أعلن الكاتب سلمان رشدي أنه يضع اللمسات الأخيرة على رواية مؤلفة من 250 صفحة، استوحاها من ألف ليلة وليلة، سينشرها قريبًا.


ساره الشمالي من دبي وعبدالإله مجيد من لندن: كشف سلمان رشدي، الكاتب البريطاني من أصل باكستاني، والمهدور دمه بعد كتابه "آيات شيطانية"، كشف أنه يوشك على الانتهاء من رواية قصيرة سينشرها قريبًا، أمضى في كتابتها حتى اليوم عامين وثمانية أشهر و28 يومًا.

تعلم أن يصمت
تقع الرواية، كما أسرّ، في 250 صفحة، استوحاها من ألف ليلة وليلة، وستكون أول رواية يؤلّفها منذ ستة أعوام. وقال رشدي، الحاصل على جائزتي بووكر وبين بينتر، في حديث صحافي إنه يضع لمساته الأخيرة على الكتاب، الذي كان يعمل عليه في منزله في نيويورك. أضاف: "يداهمني خطر إنهاء رواية، وهي ليست طويلة، لا تتجاوز 250 صفحة، كأنني أسلّك حلقي، فقد تعلمت أخيرًا كيف أصمت".&وقبل أسبوع، فاز رشدي بجائزة بين بينتر من المكتبة البريطانية، ملقيًا خطابًا عن خطاب التطرف الإسلامي المليء بالكراهية.

تشاركها مع مازن درويش
وجائزة بين بينتر تمنح سنويًا إلى كاتب بريطاني، أو يعيش في بريطانيا، يدعم حرية التعبير أو يدافع عنها. وفي تقليد خاص بالجائزة، يتشاركها الفائز مع كاتب دولي شجاع. شارك رشدي جائزته مع الكاتب والصحافي السوري مازن درويش، المدافع عن حرية التعبير والمعتقل منذ عامين، داعيًا إلى الإفراج عنه فورًا. وقال في بيان: "حارب مازن درويش بشجاعة عن القيم المدنية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، في واحد من أخطر الأماكن في العالم، واستمرار احتجازه تعسفي وجائر، ينبغي الإفراج عنه فورًا، وينبغي أن يحدونا الأمل بأن تساعد هذه الجائزة على تسليط الضوء على محنته".

الكراهية الدينية

وصف الكاتب سلمان رشدي خطاب الكراهية الديني بأنه "اخطر سلاح جديد في العالم اليوم". وقال رشدي خلال تسلمه جائزة بنتر للشجاعة الأدبية التي يمنحها نادي القلم الدولي "ان الخطاب الديني المليء بالكراهية يستدرج مئات المسلمين البريطانيين الشباب الى تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" والانخراط في صفوف ذباحيه.

يمقت "الاسلاموفوبيا"

وأعلن رشدي انه يمقت كلمة "اسلاموفوبيا" ولكن هناك خوفاً مبرراً من قمع الافغان على يد طالبان وقمع الايرانيين على أيدي آيات الله وقتل العراقيين في بلدهم اليوم.& وقال رشدي "ان ما يُقتل في العراق ليس البشر وحدهم بل ثقافة بأكملها وان الشعور بالاشمئزاز من قوة كهذه ليس تعصباً بل هو الرد الوحيد الممكن على رعب الأحداث". وتابع رشدي قائلا "إذا كانت أفكارك لا تعجبني يجب ان يكون مقبولا مني أن اقول ذلك مثلما يكون مقبولا منك أن تقول ان افكاري لا تعجبك.& فالأفكار لا يمكن ان تُسيَّج لمجرد انها تدعي ان هذا الإله السماوي الوهمي أو ذاك يقف بجانبها".&

شوهوا لغة الدين

وقال رشدي انه كمواطن لا يملك إلا "الحديث عن رعب العالم في هذه العصر من العنف الديني واللغة التي تستحضره وتبرره حتى ان شباباً ، بينهم بريطانيون شباب مدفوعون الى ارتكاب أعمال في منتهى الهمجية، يظنون انهم يخوضون حرباً عادلة".& ولاحظ الكاتب البريطاني ان المتطرفين المسيحيين "شوهوا لغة الدين" في الولايات المتحدة والمتطرفين الهندوس شوهوها في الهند ولكن الأنظار تتركز الآن على العالم الاسلامي حيث تكمن جذور المشكلة في لغة الدم والحرب التي تطلقها الحركة السلفية، على حد تعبيره.& ودان رشدي التطرف الديني بوصفه عدو الحداثة قائلا "ان الحداثة بلغتها في الحرية للمرأة كما للرجل وبإصرارها على الشرعية في الحكم بدلا من الاستبداد وبنزعتها القوية الى العلمانية بعيدا عن الدين" مستهدفة الآن "بلغة التعصب القروسطية المشوهة تدعمها اسلحة حديثة".& وحذر رشدي من ان هذه اللغة التي سُميت لغة جهادية أنيقة تلاقى استجابة وهوى بين بعض الشباب حتى انها "تقنع مئات بل ربما آلاف المسلمين البريطانيين بالانضمام الى برابرة داعش الذباحين".