افتتح مهرجان أبو ظبي السينمائي دورته لهذا العام بالفيلم الإماراتي "من ألف إلى ياء"، ليعرض 196 فيلمًا من 61 دولة، بينها 9 عروض عالمية أولى، بحضور حشد كبير من نجوم العالم.


ساره الشمالي من دبي: شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، مساء الخميس في قصر الإمارات في أبوظبي حفل افتتاح فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة، التي تقدم 196 فيلمًا من 61 دولة، بينها 9 عروض عالمية أولى.

حشد من النجوم
كانت الخطوة الأولى لنجوم الفن على السجادة الحمراء بمثابة إعلان عن بدء الاحتفال بالمهرجان، الذي افتتح بالفيلم الإماراتي "من ألف إلى باء"، من إخراج علي مصطفى.
حضر الافتتاح حشد من النجوم، منهم الممثلة والمخرجة البريطانية كارمن تشابلن، ابنة الممثل الكوميدي تشارلي شابلن، والممثل الباكستاني شان، ورؤساء لجنة المسابقات الثلاثة الرسمية عرفان خان وكاثرين دوسارت وكريستينا فوروس، ومن مصر حسن يوسف، وسمير صبري ونبيلة عبيد وبوسي وخالد أبو النجا.

من سوريا، حضرت سلافة معمار وقصي خولي، ومن لبنان وليد توفيق، ومن تونس لطيفة، ومن العراق محمد الدراجي وبدر بن حرسي، ومن الخليج عبد الحسين عبد الرضا ومحمد المنصور وداود حسين، ومن الإمارات هدى الخطيب ونجوم الغانم وعلي مصطفى ونواف الجناحي.


الصفوة
تستمر الدورة حتى الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وتعرض سبعة أفلام عربية للمرة الأولى على المستوى العالمي، إلى جانب عدد من العناوين العالمية ضمن مختلف فئات ومسابقات المهرجان من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة.

يضم المهرجان هذا العام برنامجًا خاصًا بعنوان "السينما العربية في المهجر"، إضافة إلى مسابقة "أفلام الإمارات"، التي تعرض بشكل حصري إنتاج مخرجين خليجيين، كما يتيح للأفلام العربية الفرصة للتنافس مع أبرز الأفلام العالمية.

وقال علي الجابري، مدير المهرجان، إن المهرجان استطاع خلال سنوات قليلة أن يصبح جزءًا من فعاليات أبوظبي، "فالمهرجان يثبت مرة أخرى أنه الصفوة التي تنطلق منها أهم الأفلام الدولية، ومستقبل المهرجان سيبقى هاجسًا، ولا مكان عندنا للتراجع والجمود، ولهذا نتطلع دائمًا إلى القادم". وكرّم الجابري المخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب، والمنتج الأميركي إدوارد بريسمان، بمنحهما جائزة الإنجاز المهني.

المسابقة الرسمية
تقدم في إطار المسابقة الرسمية 12 فيلمًا، بينها خمسة أعمال عربية جديدة من مصر والمغرب وموريتانيا ولبنان والعراق. فمن مصر يشارك فيلم إبراهيم البطوط "القط" حول رجل عصابات مصري، ومن المغرب يعرض فيلم "حمى" لهشام عيوش، والذي تدور أحداثه في فرنسا، وتتناول عائلة من أصول مغربية. ومن لبنان يقدم غسان سلهب في "الوادي" عملًا سبق حصوله على جائزة في مهرجان تورنتو الأخير، ومن العراق يقدم شوكت أمين كوركي فيلم "ذاكرة منقوشة على حجر".

ويتضمن المهرجان فيلم الموريتاني عبد الرحمن سيساكو "تمبكتو"، فضلًا عن أفلام أخرى من إيران واليابان والصين والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها. ومن بين الأعمال المشاركة في المسابقة، فيلم أميركي بعنوان "99 هومز"، وهو من إنتاج إماراتي أخرجه الإيراني رامين بحراني حول مشكلة العجز عن سداد الديون لعدد من العائلات الأميركية التي استدانت لشراء منازلها.

