هأنذا أقودُ عَربتي
& صوبَ البوابةِ الشرقيةِ
&&&&&&&&&&&& في الأعَالي
شَاخِصاً
& فيما وراءَ الجِدارِ الشمالي
&&&& إلى مقبرةٍ تلوحُ هنالك

هاهي أشجارُ الحَوْرِ البيضاء
& تُرسِلُ حفيفَها في الأفقِ
والصَنَوْبَر والسَرْو
& يُعَانِقانَ رحابةَ الطريقِ


هنالك في الغَورِ السَحيقِ
أضجعَ رجالٌ
ماتوا في غَابِرِ الأزمانِ
& تُحاصرهم ليالٍ
&&&&&&&& سَوادُها لا سَوادَ يُضَاهِيه

هنالك في الغَورِ السَحيقِ
& تحتَ النوافيرِ الصفراء
رقدَ رجالٌ
لم تمسسهم أناملُ اليقظةِ
& منذ آلافِ الأعوام

وهاهنا النورُ والظلمةُ
يُزيحُ بعضهما بعضاً
& في انسلاخاتٍ لا حدَّ لها
فتتلاشى السنواتُ
&&&&&&& كأنداءِ الصُّبحِ

هاهنا ما انفكَّ الإنسانُ
زائراً عابِراً
& ليس لحياتِه نصيبٌ
&&&&& مِن صرامةِ المَعدَنِ والصَّخرِ

هاهنا كُلُّ مَن نَدبوا مَوتاهم
& في غَدِهم صاروا يُندبون
القديسون والفلاسفةُ
في نفسِ الأُحبولةِ يتململون
& يفتشون في الخبزِ والعقاقيرِ
&&&&&&&&&&&& عن الخلود

ألم يَكُ مِن الأفضلِ
& أن نجعلَ السُّلافةَ من الخمرِ
&&&&&&&&& شرابَاً لنا
ألم يَكُ مِن الأفضلِ
& أن نجعلَ الأملسَ مِن الديابيجِ
&&&&&&& كسوةً لنا

*القصيدةُ واحدةٌ من "تسع عشرة شذرة من الشعر الصيني القديم" لشعراءٍ مجهولين: يعكسنَ -ببساطةٍ- الكثيرَ من الملامحِ الجمالية للشعر الصيني، ويَعُدنَ -ربما- إلى القرن الأوَّل قبل الميلاد!.. والترجمةُ -كعادتي الشمطاء- بها مِن فُحشِ التصرُّفِ ما يجعلها أقربَ إلى إعادة الكتابة!