بغداد: انتهى.. مهرجان او مشروع (بغداد عاصمة للثقافة العربية)، بعد سنة كاملة من النشاطات والفعاليات والجدل والنقاشات والانتقادات التي وصلت الى حد دمغ المشروع بكامله بـ (الفاشل) !!.قبل ان تنطلق فعاليات مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية، كان الكلام الذي كان يتسرب من اروقة وغرف وزارة الثقافة يثير الاهتمام واللغط ومن ثم سرعان ما يكبر الجدل وتزداد الاحتدامات، وبالفعل كان الافتتاح قبل نحو سنة هو الاكثر ضجيجا بفعل التداعيات التي حصلت بسبب فعاليات الافتتاح البسيطة والخيمة المستأجرة ومن ثم الاموال الكبيرة التي انفقت الى وصلت الى 500 مليون دولار،باعتراف مسؤولين في الوزارة، وهكذا توالت مع الايام والشهور الشكاوى والانتقادات للكثير من السلبيات في كل المجالات التي تتضمنها الفعاليات ولا يمر يوم دون ان نسمع عشرات الشكاوى ونقرأ عشرات الانتقادات لمجمل القضايا والشخصيات والفعاليات والاصدارات والسلوكيات التي تبدر من هنا وهناك التي تشير الى ان العلاقات كانت رأسمال اغلب النشاطات، فضلا عن الدهشة الكبيرة التي يكون عليها المثقفون واصحاب الشأن من المبالغ المصروفة ومن اللجان الكثيرة والتي تأخذ نسبا عالية من هذه الاموال حتى اصبحت رائحة ما يسميه الكثيرون (الفساد) تزكم الانوف، ناهيك عن الافلام السينمائية التي انتجت ولكنها لم تعرض ضمن الوقت المحدد، وهناك من يشير الى انها سوف لن تعرض لانها غير جيدة او لا تمتلك مواصفات صناعة الفيلم السينمائي، او لاسباب اخرى يجهلها الكثيرون الذين يشيرون الى ان هذه الافلام اعطي بعضها لاناس معينيين بسبب المحسوبيات،فيما يسخر الكثيرون من ضياع هذه المبالغ حيث ان هذا المشروع لم تستطع ان تعمر مسرح الرشيد ولم تستطع ان تبني دار سينما ولا مكتبة ولا أي مرفق ثقافي من الممكن ان يكون علامة دالة على هذه المناسبة النادرة.
انتهت فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية، وهدأت بعض الحركة، ولكننا حاولنا ان نقرأ في آراء المثقفين وملاحظاتهم حول المناسبة وما حدث فيها.

احمد عبد الحسين، شاعر:
انتهت فعاليات (بغداد عاصمة للثقافة العربية)، شبه إجماع على بؤس الفعاليات وانحطاط نفوس القائمين عليها،لكني أثق بحسن نية بضعة أصدقاء مبدعين حاولوا أن يسهموا فيها من أجل بغداد والثقافة، فنجحوا هنا وأخفقوا هناك،لا بارك الله بمن سرق وتملّق وصمت عن طغيان طاغية ـ ضغيراً كان هذا الطاغية أم كبيراً ـ مسكين من هوّس وردح طمعاً بمغنم، وطوبى لمن لم يلوث يديه.

علي حسين عبيد، قاص وروائي:
إن ما قامت به وزارة الثقافة وتوابعها، هو تفضيل الصخب والارتجال والبذخ والاسراف، على العمل الثقافي المنظَّم، كذلك لاحظنا انخراط المؤسسة الثقافية المهنية ممثلة باتحاد الادباء العراقيين، في هذا المشروع بصورة عشوائية ايضا، وبما يحقق للاسف مآرب بعض الشخصيات القيادية في الاتحاد، لذلك لم نلاحظ ثقل المثقفين العراقيين من خلال اتحادهم، بل لاحظنا فعاليات ادبية شكلية ايضا، تقام في هذا الفندق أو ذاك، مع تقديم المنام والطعام وقراءة الشعر، ليحتفي الجميع بما يقولون!! من دون طرح السؤال الأهم، ماذا قدمنا لعاصمة الثقافة العربية في هذه الفعالية أو ذلك النشاط؟؟، لا أظن أن رئيس اتحاد ادباء العراق او نائبه طرحا على نفسيهما مثل هذا السؤال، فما بالك بالاجابة عنهما؟

مهدي القريشي، شاعر:
اختتمت اليوم فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية، وﻻني لم احضر حفل اﻻفتتاح وﻻ خواتيمها، حالي حال الكثير من اﻻدباء غير المدعوين للمهرجان ولم اتورط بطبع كتاب على نفقة الوزارة والذي يذكرني باصدارات ( ضد الحصار) حيث اصبحت عبئا على اصحابها...المهم ونحن نودع السنة (الثقافية)ننتظر كشف الحساب ثقافيا...ماليا...اجتماعيا واخلاقيا.

