فاز الكاتب الأرجنتيني غيلييرمو ماريتنيز، يوم الجمعة الماضي، بجائزة أمريكا اللاتينية للقصة "غابرييل غارسيّا ماركيز"، في نسختها الأولى للعام الحالي 2014.&
نالت المجموعة القصصية "سعادة مثيرة للإشمئزاز"، الصادرة عن دار "بلانيتا" للنشر، للكاتب الأرجنتيني غيلييرمو مارتينيز، جائزة أمريكا اللاتينية للقصة "غابرييل غارسيّا ماركيز"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإسبانية (إيفي) . هذه الجائزة التي تقوم بتنظيمها وزارة الثقافة الكولومبية، والمكتبة الوطنية، بالتعاون مع معهد سيرفانتس الإسباني، أنشئت بعد وفاة مؤلف "الحب في زمن الكوليرا" بوقتٍ قصير، في 17 نيسان/ أبريل الماضي.
ووقع الإختيار على كتاب الأديب الأرجنتيني المولود في (باهيّا بلانكا، 1962)، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الرياضيات، لكن كرّس نفسه للأدب، من بين أكثر من 123 كتاباً، من إسبانيا وأمريكا اللاتينية. وحسب لجنة التحكيم أن المجموعة القصصية الفائزة تضمُّ 11 قصة "تناول الكاتب فيها الخيوط الواهية التي تفصل بين الجنون والعقل، القدر والصدفة، الحلم والكابوس. والذي أبدى فيها أيضاً صلابة ووحدة ودقة وتوازن، والتي إصطبغت بها خصائص نثره، فضلاً عن تمكنه تماماً من التحرك في محيط كتاباته القصصية. ويعكس هذا الكتاب كذلك، وجهة نظر فريدة حول العبث، والخوف، والخيال، وغرابة الحياة اليومية، يطرحها الكاتب بإتقانٍ مطلق".
وكانت أنشأت كولومبيا جائزة أمريكا اللاتينية للقصة "غابرييل غارسيّا ماركيز" تكريماً للكاتب الراحل، الحاصل على جائزة نوبل للآداب عام 1982، ومؤلف أبرز الأعمال الروائية مثل "مائة عام من العزلة".
ونافس الكاتب الأرجنتيني مجموعة وصلت إلى المرحلة النهائية وتتكون من خمسة أسماء أدبية، من بينها الأرجنتينية كارولينا بروك وكتابها "الأخريات"، والمكسيكي هيكتور مانخاريز وكتابه "نمت الليلة الماضية في الجبال"، والإسباني أوسكار سيبان وكتابه "كنت أود أن يكون لي صوت ليونارد كوهين لأسألك الرحيل"، وأخيراً التشيلي أليخاندرو زامبرا وكتابه "وثائقي".
وعند تلقيه الجائزة، قال الكاتب غيلييرمو مارتينيز، أنه لا يبدو أن القصة مرغوبة، إلى حدٍ ما، لدى أصحاب دور النشر، ولكن يسرني أن أعرب عن أملي بأن مبادراتٍ مثل هذه الجائزة قد تعزّز من مكانتها. وذكر الكاتب أيضاً والده الراحل، قائلاً "إعتقدت أن بالأدب لا يمكن كسب لقمة العيش، على الرغم من أنه الذي أوحى لي ولأخوتي بحب الأدب".
وفي كلمته بمناسبة فوزه بالجائزة، قال مؤلف الكتاب أن القصص التي كتبها على مدى 10 سنوات، تجمعها سمة التشويق. مضيفاً إلى ذلك"بأنها قصص تعكس حياة الناس اليومية، ولكن في لحظة معينة تتحول إلى ما يشبه الدمار، أو الكابوس، أو الجنون، كما لو أن شيئاً فظيعاً سوف يحدث". وتتناول إحدى قصص المجموعة الفائزة، اليوم الأخير في حياة تروتسكي، بينما تروي أخرى قصة الأم المفرطة في الإهتمام بطفلها الذي لا ترغب في أن يتعرض للنور. وتتنوع القصص فيما بينها من حيث الطول، إذ نرى هناك بعض القصص القصيرة والتي لا تتجاوز الثلاث صفحات، بينما تلك التي تختم المجموعة تصل إلى خمسين صفحة.
ويكتب مارتينيز منذ كان عمره 14 سنة، وهو مؤلف لمجموعتين قصصيتين "جحيم كبير"، و"سعادة مثيرة للإشمئزاز"، ولعددٍ من الروايات، هي "حول روديرير"، و"زوجة الرئيس"، و"جرائم غير محسوسة"، وهذه الأخيرة تحولت إلى السينما وإضطلع بمهمة إخراجها أليكس دي لا إغليسيا، وفازت بجائزة بلانيتا الإسبانية للرواية عام 2003، و"موت لوسيانا بي. البطئ"، و"كان لي صديقة ثنائية الجنس"، وجميعها صدرت عن دار النشر "بلانيتا". وتضمّ أعمال غيلييرمو أيضاً كتاب يحتوي على مجموعة من المقالات عن بورخيس، والرياضيات، وكان منح سابقاً عدة جوائز أرجنتينية من قبل المؤسسة الوطنية للفنون، والكونيكس. وهو واحد من جيل الكتاب الأرجنتينيين الأكثر ترجمة إلى اللغات العالمية الأخرى، ويعمل اليوم في إلقاء دروس عن الخلق الأدبي في الجامعة الوطنية تريس دي فيبريرو(أنتريف).
وكانت تشكلت لجنة التحكيم التي ترأستها الكاتبة الإسبانية كريستينا فيرنانديز كوباس، من الكاتب والصحفي الكولومبي أنتونيو كابالييرو، والسلفادوري كاستيليانو مويا، والأرجنتيني ميمبو غياردينيلي، والمكسيكي إغناسيو باديلا.
وكان غارسيّا ماركيز ذاته، بالإضافة إلى أفراد أسرته قد أعطوا الضوء الأخضر، لمنح جائزة سنوية، وعلى مدى السنوات العشرين القادمة، لأفضل مجموعة قصصية في اللغة الإسبانية، تطبع لأول مرة. وجدير ذكره أن قيمة الجائزة تبلغ 100 ألف دولار.&&&&&
&
&