افتتح الشاعر سلطان العميمي والكاتبة السينمائية أمل الدويلة البرنامج الثقافي& لمعرض "العين تقرأ 2014" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويستمر حتى 2 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

أبوظبي: شهد البرنامج الثقافي لمعرض "العين تقرأ 2014" الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، إقامة ندوتين حواريتين الأولى مع الكاتبة السينمائية أمل الدويلة، مؤسس مجموعة لمار للثقافة وأدارتها الإعلامية إيمان محمد، والثانية مع الشاعر والروائي سلطان العميمي منصب مدير أكاديمية الشعر في أبوظبي وعضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون التلفزيونية.

تحدثت الدويلة عن تجربتها العملية المتنوعة في عالم الصحافة والكتابة السينمائية وإقامة الأنشطة الثقافية من خلال مجموعة لمار الثقافية، وقالت "كانت فترة الدراسة الجامعية مهمة جدا في تكوين قراري فقد كان أهلى يريدونني أن أدرس إدارة الأعمال التي لم أكن أحبها وبالصدفة وجدت إعلانا للانضمام إلى قسم الإعلام في جامعة الإمارات فتقدمت إليه وتم قبولي، وهكذا غيرت تخصصي لما أحب، وتمكنت من العمل في عدة مؤسسات صحفية مابين صحف يومية ومجلات أسبوعية ثم غيرت المسار إلى مجال العلاقات الإعلامية".

الدويلة من الصحافة للسينما

وعن توجه الدويلة إلى الكتابة السينمائية قالت إنها تأثرت بمقال للكاتبة عائشة سلطان عن تجربة المؤلف محمد حسن أحمد ومجموعة فراديس السينمائية التي أسسها، فبحثت عنه وأجريت معه مقابلة، ثم استفدت من نصائحه لأكتب سيناريو فيلم قصير بعنوان "نفاف" الذي أخرجه محمد الحمادي، وقالت "الحياة مليئة بالأفكار التي يمكن الكتابة عنها وتحويلها إلى قصص سينمائية. عندما تنضج الفكرة تكون المراحل التالية للتنفيذ سهلة، كما أن السينما انعكاس للواقع وهي تعبر بطريقة أو بأخرى عن حياتنا".

وحول تأسيسها مجموعة لمار الثقافية أوضحت الدويلة أنها بدأت كتجمع طلابي في جامعة الإمارات كانت تعرف بمجموعة الأمل الإعلامية، وكانت المجموعة معنية بتنظيم الأنشطة في الجامعة، وبعد تخرجها من الجامعة توسعت في المجموعة لتشمل في عضويتها مجموعة من الكتاب والموسيقيين والرساميين الإماراتيين، وأطلقت عليها أسم مجموعة "لمار" للثقافة وقالت "نظمت المجموعة عدد من الأنشطة التوعوية والفنية بالتعاون مع جهات رسمية مختلفة في مدينة العين، وكانت التجارب موفقة، شجعتني على المضي قدما بشكل مختلف، فنظمنا ورشة كتابة الفيلم القصير عام 2009 وحضرها 55 شخصا، وكان العدد مفاجأ ومشجعا في نفس الوقت، وشعرت أن هناك حاجة للتركيز أكثر على مهارات الكتابة الإبداعية، فنظمنا ورشات لكتابة السيناريو وأخرى للكتب المصورة، كما أننا عرضنا أفلام سينمائية في المدارس والجامعات".

وأكدت الدويلة أن مشروع "الحافلة الثقافية" فهو قائم على فكرة إقامة النشاطات الثقافية في الأماكن العامة مثل الحدائق العامة والجامعات والمستشفيات وغيرها، فنقيم معرض تشكيلي داخل حافلة مفرغة من الكراسي أو نعرض داخلها فيلم سينمائي، أو قراءة جماعية لكتاب أو حفل توقيع كتاب، وتتنقل الحافلة بالحدث من مكان إلى آخر. تم دعم المشروع من قبل مؤسسة الإمارات للنفع ومن ثم توقف، لكنه مشروع قابل للتحديث.

وكشفت الدويلة أن المجموعة غير مشهرة بشكل رسمي، ولكن يتم التواصل معها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي والاتصال الشخصي بها، وأن التعاون يمكن تحقيقه مع المؤسسات الثقافية وأيضا بالتفاهم مع البنوك ورجال الأعمال. وكثيرا ما نظمنا ورشا غير مكلفة بعد قبول المدربين تدريب المهتمين برسوم رمزية أو بدون رسوم.

