&
لا تزال أفلام السيرة الذاتية الموسيقية تحاول أن تجرّب حظها من خلال الشاشة السينمائية، بحثاً عن تحقيق إنجازٍ يذكر في عالم هذا النمط من الأشرطة الفلمية. &

&
إتجهت أنظار صناع أفلام السيرة الذاتية الموسيقية، في السنوات الأخيرة صوب الشاشة الكبيرة. وبعد إطلاق مجموعة من هذه الأفلام، كما هو الحال مع جوني كاش في (ووك ذا لاين، جيمس ماغولد)، وإديث بياف في (لا موم، أوليفر داهان)، وبوبي دارن في (بيوند ذا سي، كيفن سبيسي)، وفرانكي فالي وفور سيزن في (جيرسي بويز، كلينت إيستوود)، بالإضافة إلى أشرطة السيرة الذاتية التي ظهرت مؤخراً عن جيمي هندريكس (أول إز باي ماي سايد، دون ريدلي)، وبريان ويلسون في (لوف أند ميرسي، بيل بوهلاد)، يأتي دور جيمس براون في ( غيت أون أب، آي فيل غود)، وهوعنوان الفيلم الموسيقي الذي يتناول سيرة الأب الروحي لموسيقى السول، تلك السيرة الحياتية الصاخبة لجيمس براون، وذلك ضمن سلسلة من الأفلام التي تبحث في حياة أبرز النجوم السود على مستوى الموسيقى الشعبية، تينا تيرنر، وراي تشارلز، وبيلي هوليداي، وذا سوبريمز، وكذلك عازف الساكسفون تشارلي باركر.&
&
يلجّ الفيلم بكل جرأة عوالم الموسيقى والحياة الخاصة &بجيمس براون وحالته النفسية المضطربة، حيث ينتقل المشاهد في رحلة تبدأ من مرحلة الطفولة الصعبة للمغني إلى أن يصبح واحداً من الموسيقيين الأكثر تأثيراً في القرن العشرين. &&
&
&وقع الإختيار لتجسيد شخصية المغني الأسود في الفيلم الموسيقي الجديد "إنهض- غيت أون أب" على الممثل شادويك بوسمان، الذي إرتدى الزي الصارخ المعروف لدى"قيصر موسيقى الفانك"، كما النجوم الكاليفورنيين.
وعلى عكس بقية أساطير الغناء والموسيقى الذين تم تجسيدهم على الشاشة السينمائية، لم يعمل جيمس براون بتلك المقولة التي تمثل خلاصة السيرة الذاتية الجيدة في هوليوود، والتي تقول "عش سريعاً، مت شاباً، وإترك جثة جميلة". فقد ترك صاحب أغنية "سيكس ماشين" الشهيرة، مخلفاً وراءه كماً هائلاً من الأحداث التي رافقت حياته، والأعمال الغنائية التي تكفي لكتابة نصٍ سينمائي بمقدوره أن يغطي مرحلة موسيقية مهمة، لا يمكن التغاضي عنها أو طيّها من قبل أي مؤرخ وكاتب.
&
وكانت شهدت هذه النوعية من أفلام السيرة الذاتية الغنائية والموسيقية ظروف قاسية لا يحسد عليها، فقد إنتقلت من مرحلة تصوير حياة رجال الدين إلى العودة لإلتقاط الحياة اليومية التقليدية، مما أفرز مواقف متحفظة، لا مفر منها.&وهذا الفيلم الذي تحول عنوانه في أمريكا اللاتينية إلى "آي فيل غود"، من إخراج تيت تايلور وشارك في كتابة نصه كل من ستيفن بيجلمان، وجيز باتروورث، وجون-هنري باتروورث، وقام بتمثيله شادويك بوسمان، ونيلسون إيليس، وتيكا سامبتر.&إنه&بالإمكان إختيار تأريخ زمني ، كما هو الحال في الكثير من القصص الخيالية، ومتابعة خطى الشخصية الرئيسية التي تتحرك ضمن هذه المرحلة التأريخية، ولكن غالباً ما تتحول رحلة سينمائية كهذه إلى سرد ممل للمشاهد. أو العكس من ذلك، أن تنتهي إلى عمل إبداعي مشوّق، كالعمل الذي أنجزه تود هاينيس عن بوب ديلان في "آي أم نوت هير"، أو الرسام الكاريكتيري جون صفر عن الموسيقي سيرج غينسبرغ في "غينسبرغ، حياة بطل". & & &
&
ولد جيمس براون في 3 مايو/ آيار 1933، وتوفي عن عمر 73 في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2006، في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا. وكانت إنطلقت شهرته عبر العديد من الأغاني، أبرزها "قلها بصوتٍ عال أنا أسود وفخور"، و"آي غوت يو – آي فيل غود"، و"الحياة في أمريكا" التي نال عنها جائزة "جرامي"، وغيرها. &وكان مايكل جاكسون يعتبر جيمس براون قدوته، لكونه يجمع بين الغناء والرقص، وكذلك لدوره البارز في تطوير موسيقى السول والفانك، والتي إستطاع من خلالها التأثير في حياة الأمريكيين السود. ورغم أن حياة جيمس براون كانت قاسية في طفولته، حيث دخل السجن وعمل كماسح أحذية، إلاّ أنه إستطاع أن يقهر تلك الحياة ليغدو، فيما بعد، أسطورة غنائية وموسيقية، حيث لا تزال أغانيه تصدح في كل مكانٍ من العالم، حاملة معها روحه المفعمة بالحياة، والزاخرة بالفرح الراقص. & & &
&
&
&
&