شيكاغو: إستطاعت فرقة quot;باندوليروسquot; إنتزاع إعجاب العديد من شرائح المجتمع الأمريكي في شيكاغو، من الناطقين باللغة الإسبانية والعربية واليونانية والتركية، بالنظر للمزيج الغنائي والموسيقي الذي تقدمه لجمهورها الواسع، والذي يتميّز بلمسات quot;جيبسي كينكزquot; العالمية.

وسام إيشو (مغني الفرقة).. كيف كانت بدايتك مع الموسيقى؟
بدأت مع الموسيقى وأنا صغيرفي حضن بيئة فنية، متأثراً بأخي الفنان المغني سالم سيفو وفرقته الموسيقية، وذلك في العام 1984 أو1985، وكان عمري حينذاك حوالي تسعة أعوام. وكنت أميل إلى الغناء والعزف على الدرامز، وأسّست فرقة تحت إسم quot;نوهراquot;. وفي العام 1991 سافرت إلى تركيا، بعد مكوثي لمدة عام هناك من دون ممارسة الموسيقى، سافرت إلى اليونان، وخلال الأعوام الثلاثة التي قضيناها في هذا البلد، تعلمت اللغة اليونانية وإنضممت إلى فرقة موسيقية مؤلفة من ليث يوسف وعازف الباس غيتار ساجد.
متى تأسّست فرقة quot;باندوليروسquot;؟
بعد وصولنا وإستقرارنا في ولاية شيكاغو الأمريكية في العام 1994، فكّرنا في ترجمة أحلامنا الغنائية والموسيقية إلى واقع، متجسدةً في صورة فرقة quot;باندوليروسquot;، وذلك في العام 1995. وجاءت فكرة تشكيل الفرقة بالإسلوب الذي سارت عليه منذ ولادتها وحتى الآن من تأثرنا ورغبتنا في السير على خُطى الفرقة العالمية الشهيرة quot;جيبسي كينكزquot; القريبة جداً من الطابع الشرقي.
مم كانت تتكوّن الفرقة في بداية تشكيلها؟
كان معي في بداية تكوين فرقة quot;باندوليروسquot; المغني جوني شابندر، وثلاثة عازفين من جنسياتٍ مختلفة، الإسبانية والبرازيلية والأرجنتينية. وإستمرينا لمدة عامين في إحياء الحفلات والأمسيات في العديد من النوادي والمطاعم.
متى بدأت الفرقة في إصدار أغانٍ خاصةٍ بها؟
بعد أن إستقرّت الفرقة على إسلوبٍ غنائي وموسيقي معيّن، وإنطلق إسمها بين جاليتنا والجاليات الأخرى، فكرنا في إصدار أغنيات ومقطوعاتٍ موسيقية تعكس هويتنا الفنية وتقدمنا لجمهورنا الذي بدأ يتّسع شيئاً فشيئاً. حينها إنضمّ إلى الفرقة شقيقي آشور بصفة عازف غيتار، ولكن، بالنظر لصغر عمره، كان من الصعب أن يرافقنا في كل حفلاتنا. وأطلقنا في العام 1998 أول ألبوم بعنوان quot;حبيبيquot;، ضمّ نحو عشر أغنيات ومقطوعاتٍ موسيقية ما بين العربية والإسبانية، شارك في كتابة كلمات أغانيه الإسبانية عضو الفرقة الأرجنتيني فيديريكو، الذي حاول تلقيننا كيفية لفظ وقراءة الكلمات، لأننا لم نكن نتقن اللغة الإسبانية بصورة جيدة حينها.
آشور إيشو (عازف الصولو غيتار).. كيف كانت بدايتك مع العزف على آلة الغيتار؟
في الواقع لا أتذكّر بالتحديد متى بدأت، لكن عندما فتحت عينيّ على الموسيقى، رأيت نفسي محاطاً بآلات الغيتار وموسيقيين. وفي اليونان إلتقيت بمجموعة من الأصدقاء الذين كانوا يعشقون الغناء والموسيقى، وتعلمت منهم، وكان عمري حينها 14 عاماً. وعندما وصلت إلى شيكاغو بعد مرور عام على ذلك، إزداد حبي لإسلوب فرقة quot;جيبسي كينكزquot; الغنائي، رغم أنني كنت أستمع إلى أغانيها في العراق، غير أن عشقي لأعمالها الغنائية والموسيقية إزداد بشكلٍ عميق، متأثراً بصورة خاصة بعازف الغيتار في الفرقة، وبعدها حاولت تطوير طريقة عزفي على الغيتار الإسباني، رغم أنني كنت أعزف على الغيتار الكهربائي في البداية، وذلك من خلال التمرينات المستمرة على العزف وتقنياته.
