&بغداد: مع تسلم وزير الثقافة العراقية الجديد مهام منصبه، بدأ المثقفون يرسمون ملاحظاتهم على عمل الوزارة وتمنياتهم أيضا.

مرة اخرى تعود وزارة الثقافة العراقية لتطفو على سطح النقاشات ما بين المثقفين والادباء والاعلاميين، فيحاول الكثيرون توضيح عمل الوزارة فيما يضع البعض امنياته، مع تساؤلات طالما تتكرر من بينها: ما الذي قدمته مؤسسات وزارة الثقافة للمثقف؟ وهل كانت بمستوى متطلبات المبدع العراقي فيما يقترح البعض يفكر& تشكيل وزارة ظل بعد ان اجمع المثقفون ان وزارة الثقافة فشلت، وهناك من يرى ان في استمرار القطيعة والخلافات بين الوزارة واتحاد الادباء تضر كثيرا بالواقع الثقافي فيما ذهب اللبعض ابعد من ذلك اعتبر الوزارة مجرد مؤسسة لترفيه موظفيها.

&سفرات لموظفيها
&& فقد اكد القاص والروائي شوقي كريم ان وزارة الثقافة هي مجرد سفرات لموظفيها، وقال: وزارة الثقافة ليست وزارة بل هي ورشة محاصصة كل يعمل على هواه وما يرغب ويريد والنتجة معروفة، فما تم في النجف عاصة الثقافة الاسلامية وما تبعها من فضائح وفشل وسرقات وتبعتها بغداد عاصمة الثقافة وما لحق بها حتى الان واختفاء الافلام السينمائية وعدم جودة بعضها برغم مليارات الدنانير التي صرفت، الوزارة تفكر على ان الثقافة سفرات لموظفيها وارباح طائلة
واضاف: ثم هنالك امر مهم جدا وهو هذه المقاطعة والتقاطعات بين وزارة ما يسمى بالثقافة واتحاد الادباء الذي يمتلك شرعية ادارة الوضع الثقافي في العراق كاملا التي تعود لسببين مهمين اولهما انه يستحوذ على المشهد الثقافي والاعلامي كاملا بحكم انتشار الاعضاء بين شرايين هذه المفاصل والامر الاخر هو الشعراء والنقاد وهم عصب المهرجانات ومفاصل افعالها لكن وزارة الثقافة تريد الاخذ بكافة المبادرات وقيادتها وتحويل الاتحاد الىمجرد متعهد حفلات ويا اسفي ان بعضا من قيادة الاتحاد يسعون لمصالحهم الخاصة لربط الاتحاد بالوزارة ومسح هويته الحقيقية.
&وتابع:على الادباء ان يآزروا الاتحاد وعلى الوزارة ان تفهم انها لايمكن ان تنتج حقلا معرفيا واحدا دون وجود الاتحاد سواء رضي المسؤول او لم يرض،الاتحاد باق والمدراء وسواهم ممن يناصبون الاتحاد العداء ماضون الى حال سبيلهم وعليهم ان يعرفوا انما وجودهم هو بسبب وجود المنتج الثقافي، نعم لا وزارة دون فن وادب وامل بصناعة حياة نتوسم بالوزير الجديد ان يوقف هذا الفهم الخاطيء لمهمة الاتحاد.