فهد الصكر، ناقد وفنان تشكيلي:
على أتحاد الأدباء تنظيم فعالية تناقش فيها كل مجريات quot; الثقافة quot; في هذا العام الثقافي كما سمي، ودور ولا دور لأتحاد الوعي والثقافة فيه. أتمنى ذلك يحدث بعد يوم من أنتهاء هذا المشروع ؟ ومن خلاله يتم أتخاذ أجراء يناسب فعل التغيير ؟ لندرك ماذا فعلنا بعد غياب شمولية الدكتاتورية ؟

جمال المظفر، كاتب:
خرجنا من الدكتاتورية بثقافة شمولية الى ثقافة الفوضى الخلاقة.. ثقافة التقاذف والنفاق والتسقيط الفكري.

الدكتور خالد السلطاني، معماري:
اختتمت في بغداد مؤخرا، فعاليات quot;بغداد عاصمة الثقافة العربيةquot;، وبهذا الاختتام، اسدل ستارا من عدم الشفافية وعدم النزاهة التي صادفتها شخصيا من قبل وزارة الثقافة العراقية، المسؤولة رسميا عن تلك الفعاليات. متسائلاً عن مدى quot;صدقيةquot; مقولة وكيل الوزارة، في كلمته بالاختتام، من انه طبع، بهذه المناسبة، عددا كبيرا من الكتب (وصل حسب قوله الى 480 كتاباً) مهتمه عناوينها بالشأن البغدادي، ومن quot;دون رفض أي عمل من قبل الجهات الرسمية، التى لم تشترط إطارا سياسيا أو ثقافيا محددا للأعمال المقدمةquot;؛ اعلن ان كتابي المعنون quot;عمارة الحداثة في بغداد: سنوات التأسيسquot;، والمقدم الى الوزارة قبل سنة تقريبا، لم يحظ باي اهتمام ولم يطبع من قبل الوزارة، لاسباب اجهلها، رغم حصولي على موافقتها الاولية؛ مما دعاني الى سحب الكتاب المقدم، بعد ان اصطدمت بتسويفات عديدة وquot;غامضةquot; في الوزارة، وطبعه على نفقتي الخاصة. واذ اكتب هذا الان، فاني، مرة اخرى، اشير، باني ساظل امينا لفكرة نشر وترسيخ منجز الثقافة العراقية، ولا سيما في تجلياته الابداعية ضمن اختصاصي المهني. ولم يوقفني عن الاستمرار في موقفي هذا مختلف العقبات التى اصادفها (ويصادفها، بالمناسبة، الآن، كثر من المثقفيين العراقيين الجادين)، معترفا ومتفهما بان القيميّين على الثقافة العراقية اليوم، كما يبدو، لا يهمهم بتاتا حضور الفعل الثقافي العراقي الرصين في الخطاب، بل اراهم، مندفعين الى تغييبه واهماله، همهم الاساسي quot;الهرولةquot; نحو منافع شخصية، بعيدأً جدا عن ما يمكن ان يكون فعلا ثقافيا وحضاريا.

عبد الرضا الحميد قاص وروائي:

بغداد عاصمة الثقافة العربية تحتفي برعاة البقر التكساسيين، جماعة الثقافة، ولا اقول ـ وزارة ـ فثمة فرق هائل، الذين رفعوا شعار ( بغداد عربية الوجه اسلامية القلب انسانية الروح) لفعاليات ( بغداد عاصمة الثقافية العربية)، مطالبون بتفسير معنى ان يرتدي عريف حفل الليلة قبعة رعاة البقر التكساسية وهو يتحدث عن بغداد العباسية، فهل هو احتفاء بثقافة العرب في بغداد ام انه استذكار وفاء للـ (مارينز) بـ الذين دمروا بغداد؟؟
للعلم: المثقفون العراقيون الذين يحترمون بغداد وثقافة العرب ويحترمون انفسهم استهجنوا هذا السلوك السقيم وغادروا الحفل.

