يكرم رسام الكاريكاتير اللبناني محمود كحيل بإطلاق كتاب "هكذا رسم كحيل" يتناول تجربته، وجائزة باسمه، بعد 13 عامًا من وفاته.


بيروت: بعد 13 سنة على وفاة رسام الكاريكاتير اللبناني محمود كحيل، دعت "مؤسسة محمود كحيل" وبشر العظم ومعتز ورادا الصواف إلى حفل إطلاق كتاب "هكذا رسم كحيل" يتناول تجربة الرسام، مساء الخميس 30 تشرين الأوّل (أكتوبر)، والذي يطلق فيه جائزة محمود كحيل.

حياته

ومحمود كحيل (1936 – 2003)، أحد ابرز رسامي الكاريكاتير العرب. عمل في البداية مخرجًا ومصممًا للإعلان، ثم انتقل للعمل كرسام كاريكاتير في الصحافة اللبنانية، فعمل في العديد من الصحف بينها "الحسناء" و"الأسبوع العربي".

دفعته الحرب الأهلية اللبنانية للانتقال إلى إنكلترا، فعمل في صحف "عرب نيوز" و"المجلة" و"الشرق الأوسط" التي شكلت المرحلة الأبرز في إبداعه. وبقي كحيل في لندن حتى وفاته إثر عملية جراحية في القلب.

في لندن، شهد كحيل أثر وقع رسومه وحس الفكاهة على العديد من الشخصيات السياسية والثقافية. وعند اجتياح إسرائيل للبنان في العام 1982، عرض عددًا من رسومه التي تناولت الحدث، فحققت نجاحًا كبيرًا.

صور وخواطر

يجمع رسم الكاريكاتير عند كحيل بين الصور المرئية والخواطر الذهنية. فبعد مرحلة التأمل، يخط الرسام رسومه بقلم رصاص أولًا. وفي المرحلة الثاني، وبعد اكتمال الفكرة الاساسية، تبرز الخطوط ويتم تنسيق الرسم ككل ليؤلف الرسم الكاريكاتيري النهائي في غالبية رسوم الكاريكاتير الملونة، يلوّن الرسم بكامله، واحيانًا تترك الخلفية بيضاء.

ولجأ كحيل مرارًا إلى تقنية الكولاج، التي خولته استعمال الوجه الذي يحتاجه لشخصية سياسية معينة. فهو يستعمل الصورة المنسوخة التي يريد كطراز، فيقوم بلصقها وتعديلها ويعيد تركيبها لتتسق مع رؤيته.

سلاحه

شكل الكاريكاتير سلاح كحيل، حارب به القمع و الفساد. فالرسم لديه وسيلة ليجهر بها بالحقائق، وليكشف به عن الممارسات الإجرامية، وليطرح المسائل الحيوية الضرورية للشعوب العربية في النصف الثاني من القرن العشرين.

ساند كحيل الشعب الفلسطيني وقضيته، فصوّر مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بقوة. وكانت رسومه هادفة ومعدة بذكاء. كان الرسم الكاريكاتيري يعالج الموضوع، مهما اختلفت طبيعته، مؤلمًا كان أم مضحكًا بحذاقة وخيال، ما يحث على التفكير ودراسة اعماله.

الارث الذي تركه كحيل كرسام كاريكاتير نجده في تكيّف عمله بسلاسة مع حقائق العالم العربي، وطرحه للمسائل الحيوية للشعوب العربية حتى يومنا هذا.