&عدم وجود رؤية واضحة
اما الشاعرة رسمية محيبس زاير فقد اكدت على تشتت الشخصية العراقية المثقفة وعدم وجود رؤية واضحة، وقالت: رغم كل ما يثار الآن حول وزارة الثقافة وشدة الخلافات بينها وبين باقي المؤسسات التابعة لها لا يمكن الغائها تماما رغم ما يطفو على السطح من فضائح وتشهير وحملات نقد قد تكون صحيحة وتنسب اليها سواء بوزيرها الجديد الذي لم يعمل بعد ما يدل على تسنمه منصب مهم كوزير ثقافة إذ لم تتاح له الفرصة الكافية بعد لإصلاح الخراب الذي تعرضت له الثقافة العراقية بمؤسساتها وشخصياتها خاصة وما زالت المؤسسات التابعة للوزارة تحتفظ بكوادرها وموظفيها ولم تتغير سوى الواجهة الإعلامية متمثلة بشخص الوزير والتغيير يجب أن يكون من داخل المؤسسة ومجي ء كادر متخصص ياخذ على عاتقة مهمة التغيير والإصلاح باعتماد صيغ جديدة وعدم التكالب على المكاسب الشخصية والمتع الآنية من قبل القائمين على ادارة هذه المؤسسات والعمل على الإرتقاء بالثقافة بكافة انواعها لتجاوز هذه الأزمة التي هي نتاج لما يمر به البلد من حرب ابادة والعمل على هدم مؤسسات الدولة وعرقلة العملية السياسية.
واضافت: إلغاء وزارة الثقافة في هذا الظرف هو القضاء على الواجهة الإعلامية وإشاعة الفوضى والخراب مع اننا لم نشهد مجيء وزير ثقافة مخلص وحريص بعد 2003 سوى شخصية الأستاذ مفيد الجزائري الذي لا أعرف سببا لإبعاده عن هذا المنصب الحيوي سوى المحاصصة الطائفية، بلد بلا وزير دفاع مع إن جيشه يخوض حربا شرسة هو أشبه بنكتة وبلا وزير ثقافة في وضع يشهد خراب ثقافي هو نكتة اخرى أيضا إن الحروب تنتج اعمالا ادبية عظيمة فالحرب والسلام لتولستوي انتجتها مخيلة تأثرت بالحرب فتجسدت المعاناة بعمل ادبي عظيم وكذلك الجورنيكا التي جسد فيها دافنشي فضاعة الحرب ضد أسبانيا فالألم العظيم ينتج ادبا عظيما الا عندنا نحن لعدم وجود رؤية واضحة وتشتت الشخصية العراقية المثقفة في المنافي او تعرضها لظروف حرجة في الوطن هو ما يحول دون بروز شريحة ثقافية واضحة تعمل على أعادة الوجه المشرق لبلد الحضارات الإنسانية

وزارة فاشلة&
&& من جانبه اوضح الكاتب خالد جمعة ان الوزارة فاشلة اصلا، وقال: هنالك من يتساءل: وزارة الثقافة هل فشلت؟ انا ارى هذا السؤال غير معقول لانه يفترض انها كانت ناجحة، السؤال المعقول هو: أما زالت وزارة الثقافة فاشلة؟ الفشل في وزارة الثقافة العراقية متوارث.. الازمة اعتقد بالجينات.&
&واضاف: لو توقفت وزارة الثقافة عن اقامة المهرجات وسخرت الاموال التي هدرت فيها لبناء مكتبة في كل مدينة من مدن العراق وتفعل الانشطة فيها، لو اهتمت بكتب الصغار وجعلتها ملونة ومجسمة ومغرية كما الحلوى، لو فكرت باعادة احياء اقسام الموسيقى في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية، لو، لو،لو.. لو حدث جزء من هذا لكان هناك اثر حقيقي لوزارة الثقافة في حياة الناس..
&وتابع: المشكلة بفهم وظيفة وزارة الثقافة، الكل يعتقدها وزارة معنية بشؤون الشعراء والروائيين والفنانين فقط، بينما الحقيقة ان وظيفة وزارة الثقافة يجب ان تشبه وظيفة وزارة الصحة التي لم تكن في يوم ما مسخرة لخدمة الاطباء والعاملين في المجال الصحي فقط، انما مسخرة للناس بمختلف اعمارهم وفي كل مكان من البلد!..

المناسبون والامكنة المناسبة
&&& اما الشاعر مروان عادل حمزة،عضو الهيئة الادارية لاتحاد الادباء، فقد تمنى ان ينصلح حال العلاقة بين الوزارة والاتحاد، فقال: الوزارة كانت لاتعمل وفق ستراتيجية واحدة يتفق رجالاتها عليها.. وانما كانت تبدو وكان فيها مراكز قوى ومنطلقات مختلفة،تتباين مواقفها مع اتحاد اﻷدباء حسب متبنياتها.... فهناك مثلا من لا يدخر وسعا او جهدا في ان يبدي حسن نواياه تجاهنا - واعني هنا اتحاد اﻷدباء-فيقدم ما يكون ضمن صلاحياته من دعم لنا ومن مواقف يحترمها الوسط الثقافي كأفراد وكمؤسسات، وهناك في زاوية اخرى من زوايا الوزارة رؤى اخرى لم تجد ان هناك التزاما منها تجاهنا لذلك كانت تتردد كثيرا وتتملل كثيرا في ان تشاركنا معها العمل على طريق بناء ثقافة هذا البلد الذي اكلتها التجاذبات.
واضاف: اعتقد ان لوزارة الثقافة قرارا ثابتا متخذا للعمل بعيدا عن آليات ورجالات الثقافة العراقية الذين يشكلون سوادها اﻷعظم اما الوزارة في عهد الوزير الجديد فذلك ما ستظهره أﻷيام..، الوزير،وفي مبادرة جميلة منه، بادر الى ان يجعل من وفد اتحاد اﻷدباء اول من يلتقيه ومباشرة بعد تسنمه مهام الوزارة... وهي التفاتة تبعث برسائل ممتازة الى الوسط الثقافي.. هذا علاوة على انه من الوسط الثقافي واﻷعلامي وما هو ببعيد عن هموم الثقافة والاعلام.. نتمنى لهذا البلد ان يتسنم كل فيه المناسبون للأمكنة المناسبة.. وشخصيا خرجت من مكتب الوزير وانا اكثر املا في ان نجد مع الوزارة السبل التي نخدم بها معا هذا البلد وثقافته.