احمد سعداوي، قاص وروائي:
اسدال الستار على فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية.. تمنيت أن يكون المتبقي منها؛ مكتبات عامة على الاقل في مركز بغداد، قاعات عرض تشكيلي جديدة. مسارح وقاعات عرض سينمائي، تأهيل للبنايات التراثية الآيلة للسقوط في بغداد القديمة، ومنها بيوت قديمة وكنائس وجوامع وبلاوي وطراكيع تعود الى 150 سنة.. وتحويل جزء من هذه البنايات المعاد تأهيلها الى مراكز ثقافية للتفاصيل التي ذكرتها أعلاه،

نصير غدير، شاعر :
سعيد بانتهاء حفلة الفساد العظيمة، وبانتظار أن يُجلب كل هؤلاء اللصوص الذين امتصوا دم المدينة، وأساؤوا للثقافة والإبداع العراقيين قريباً أمام المحاكم، بعد أن يُسترجع كل فلس سرقوه... يومكم قريب كما كان يوم صدام وجلاوزته،ستسعدني أكثر لحظة الرعب التي سيشعر بها كل لص اشترك بهذه الجريمة، وهو يقرأ هذه الكلمات

حسب الله يحيى، ناقد:
لا نريد ان نتحدث عن بديهيات معروفة ومتداولة، ولكننا اذ نوردها، فأنما نريد بها تأمل ومراجعة ما تم اغفاله في ( مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية، وفي مقدمة ما اغفل الشيء الكثير والاهم،فقد اهملت الندوات والمطبوعات والنشاطات المتعلقة بالظواهر السلبية البارزة في حياتنا الراهنة.. كالارهاب واعمال العنف، والفساد المالي والاداري، والاختلاف في الرأي والرأي الآخر، وتطوير الاقتصاد، والنهوض بالعملية التربوية، وحالات اليأس والاحباط والامراض النفسية التي يعاني منها كثرة من افراد المجتمع،انت لا تقنع ضيوفك الى بغداد وانت تحجر عليهم داخل الفنادق حفاظاً على امنهم وسلامتهم، وليس بوسعك ان تقول بأن حياة الناس آمنة وانت محاط بالحمايات المكثفة التي تدور حولك، انت تغدق الاموال الطائلة على ( مصنفات ) تزعم انها ( ثقافية ) فيما تختنق البلاد من عفن النفايات وعفن القتل وسرقة المال العام وترف من يتاجر بالشعارات التي تعرف حقوق الناس جيداً من دون ان تلبيها،هذا كله.. كل هذه الاحوال، مؤشر على غياب ثقافة الشعور بالمسؤولية، التي يفترض بـ ( مشروع بغداد.. ) ان يوليها اهتمامه الكلي.

عبدالزهرة زكي، شاعر :
حتى لا يجري تحميل الثقافة والمثقفين العراقيين وزر ما حدث في عاصمة الثقافة.. حتى لا نتحمل سوء الآخرين، في الأقل أعرف ما لايقل عن عشرة مشاريع ثقافية مهمة جرى تقديمها لبغداد عاصمة الثقافة وجرى رفضها ورفض سواها حتما لأسباب غير ثقافية..

خضير فليح الزيدي، روائي:
كثير من بلدان الله ليس فيها وزارة للثقافة.. لكنها افضل حال من حيث التعاطي الثقافي المنتج.. العراق ابان الملكية في طورها اﻻول لم يكن يمتلك وزارة للثقافة.. عندها فقط انتجت رعيل التنوير اﻻول والثاني من معروف الرصافي والزهاوي وحسين الرحال وغيرهم دون ان يكون انف وزارة العوق الثقافي التي تعاني من عوق وعاهات في هيكلها العام. السفير سيء الذكر بول برايمر الغى وزارة اﻻعﻻم وكان عليه ايضا الغى وزارة الثقافة وتوزيع مهامها على مؤسسات او هيئات وينتهي اﻻمر..

حميد قاسم، شاعر:
اخيراً، انتهت مهزلة مشروع quot;بغداد عاصمة الثقافة العربيةquot; بختام غاية في السماجة والفوضى مثلت أنموذجا لعام كامل من اللصوصية والاستهتار الذي مارسه امعات من مثقفي النص ردن... كلمات وخطب عصماء تثرثر بلا مضمون سوى النفاق والرياء

احمد عبد السادة، شاعر:
لقد نجح أوبريت quot;بغداد توأم الشمسquot; بأن يكون توأماً للفشل والملل والفجاجة والهبوط الفنيّ والثقافيّ، وكأنه كان استعراضاً تعليمياً ساذجاً ومخصصاً لطلاّب مدرسة إبتدائية في أطراف بغداد وليس لختام فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية. الفن ليس ضجيجاً وصراخاً وشعاراتٍ سطحيّة وحركاتٍ ارتجاليّة مضحكة يا وزارة الثقافة.