يلاحظ أن معظم الأفلام الأجنبية المشاركة في المسابقة سبق وحظيت بجوائز في مهرجانات عالمية، مثل "ليفياتان " الروسي، أو "فحم أسود، ثلج رقيق" الصيني و"فرصة ثانية" الدنماركي للمخرجة سوزان بير.

عروض أولى
في مسابقة "آفاق جديدة"، تقدم عروض أولى لأربعة أفلام روائية عربية، هي "ذيب" للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، وفيلم الجزائري إلياس سالم "الوهراني"، وفيلم "صمت الراعي" للعراقي رعد مشتت، والفيلم الإماراتي الذي يفتتح المهرجان.

وسبق لجميع هذه الأفلام العربية المشاركة في المسابقة الحصول على مساعدة من "سند" التي يمنحها مهرجان أبوظبي. الفيلم الوثائقي الذي بات يحتل مكانة مهمة في المشهد السينمائي العربي، نظرًا إلى الموضوعات التي يطرحها والقضايا التي يعالجها، تضم مسابقته هذا العام 17 فيلمًا، بينها سبعة أعمال عربية من الإمارات ومصر وسوريا والعراق والمغرب.

يعتبر فيلم المصرية نادين صليب "أم غايب" من الأفلام الوثائقية المنتظرة، وكذلك فيلم "صوت البحر" للإماراتية نجوم الغانم حول أغاني الصيادين وحياتهم في إحدى مناطق الإمارات.

ثلاثي الأبعاد
أما الفيلم السوري "العودة إلى حمص" فقد حصل على جائزة في مهرجان ساندانس السينمائي. في هذه المسابقة يقدم المخرج والمنتج العراقي سمير المقيم في سويسرا عمله "الأوديسة العراقية"، وهو ثلاثي الأبعاد، يروي سيرة عائلة المخرج عبر نصف قرن من الهجرات المتعاقبة. من ناحيتها، وثقت ياسمين فضة لحياة مجموعة من النساء السوريات اللاجئات إلى الأردن في "ملكات سورية".

ويترأس الهندي عرفان خان لجنة تحكيم الروائي الطويل، ويشارك في عضويتها الممثل الفلسطيني علي سليمان، والكاتب الجزائري واسيني الأعرج، والمخرجة الأسترالية كيت شورتلاند. وتترأس المنتجة الفرنسية كريستين ديسار لجنة تحكيم آفاق، والمخرجة الأميركية كريستينا فوروس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية.

حوارات
"حوارات في السينما" هي مجموعة من الحوارات والمحاضرات التخصصية وورش العمل المجانية، تغطي قضايا آنية تتعلق بصناعة السينما العربية والعالمية، وذلك ضمن فاعليات المهرجان ليوم الجمعة. أولها حوار مع المخرج رشيد بوشارب، لاكتشاف الحياة الشخصية والمسيرة المهنية المتميزة لهذا المخرج، الذي يحمل في جعبته ثلاثة ترشيحات للأوسكار عن أفلامه "غبار الحياة" (1995)، "أيام المجد" (2006)، و"الخارجون عن القانون" (2010). وهو معروف بأفلامه التي تتناول موضوعات الهجرة والعلاقة بين العالم العربي والغرب، وتثير أعماله جدلًا واسعًا.

من الحوارات أيضًا "من ألف إلى باء" نموذجًا – كيفية صناعة فيلم إماراتي روائي من الألف إلى الياء، في دراسة حالة لفيلم المخرج الإماراتي علي مصطفى، وإضاءة على عملية صناعة فيلم محلي، بدءًا من مرحلة التطوير ووصولًا إلى مرحلة ما بعد الإنتاج.
&