صدر عن دار جداول في بيروت كتاب "أُنسي الحاج.. من قصيدة النثر إلى شقائق النثر" لعبد القادر الجنابي. ويتضمن الكتاب دراستين مع مختارات من أشعار أنسي الحاج (أربعون قصيدة)، ومختارات من "خواتم" (150 شقيقة). وتتناول الدراسة الأولى أنسي الحاج من خلال قصيدة النثر، أما الثانية، "الشوط الثاني من التجربة"، فتتناول بشكل مصطلحي ومعرفي النمط الكتابي المتشظي الذي اتخذه أنسي الحاج خلال العشرين السنة الأخيرة من حياته. كما ضم الكتاب ملحقا تناول فيه الجنابي حضور الليل في شعر أنسي الحاج. ويوضح الجنابي في دراسته: "إن الرسالة التحرّرية لشعر أنسي الحاج الخالي من أيِّ تلميح أيديولوجي، تكمن، من جهة، في أنه وضع توجّهًا شعريًّا كلاسيكيَّ المنحى كان سائدًا، على الرفِّ؛ مرّةً وإلى الأبد. ومن الجهة الأخرى، في قدرته على زجّ اللغة الشعرية في معمعان التجريب الطليعي بنقل القصيدة من نطاق الدمدمة في الأذن إلى صور تسمعها العين؛ من قاموس الكلمات المزوّقة وذات الوقع الرومانسي المستهلك، إلى معجم الكلمات الحيويّة الصادمة؛ الخشنة لكنّها معبرة بدقّة عن ثيمة الموضوع بحيث تضفي للقصيدة وهجها الجنسي، ذلك أنّ «الشّعر يعيش في لغته... الشّعر ليس في تقنياته التي أُلصِقَت به لتمييزه عن النثر مثلًا. وإنما هو في وظيفة ممارسته الإيمانية بوجودِ «عالم خفيّ» نحسّه لكن لا نراه. وهنا يكمن البعد الروحي للشعر». فاللغة في أشعار أنسي الحاج، تسيل وكأنها كلام وليست كتابة... كلام خال من كل الصور المجازية المفتعلة، لا يعيقه أيّ سد جماليّ، أخلاقي أو مذهبي. يتدفّق، يتقطّع وكأنه بورتريهات الفكر وهو يتقطّر".
&