محمد الشمري، كاتب واعلامي:
لا بغداد ولا ثقافة ولاعربية،انتهى اليوم مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، الذي مر مرور الكرام، على الدولة وعلى الناس، على العرب وعلى العراقيين، دون يترك اثرا او يحقق مكسبا ثقافيا او سياسيا. انتهى المشروع دون ان يُعمَر مسرح واحد، او دار سينما واحدة، ومن دون ان يشاهد الناس او النقاد فيلما سينمائيا، او عرضا مسرحيا واحدا يليق بتأريخ المسرح العراقي. انتهى المشروع الذي كلف خزينة الدولة ملايين الدولارات، دون ان يحضر الى بغداد؛ مظفر النواب او سعدي ويوسف او عبدالرزاق عبدالواحد او فاضل العزاوي او محمد مهرالدين، بل دون ان يحضر محمد مظلوم او حسن النواب او نصيف الناصري، او عماد جبار او غيرهم من عشرات المبدعين العراقيين الذي مازالوا يلوذون بالغربة من رمضاء الوطن.
انتهى المشروع بلا انجاز ثقافي لبلد ربع سكانه من منتجي الثقافة، او انجاز سياسي للعراق المحاصر اقليميا، وكان يمكن لهذا المشروع ان يكون نافذة يطل من خلالها المثقفون العرب على التجربة الديمقراطية في العراق، حيث غالبا ما يتداخل التسويق السياسي تداخلا متقنا مع مثل هذه المشاريع الثقافية في العالم كله.

فيصل الياسري، مخرج سينمائي:

انتهت المناسبة وبقيت افلامها في المخازن،تم الليلة السيت 22 شباط اختتام بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013... بعني خلصت المناسبة.. هل يستطيع احد ان يكشف لنا السر وراء ابقاء افلامها التي انتجت باسمها حبيسة مخازن السينما والمسرح ؟؟؟؟

سرور ماجد، ملحن:
هل تستجق بغداد هذا الختام لمهرجان بغداد عاصمة الثقافة ؟،انا ارى أن بغداد اكبر من هذهِ الفعاليات البائسة مع الأسف،في ختام المهرجان.... يا أخواني القائمين على المهرجان،بغداد ليست لكم فقط بغداد تبحث عن فنانيها الحقيقيون،لأنها سوفَ تختنق من البأس في اللحن والكلمة. لكونها أكبر من ذالك.

ساطع راجي، كاتب:
انتهت فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية باعلان انفاق 600 مليار دينار لم تترك حجرا وراءها، ولا دار نشر جديدة ولامسرحا ولاصالة لسينما، بل لم ترمم شيئا مما تهدم واندثر في السنوات السابقة، ومع ذلك بدت وزارة الثقافة سعيدة بعدد الكتب التي طبعتها خلال الفعاليات (480 عنوان) ومعارض تشكيلية وافلام لم تعرض و(و83 البوما موسيقيا)، وهي كلها فعاليات لم تستقطب أي أسم عربي مهم ولم تنجح في كسر الصورة السائدة عن العراق لان هذه الصورة مدعمة بالاعمال الارهابية وطفح المجاري والاحياء القذرة والبنايات الرثة والطرق المقطعة وبالجدران الكونكريتية، وهي كلها ليست من مسؤوليات الثقافة وفق التقسيم الاداري للاعمال لكن المثقف الذي اقنع مسؤولا ما بان تجاهل كل هذا الخراب وانفاق مئات المليارات على بطون ومنام مثقفين مجهولين لم يكذب فقط بل خطط وشارك في عملية احراق 600 مليار دينار هناك مئات آلاف العراقيين يحتاجونها بيوتا ومدارس ومستوصفات ومجاري وفرص عمل

زهير الجبوري، ناقد:
كنا قد رسمنا في اذهاننا ان اعادة تأهيل بناية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق او باقي المنظمات الثقافية المهمة في البلد بصورة تليق سمعة وتاريخ اسمه، او اعادة تأهيل وهيكلة بعض المسارح الخربة حاليا، او بناء مسارح اخرى، او دار اوبرا او صالات للسينما..او.. او.. كلّ ذلك وغيره جاء بامنيات كانت مؤجلة.. الفعل الثقافي الذي لمسناه خلال فترة (بغداد عاصمة الثقافة العربية) انحصر (في الاغلب) في دوائر تابعة لوزارة الثقافة، وكأن كل مسؤول في الوزارة عني بهذا الامر، وان البلد خلا من اسمائه الكبيرة والمعروفة على الساحات المحلية والعربية والعالمية.