كل عام وفي العاشر من كانون الاول الذي يصادف ذكرى رحيل "ألفريد نوبل" توزّع جائزة نوبل على الفائزين بها والذين يتم الاعلان عنهم قبل شهرين من ذلك التاريخ، وفي ذات اليوم الذي تمنح فيه جائزة نوبل للسلام من خلال حفل بهيج يقام في العاصمة النرويجية اوسلو، فإنه ايضا توزّع بقية جوائز نوبل "الآداب، الكيمياء، الفيزياء، الطب والاقتصاد" في العاصمة السويدية ستوكهولم خلال حفل مهيب.
بالنسبة لستوكهولم فإن الحفل يقام في مكانين مختلفين، حيث توزع بداية جوائز نوبل على الفائزين من قبل ملك السويد في "قاعة ستوكهولم للاحتفالات" الواقعة وسط المدينة والتي يعود بناؤها الى العام 1924، وهي من المعالم الشهيرة في العاصمة السويدية، ثم بعد ذلك مباشرة يتم الانتقال الى "القاعة الزرقاء" في مبنى البلدية "Stockholm City Hall" من اجل اكمال الجزء المتبقي من برنامج الاحتفال، مبنى بلدية المدينة المطل باعتزاز وأبّهة على الميناء، والمطرّز بالأعمدة والتماثيل واحد من الشواهد التاريخية التي يعتز بها السويديون كثيرا، انه من تصميم المعماري الشهير "Ragnar Östberg". في تلك القاعة الانيقة التي بنيت عام 1923 يحتفى بالحضور جميعا والذين يصل تعدادهم الى 1300 ضيف بالإضافة الى 250 طالب يتم اختيارهم من مختلف جامعات السويد، في مأدبة على جانب رفيع من الفخامة والابّهة، يرافق ذلك وجبة موسيقية من الوزن الثقيل، وقد بوشر بإحياء الجزء الثاني من الحفل في القاعة الزرقاء ابتداءا من العام 1974.
يعلو مبنى البلدية المكسو بالآجر الاحمر رموز تمثّل مختلف الديانات السماوية.. هناك الصليب، الهلال وغيرها من الرموز الدينية، يحتوي المبنى في الاجزاء السفلية منه على سلسلة من الاقواس المعمارية الجميلة اضافت لإطلالته سحرا وألقا اكبر. المبنى مليء بالتماثيل والمنحوتات، حيثما تولّي وجهك فثمة عمل فني رائع، داخل المبنى وفي الاجزاء الخارجية زين بمختلف النصب والتماثيل. كلما ذهبت الى باحة المبنى العريضة وجدت حوله سياحا من مختلف انحاء العالم قدموا للاستمتاع بهذه المسحة المعمارية الجميلة، واعتزازا منهم بالمكان لأنه مرتبط في ذاكرة الجائزة العلمية الاشهر في العالم وهي جائزة نوبل
&