات يطمحن ان يكونن معي في التجربة ويخوضنها بمحبة ولكن مع ذلك انا حاولت ان انتقي من هذه المجموعة ما اعتقده مؤمنا بي اولا ومؤمنا بالمسرح ثانيا ويتناسب مع روح العمل ثالثا،وايضا لديه القدرة والمطاولة والمحبة لان يقدم عملا مسرحيا يشكل بصمة ويضيف هدفا ويكون جزء من هموم مجتمع ما زال تصطخب جراحه الى يومنا هذا.
*هل كان الحوار مكثفا ام سيعطي انطباعا انه ثرثرة نسائية؟
- الحوار في المسرح ان لم يكن يحوي احداثا ومفعلا للاحداث المسرحية ومفعلا لحالة الصراع ويضيف معلومة ويغني ويكون بليغا وموجزا، فهو يدخل ضمن السفسطة التي نحن في غنى عنها، الحوار الذي ستسمعه مكثفا وبليغا يعطيك علاماته واشاراته وفي الوقت نفسه يغني الشخصية ويعرف بها، ثم انني حولت جزء من الحوارات الى اغاني،الى (كوبليهات) غنائية قصيرة في ايقاع راقص، ويمكن لاول مرة سترقص السيدة فاطمة الربيعي رقصا ايقاعيا على خشبة المسرح، وهي تجربة جديدة وجميلة، سترى الممثلات وهن يمثلن شخصيات فيها شيء من الفانتازيا المثيرة للجدل والملفتة للنظر وليس الاداء الاعتيادي الذي تعود المتلقي عليه، وفيها الكوميديا، وانا اعتقد ان الكوميديا فنا راقيا ونبيلا وجميلا، علينا ان نحسن استخدامه وتقديمه للجمهور، بما يليق بالجمهور وما يليق بنا كمسرحيين.
*هل هذا يعني ان جميع الفنانات سيؤدن الكوميديا؟
- كلهن سيمثلن كوميديا، لان العمل قائم اساسا على ثيمة كوميدية، والكوميديا هنا كوميديا المواقف المتناقضة والمتصارعة مع بعضها والمصادمة لبعضها البعض.
* ألم تجدي صعوبة في هذا لاسيما ان اغلب الممثلات معك لم يعرفن ككوميديانات؟
- انا فوجئت بطاقاتهن الكوميدية، مثلا فوجئت بالفنانة ساهرة عويد كونها كوميدية من طراز جميل، كما فوجئت بالسيدة فاطمة الربيعي ايضا ووجدتها كوميدية من طراز هائل، اما المفاجأة الكبيرة فكانت الفنانة اسيا كمال في (كاركتر) كوميدي جميل جدا، صحيح ان اغلبهن لم يمثلن الكوميديا الا لبعضهن وفي بعض الاعمال ولكن هنا ستشاهدهن بلون اخر مغاير وفيه الفات للنظر وعناية وفيه تأمل واهتمام وحرص على ان يكونن بالمستوى الراقي الذي يطمحن اليه ونحن نطمح اليه معهن ايضا ويطمح اليه المسرح العراقي.
* لماذا لم تجسدي احدى الشخصيات كممثلة؟
- لالا، انا لابد ان اكون بعيدة لان العمل فيه مجموعة كبيرة ولابد ان اقودها الى بر الامان ولا بد ان اكون راصدا حيويا ودقيقا وعينا ناقدة لعملي قبل اي ناقد اخر من خارج المكان حتى يقدم لي الاخطاء والاخفاقات، علي ان ان اكون العين الراصدة والناقدة التي تتلافى كل الاخطاء وتكون حريصة على تقديم هؤلاء الرائعات وهؤلاء الرائعين بما يليق به.
* هل سيكون النقد مباشرا في العمل؟
- لا لا لا، سوف لن تذهب المسرحية الى المباشرة لان المباشرة قد تكون ليس في صالح العمل او المخرج، ولكن المهم كيف يمكنك ان تكون مباشرا ولكن محافظ على عملية الصدمة، ان تكون الفكرة مفاجئة ومباغتة.
* هل تعتقدين ان العمل سيثير الرجال ضدكم؟
- على العكس، فهناك مواقف رجالية داخل العمل جميلة سوف تشاهدها من خلال شخصيتين هما: الشيف الاول والشيف الثاني، ومن خلال ما تتحدث به النسوة عن ازواجهن الذين حبسنهم في بيوتهم،فهناك جانب ايجابي واخر سلبي، ومهتنا ان نظهر الجانب الايجابي ونعززه ونظهر الجانب السلبي ونحذر منه، هذه هي مهمة المسرح في عملية الاصلاح والتنوير والتوعية.