كشف الكاتب البريطاني ذو الأصل الياباني كازو ايشيغورو ان انجاز روايته الجديدة استغرق منه عشر سنوات لأن زوجته قالت له ان المسودة الأولى "هذر". وقال مؤلف "بقايا اليوم" و"لا تدعني أذهب ابدا" ان روايته الجديدة "العملاق المدفون" بدأت بداية متعثرة بعد ان انتقدت زوجته نصها الأول قائلة "انه لا يصلح". وكان الكاتب يتحدث خلال ندوة عُقدت على هامش مهرجان تشيلتنهام الأدبي في بريطانيا بحضور زوجته لورنا ماكدوغال بين الجمهور، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف في تقرير عن الندوة.
وقال ايشيغورو انه لم يقصد ان يتأخر كل هذا الوقت في كتابة روايته الجديدة عن "الذكريات المفقودة والحب والانتقام والحرب". وتابع قائلا "ما حدث اني كنتُ اكتبها وكنتُ اظن اني احقق تقدما طيباً بكتابة 80 صفحة في السنة. ثم أطَّلعت زوجتي على ما كتبتُه وقالت "ان هذا لا يصلح" ولا يمكنك الاستمرار على هذا المنوال بل عليك ان تبدأ مرة اخرى، من البداية". واضاف ايشيغورو "ان هذا كان حكماً قاسياً ولكن ما العمل؟" وضعتُ النص جانبا ومر بعض الوقت كي استجمع الطاقة الكافية للبدء مرة أخرى من الصفر".
وقال الكاتب الفائز بجائزة مان بوكر ان رأي زوجته "أو اتهامهما"، على حد تعبيره، لم يكن يتعلق بمشاهد معينة بل "استهدف اللغة بأكملها وطريقة الشخصيات كلها في التحادث مع بعضها البعض، وكان علي ان أبدأ من الصفر، وأُعيد بناء الرواية من البداية". واعلن ايشيغورو انه أخيرا أنجز كتابة الرواية ونال رضا عائلته عليها وستصدر في آذار/مارس العام المقبل. واعتبر ايشيغورو الذي رُشحت اعماله لجائزة بوكر اربع مرات، ان السر وراء نجاح عدد من اهم رواياته هو الادراك بأنه في الثلاثينات من العمر ويقترب من ذروة الحياة الابداعية لغالبية الكتاب. وقال ايشيغورو انه يعتقد بأن الروائي يبلغ ذروة العطاء في اواخر الثلاثينات وفي الأربعينات من العمر مشيرا الى ان غالبية الكتاب البريطانيين والاميركيين أنجزوا أشهر اعمالهم خلال هذه الفترة. واكد ايشيغورو أهمية اقتراب الكاتب من الطفولة لأن هذه الرحلة من الطفولة الى سن الرشد "جانب بالغ الأهمية في كتابة الرواية. فأنت مع الابتعاد عنها قد تفقد شيئا ما".

&