منذ اربعين سنة لم يكن موسم مسرحي في العراق يخلو من مسرحية فيها مسحة الحزن والانتظار للغائب الذي لايعود كأننا من سلالة أوديب ويبقى خلاصة نظرية التراجيديا هو قول سوفوكليس : "إن مايحيط بالانسان أقوى من الانسان". لقد شاهدنا الضوء للمرة الاخيرة& وعشنا مرحلة الكوميديا السوداء وتعرض العديد من المسرحيين للنفي وتعرضت بعض المسرحيات وكتابها لحملة جارفة من النقد والتجريح في بعض الصحف وفي بعض المجالس ورٌوّع البعض وإختار أن ينزوي وعرضت مسرحيات ناجحة وناضجة في المسرح العراقي نجد فيها الاخلاص للكلمة والموقف والحدث بعيدآ عن الحكاية الساذجة أو الاشارة السطحية وكانت مسرحيات كثيرة تنتظر الخروج الى الضوء& ولكن بسبب قرارات سطحية منعتْ وبسبب حجج غريبة بسبب إصول التأريخ أو بسبب الوضع الاجتماعي العراقي لايتقبلْ هكذا أفكار أدتْ هذه الاعتراضات الى سقوط الثقافة في براثن سلطة الرقيب والحزبية الضيقة وكنا نكتمْْ ونحبسْ أنفاسنا لهذا التردي ودفع العديد من الفنانين ضريبة الفنان المثقف والنظيف ومع ذلك كنا ننتظر بارقة أمل ، ولكن مع الاسف بدأ البعض يتجه ببوصلة المسرح ويخنع للسطحية والاسفاف وحسب متطلبات شباك التذاكر ومتطلبات الجمهور عايزْ كده وإنتهت مرحلة التوجيه والانشاء هذا لايعني أن ينعزل المسرح عن الجمهور والذي هو الحكَمْ بنجاح وفشل أي مسرحية وهناك مقارنة أن تتجه ونقدم كوميديا هادفة فيها فكرة& وطرافة بدلآ من الكوميديا السطحية والساذجة والضحك على ذقون المتفرج أو ميلودراما فجة. ظهرت ممثلات رائعات وسط مجتمع ذكوري كُن& بمصاف هيلينا فايكل والممثلة سارة برنارد وظهرت ممثلات عراقيات لامعات وسيدات العصر المسرحي والثقافة العراقية مثل أزادوهي،زينب ،ناهدة الرماح ،مي شوقي ،فوزية عارف،سليمة خضير،إقبال محمد علي، باهرة رفعت،إقبال نعيم ،عواطف نعيم،إنعام بطاط،شدى طه سالم،سهى طه سالم،فوزية الشندي، هديل كامل،فاطمة الربيعي،زهرة الربيعي،سمر محمد ،أسيا كمال،أحلام عرب , سهام السبتي،هناء محمد،أسماء صفاء،ليلى محمد ,سوسن شكري& ,إلتفات عزيز ,أميرة جواد ،إبتسام فريد،أثمار خضر ،أفراح عباس,بديعة دارتاش، كزيزة، فرميسك مصطفى،ميديا رؤوف، نيكار حسيب ،شادان فؤاد من الجيل القديم والجديد في العهد القديم والجديد وبعدها أهملت الرعاية والدعم للثقافة والمسرح بشكل خاص بسبب الاوضاع المتردية على مستوى الامن والامان والنظرة الدونية& للفنان والجميع عاش في دائرة الرتابة والخوف الذي يحيطنا. وبدأ الانسان يعيش وسط النار والثأر وإنتهت ملامح السكينة والاطمئنان في قلب الانسان وفايروس وباء الطائفية والملايين شردت من بيوتها بسبب التهجير الطائفي والعنف الدموي وتبقى مشاهد الحياة اليومية في عراقنا وبدون رتوش عبارة عن شيئ مفخخ حتى الحب والجنس والثقافة مفخخة بسبب التطرف هذا هو ايقاع الحياة في بلدنا وبدون مبالغة وترميم للواقع المزري فالمشهد اليومي دراماتيكي مفعم بالفجيعة حتى خبزنا مغمس بالدم فمسلسل الموت لاينتهي فكل مسرحياتنا فيها مسحة الحزن والصراخ والعويل ومع ذلك ظهرت أسماء جادة وجديدة في أدبنا المسرحي من الشباب وهم يشكلون ثروة جديدة وحركة مسرحية متجددة وتبقى بلادنا تحتاج الى فضاء وهواء الحرية الثقافية ويبقى الشعب بحاجة الى زاد ثقافي جديد ومسرحيات رفيعة مهما إختلف لونها وفنونها، يبقى المسرح شيئ رائع لأنه يعطي الامل والروح والوعي للناس رغم كل أصوات المدافع علينا أن نقدم مسرحآ يفجر الامل والفرح رغم قوى الظلام وطوفان الجهل والتخلف علينا ان نحيا ونجرب لكي لايصاب مسرحنا العراقي
بالصدأ

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد