&بغداد: نعت الاوساط الثقافية والعلمية والاثارية الدكتور سالم الالوسي الذي رحل عن الدنيا عن عمر 89 عاما بسبب الشيخوخة في داره في منطقة الداوودي وسط بغداد، وهو الذي شعاره في الحياة (انما المرء حديث بعده/ فكن حديثا حسنا لمن روى)،
اعلنت الاوساط العراقية المختلفة حزنها لرحيل الدكتور سالم الالوسي مساء الثلاثاء 16 / 12/ 2014، بسبب الشيوخة حيث يبلغ من العمر نحو 89 عاما، وهو الرجل العالم الاديب الباحث الاثاري المؤرخ والمحقق الذي يعد ذاكرة بغداد الصادقة، والرجل صاحب مسيرة حافلة بالابداع والشهادات العلمية لا يمكن استيعابها بسهولة لان له في سنة من سنوات عمره قوافل من بالنتاجات الفنية التي كانت تشكل علامات مضيئة حتى صار انموذجا يقتدى به للعراقي الوطني الاصيل الحضاري والمثقف والانسان، فهو باعتراف الجميع انسان وعالم يتمتع بصفات عظيمة، فكل من يعرفه يعرف انه محب للخير،لايغضب بسرعة ومجامل وصبور ودؤوب وقد كتب عنه صديقه الأستاذ عبد الحميد الرشودي قائلا ( انه مؤمن بالوطن، والوحدة الوطنية وقد وضع نفسه على مسافة واحدة من كل الأطراف والقوى المختلفة، لذلك لم تطاله الاعيب السياسة وأعاصيرها،انه يحترم العلم،ويجل العلماء،ويحرص على مجالستهم ومحاورتهم للوصول إلى الحقيقة، كما انه محدث جيد يجذب السامعين إليه ويأسر لبابهم بسرعة عجيبة لذلك فأنه يحظى بأحترام الجميع وتقديرهم وإعجابهم به وبجهوده )، ونال الكثير من الالقاب مثل: الاديب الالمعي والمؤرخ الثبت والمقكر الجليل الاستاذ سالم الالوسي مؤرخ العراق الكبير وشيخ بغداد.
على لسانه يقول الراحل الآلوسي : ولدت في بغداد عام 1925 في أسرة تنحدر من السلالة الالوسية -الحسينية- العلوية، في إحدى المحلات البغدادية القديمة، وهي محلة سوق حمادة في منطقة الكرخ، وتلقيت التعليم في بداية حياتي عن طريق (الكتاتيب) وعلى يد الملا عواد الجبوري (رحمه الله) وختمت القرآن الكريم عنده، وبعدها تم قبولي في الصف الثاني في مدرسة الكرخ الابتدائية لكوني كنت أجيد القراءة والكتابة بفضل تعلمي في الكتاتيب،
&واضاف: أول كتاب اهدي لي في تلك الفترة، أي خلال مرحلة الدراسة الابتدائية تقديراً لتفوقي ونجاحي بامتياز، كان من احد المعلمين وهو الاستاذ حمدي قدوري الناصري وكان عنوانه (مجاني الأدب، للأب لويس شيخو) وهو من الكتب المعتبرة في الأدب واللغة وما زلت احتفظ به لحد الآن وله الفضل في دراستنا للغة العربية، ثم انتقلت إلى الدراسة المتوسطة وأكملتها في بداية الأربعينيات وبعد دخولي الإعدادية/ الفرع العلمي أكملتها بنجاح باهر، كنت أنوي دخول كلية الطب او الهندسة ولكن ظروفي المعيشية الصعبة حالت دون ذلك مما دفعني للبحث عن وظيفة وترك إكمال الدراسة في الجامعة، فقرأت حينها إعلاناً في صحيفة (البلاد) التي كان يديرها المرحوم روفائيل بطي وفحواه أن دائرة الآثار تطلب تعيين دليل متحف. وبعد تقديمي لها ونجاحي في الامتحان الخاص بها من بين أكثر من أربعين متقدماً تم تعييني في دائرة المتحف العراقي التي كانت في شارع المأمون ضمن (بناية المتحف البغدادي) حالياً, وكانت تسمى مديرية الآثار القديمة وقد استبدل اسمها العلامة الراحل مصطفى جواد إلى (مديرية الآثار).
&وتابع: وفي عام 1945 أسس مدير الآثار العام حينذاك الدكتور ناجي الأصيل مجلة (سومر) وكانت دائرة الآثار أشبه بالمجمع العلمي، حيث كانت تجتمع فيها نخبة خيرة من العلماء الكبار من بينهم العلامة طه باقر وفؤاد سفر ومصطفى جواد وأساتذة معروفون مثل ناصر النقشبندي وكوركيس عواد وبشير فرنسيس وفرج بصمجي. وكان لهؤلاء الفضل في تأسيس وترسيخ المدرسة الآثارية العراقية التي كانت حكراً على الأجانب في ما يخص الآثار والتنقيبات.
&رحل الرجل الذي على الرغم من ان الشيخوخة اثقلته بمتاعبها الا انه كان حاضرا في العديد من المناسبات الثقافية وطالما كان يثري الجميع بمعلوماته عبر المحاضرات والندوات التي تقام له،
رحم الله شيخ بغداد الذي انطفأت حياته وهي توشم اسمه في سجل الخالدين الكبار،
&