بانتظار& صحوة ثقافية
&&&& من جهته اكد الموسيقار سامي نسيم ان واقع الحال مؤلم، وقال: الذي يحدث الآن مختلف عن وسار بطريق آخر فلم يؤشر لمنجز مهم ورصين للمؤسسات الثقافية يشار له بالبنان سواء مابعد التغيير في 2003 و حتى بغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 سوى نشاطات فردية تحسب لمثابرة فنانين ونحن منهم وظلت عارية ومكشوفة الظهر دون دعم أو ترسيخ لها لكونها فنون تحاكي التراث و الفن العراقي المنحاز لقيمة العراق الحضارية والأنسانية ولا لشيء آخر..وعلى هذا الأساس بقي الكثير من الفنانين بعزلة منافيهم وأعتزل آخرين و يعاني آخرين من قلة الأهتمام بمنجزهم ومثال ذلك فرقة بغداد الوطنية للعود التي تقدم بأبهى مسارح العالم في باريس والقاهرة والمغرب والكويت ولكن لايوجد مكان لها في بغداد تؤدي التمارين فية ودار العود مغلق منذ التغيير في 2003 فتسرب أعضاء منها الى الشتات بأرض الله الواسعة.
&واضاف: واقع الحال الثقافي محزن ومؤلم ومن ذلك الخطل تراجع بناء دار الأوبرا العراقية وخواء مسرح الرشيد دون تعميره و غياب دور السينما و ضعف قاعات الفنون التشكيلية..فما زالت بنايات الزمن السابق وأكثرها بلا أدامة هي التي تعمل بشكل و آخر وننتظر جميعا صحوة ثقافية حقيقية يقودها المثقف و السياسي المثقف لترسيخ ماهو نافع وقيم أسوة بدول عربية ولا نقول أوربية لكي لانقع بالمبالغة..نحتاج لمهرجان عالمي موسيقي أفضل من مهرجان بابل الدولي سابقا حيث لاوجود لمهرجانات دولية..غيرذلك..

&الفشل هو السمة الوحيدة
&&&&&&&& الى ذلك اشار المخرج والصحافي علي السومري الى ان الفشل هو السمة الوحيدة للوزارة،فقال: بالنسبة لي كمراقب أو حتى كأحد الصحفيين الذين راقبوا المشهد عن قرب في وزارة الثقافة منذ سقوط الديكتاتورية قبل أكثر من عقد، أقول لم تكن وزارة الثقافة يوماً سوى وزارة عاجزة عن تقديم أي جديد للمشهد الثقافي، الوزارة فشلت بتحريك الساكن في ثقافتنا العراقية، فشلت في المواجهة والاجابة عن الأسئلة الكبرى التي خلفها زلزال التغيير الكبير بعيد سقوط الفاشيست، بل أنها كانت تنغمس يوماً بعد يوم في محاصصة مقيتة، وأثرت سلباُ في الجيد من ثقافتنا، وتمكنت بفضل أشباه المثقفين في دوائرها من تحشيد غير الفاعلين في الثقافة لانتاج فعاليات بلا محتوى، وها نحن بعد عقد من الزمان ننظر ونركز بما قدمته الوزارة للثقافة فلا نجد أثراً لذلك.
&& واضاف:& لا أتجنى لو قلت بأنها ساهمت بخلق كانتونات ثقافية ركيزتها الأساسية هي (التبويق) لمنجزات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع، حتى تحولت جميع فعالياتها إلى شكل بلا مضمون، وتحولت المهرجانات التي تقيمها إلى احتفاءات بمدراء المؤسسات فيها وطرد المبدعين منها، هل عليّ أن أعدد كم الفعاليات الفاشلة؟ لا أريد أن أطلق لأن الاطلاق حماقة كما قال أحدهم يوماً.
&وتابع: الفشل هو السمة الوحيدة التي يجب ان نصف بها وزارة الثقافة، فشل وزارة كان بامكانها أن تعيد نبض الحياة لثقافة جيرها الدكتاتور طوال عقود لنظامه الفاشي، فشل وزارة تحولت إلى مصدر للثراء لمسؤوليها على حساب الثقافة العراقية وعلينا أن نحاسبهم جميعاً، جميع من ساهم بهذا الخراب.
&
&