وتحلم الدويلة بتجديد نشاط المجموعة بعد انتقالها للعمل في العاصمة حيث تحلم أن تنظم المزيد من الورشات الكتابية وقد تنظمها في إحدى الدول الخليجية في العام القادم.

العميمي وعالم الشعر والرواية

وفي ندوته أكد الروائي والشاعر سلطان العميمي أن علاقته بعالم الكتابة بدأت بعد تخرجه من جامعة الإمارات، حيث كانت لديه ميول قديمة للكتابة والإعلام، وظل الطموح يلازمه حتى وجد فرصة لاكتساب خبرة عملية في جريدة الخليج وامتدت إلى خمس سنوات، مارس خلالها كل أشكال الكتابة الصحفية، ومن هذه الخبرة بدأ مشروعه في التأليف. وقال "في هذه الفترة بدأت أبحث عن معلومات عن الشاعر سالم الجمري، واستغرقني البحث سنتين، ولم أكن قد فكرت في نشر المادة في كتاب، بل كنت أحاول سد فضول عن الشاعر الذي لم تكن تتوفر عنه معلومات مكتوبة لا عن شعره ولا سيرته، ولما أنجزت البحث سلمته للمسؤول عن الصفحة الثقافية في الجريدة والذي نصحني بنشره في كتاب بعد التوسع بالمادة، وهذا ماكان".

وجد العميمي نفسه في عالم البحث في الشعر الشعبي ثم تطور إلى الحكايات الشعبية واللهجات، وهو أمر فتح له الباب للقراءة في مختلف التخصصات، ويقول "سالم الجمري جعلني أقرأ في اللهجات والتاريخ والجغرافيا والسياسة وسافرت إلى الكويت لأرى المنطقة التي عمل بها الجمري وقابلت أشخاص عاصروه هناك... وكلما قرأت أكثر كلما وجدت أني أجهل الكثير".

ومن تجربة تأليف هذا الكتاب قال العميمي أنه تعلم دروس عديدة أهمها التروي في الكتابة، وقال "على الكاتب أن لا يتوهم انه عالم في مجاله مهما تحصل من المعرفة، عليه الحذر من الغرور بما يعرف ويترك مجالا للشك فيما يعرف".

أما القصة القصيرة فقد اكتفى بنشر 3 قصص قصيرة فقط من مجموع 60 قصة كتبها على مدار 8 سنوات، حيث استفاد من نصائح بعض الزملاء الكتاب، وبدأ يقرأ الأدب الروسي والأجنبي عموما، وتوقف عن الكتابة سنتين ثم عاد لما كتبه وتبرأ منه، وقال "أعدت كتابة أكثر القصص واختصرت بعضها وتخليت عن الباقي، وتعلمت أن الكاتب في بداياته لا يعرف ما يكفي ويرى أي شيء يكتبه جميلا في حين لا يكون ناضجا".

وفي 2005 كتب العميمي ما يعتقد أنه رواية في غضون شهر كما يقول "وبعد ما عرضتها على بعض الأصدقاء وأنا فرح بها قال أحدهم لا أنصحك بنشرها، وآخر قال لي ابقى في عالم الشعر الشعبي، فأصبت بالإحباط وأقفلت على الرواية الأدراج ونسيتها، وأخذت أقرأ أكثر في الرواية ومختلف العلوم حتى كتبت نصا آخر وارسلته لأصدقاء آخرين، وفي انتظار ردهم أخرجت الرواية القديمة وخجلت منها لأنها لم تكن رواية". وختم العميمي بقوله "كان لدى استسهال واستعجال في الكتابة، ولم أعد كذلك".

يذكر أن المعرض بدأ في 27 تشرين الأول (اكتوبر) الحالي ويستمر إلى 2 تشرين الثاني (نوفمبر) في مركز العين للمؤتمرات في الخبيصي، ويشارك فيه 68 عارضا محليا يقدمون أكثر من 55 ألف عنوان من الكتب والمراجع العلمية والأدبية باللغتين العربية والإنجليزية، صمم للاحتفاء بالثقافة المحلية والكاتب الإماراتي، مع السعي إلى دعم& القراءة والمطالعة حتى تصبحا فعلا يوميا في حياة الناس، إذ يلقي المعرض الضوء على تجربة مجموعة من الكتاب الإماراتيين، ويناقش عددا من القضايا التي تتعلق بالمشهد الثقافي المحلي من خلال سلسلة من الندوات الحوارية والمحاضرات والأمسيات الشعرية وتواقيع الكتب التي تقام في الفترة المسائية.