بعد أن بلغت 17 عاماً إنضممت إلى فرقة quot;باندوليروسquot;، وشرعنا في إصدار ألبوماتٍ غنائية خاصة بالفرقة، من بينها الألبوم الأول الذي لقي ترحيباً وتشجيعاً واسعاً من لدن مختلف الجاليات، الأمر الذي أدهش أعضاء الفرقة ودفعها للإستمرار في السير على ذات الخطى.
روبرت آنتار (عازف الرذم غيتار).. لا بدّ أن قصتك مع الغيتار ستكون الأطول، لأنك الأكثر طولاً من بين أعضاء الفرقة (قلت مازحاً):
كنت دائماً وأنا صغير أنظر إلى الصورة التي كان يظهر فيها عمي حاملاً غيتاره وهو يغني، وأحلم في أن أكون موسيقياً مثله. ولكي أضع الخطوة الأولى في طريق تحقيق حلمي، قمنا أنا وشقيقي الأكبر مني بتوفير مبلغاً من المال، إستطعت أن أشتري به أول آلة غيتار، وكان عمري آنذاك 12 عاماً.
كنت في بداية مشواري أميل إلى عزف موسيقى الهارد روك، ولكن بعد أن إلتقيت بفرقة quot;باندوليروسquot;، قبل حوالي سبعة أعوام، أحببت إسلوبها الغنائي والموسيقي، ولا زلت.
ماورو فروسيو (عازف البيانو والكيبورد).. حدثنا عن تجربتك مع كبار المغنين، حتى إنضمامك إلى فرقة quot;باندوليروسquot;؟
أنا من أصل أرجنتيني، ولقد حالفني الحظ لأن أرافق أشهر المغنين والعازفين في الأرجنتين وعمري لم يكن قد تجاوز ال 14 عاماً، ومن بين هؤلاء الموسيقيين، عازف الغيتار العالمي quot;لويس ساليناسquot;. وسافرت إلى الولايات المتحدة، حيث بدأت من هناك العزف برفقة كبار المغنين، أمثال مغنية البلوز الأمريكية الشهيرة quot;كوكو تايلورquot;. وحصلت على العديد من الجوائز الموسيقية في مجال العزف على آلة البيانو، من بينها مسابقة quot;جارلي بالميريquot; في نيويورك عام 2001. وعندما إنتقلت إلى شيكاغو في العام 2006، جرت إتصالات بيني وبين فرقة quot;باندوليروسquot;، وتمّ الإتفاق كي أنضمّ إليها بصفة عازف بيانو وكيبورد.
كيف حدث اللقاء بينكم وأعضاء فرقة quot;جيبسي كينكزquot;، الذي إنتهى إلى أن يشارك البعض من أعضائها في الغناء معكم؟
بعد أن أصدرنا أكثر من ثلاثة ألبومات غنائية، ما بين الأعوام 1998 و2003، كانت أقدامنا قد ترسّخت بشكل لا يقبل الشك في مجال هذا النمط الغنائي والموسيقي الذي كنا نقدمه والقريب جداً من نمط quot;جيبسي كينكزquot;، الأمر الذي لفت إنتباه هذه الفرقة العالمية أثناء ترددها على شيكاغو لإحياء الحفلات. وقد توطدت علاقتنا بالبعض من أعضائها الذين كانوا يترددون على النوادي التي كنا نقوم بالعزف فيها، كلما إنتهت الفرقة من إحياء حفلاتها في شيكاغو. وصادف أن إقترح أحد أعضائها لتسجيل بعض أغانينا معاً، مثل أغنية quot;مامبوquot;، وquot;آي بين جيكيتاquot; من ألبومنا quot;بارت أوف آسquot;، وسافرنا إلى فرنسا لوضع المشروع حيّز التنفيذ، وسجلنا برفقة عضو الفرقة باجاي وفرقة لوس رييس.
ما هي مشاريعكم الغنائية والموسيقية المقبلة؟
نستعد الآن لإطلاق ألبوم جديد يتضمن أغانٍ باللغة العربية، والإسبانية، ومقطوعاتٍ موسيقية، وجميع الألحان من تأليف عازف الغيتار آشور. وأما كلمات الأغاني العربية فقد شارك في كتابتها مجموعة من الشعراء العراقيين المعروفين أمثال حازم جابر، وفارس الحنين، وعلي الديواني. ونعمل أيضاً من أجل إصدار ألبوم يتضمن ثمان أغنيات آشورية، تلبية لرغبة العديد من عشاق موسيقانا.
هل زرتم العراق بعد تشكيل فرقة quot;باندوليروسquot; لغرض إحياء الحفلات هناك؟
كلا. ولكن لدينا رغبة جامحة لأن نقوم بزيارة وطننا الجميل ولقاء جمهورنا العزيز هناك. وهنا لا بدّ أن أؤكد على موقف مهم، نلتزم به دائماً أينما كنا، وهو أننا لا يمكن أن نشارك في إحياء الحفلات من دون الإشارة إلى أننا من أصل عراقي.