بغداد: على الرغم من الغياب الواضح للسينما العراقية ومؤهلات انتاجها والدعم بكل اشكاله فضلا عن عدم وجود دور العرض، الا ان هناك من تمكن عشق السينما منه وراح يعمل بالممكن ويجتهد لتحقيق غايات في نفسه، ومن هؤلاء المخرج السينمائي الدكتور سرمد التميمي، الاستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة، الذي يحرص ان يكون له مكان في عالم الفن السابع وينقش اسمه على صفحات السينما العراقية الفقيرة،بإخراجه لعدد من الافلام التي نالت صدى طيبا بين المهتمين بالسينما والفن.
فقد انتهى المخرج الدكتور سرمد التميمي من انتاج فيلمه الروائي القصير الذي يحمل عنوان (انها بيضاء) الذي صوره في مدينة البصرة، مشيرا الى الصعوبات الكثيرة التي تواجه السينمائي العراقي التي على رأسها المال، مؤكدا على ان الفن في العراق ما زال متدهورا لان الدولة لم تمد له يدها، ومن اجل تسليط الضوء على افكار وعمل الدكتور التميمي التقيناه وحاورناه.
*ما الجديد لديك من الاعمال؟
- انتهينا الان من انتاج فلم روائي قصير بعنوان (انها بيضاء) يتناول حكاية اجتماعية بقالب فانتازي، لعالم الغيب اثر كبير في بنائه الدرامي، الفلم عن قصة للشاب المبدع زياد العذاري ومن انتاج كلية الفنون الجميلة في البصرة يمثل فيه مجموعة من الطلبة في الكلية، تم تصوير الفلم في مدينة البصرة ببيئة جديدة وغير مسبوقة، الفلم يتناول الحياة في سني الجمر والنار لامرأة عراقيه تنتظر حبيبها قادما من الحرب الا ان الاقدار تحول دون وصوله لها، الممثلون المشاركون في الفلم هم رشا رعد،وهي ممثلة شابة وطموحة جدا، والممثل الشاب محمد العلي في اول ظهور له في السينما وسوف يتم ارسال الفلم الى العديد من المهرجانات في العراق وخارجه.

*في ظل غياب تام للسينما كيف تتحمس للعمل لها؟
-السينما الان باب واسع جدا ولا يمكن الوقوف امامه وتأمله فقط، يجب الدخول من اسفله وصولا لتل الابداع.

*هل توفرت لك الاجواء المناسبة في البصرة للعمل؟
- تتوفر اجواء لا بأس بها للعمل في حقل السينما في مدينة البصرة، وهي مدينة غنية جدا بالبيئة السينمائية الخلابة.

*لماذا لم تأت الى بغداد وتعمل فيها، الا تراها افضل؟
- بغداد ابوابها اوسع حتما،واذا اردت ان تروج لنفسك كن من سكنة العاصمة، لكن ارتباطات العمل والتدريس في البصرة هو العائق الاكبر.

* ما الصعوبات التي تواجهها لانتاج اعمالك؟
-الصعوبات كثيرة لكن الاكثرها حساسية والحاحا هو المال ثم المال ومن بعد ذلك تاتي مشكلة صناع السيناريو وملتقطي الافكار الخلاقة الجبارة التي تصلح ان تكون للسينما.

*كيف ترى واقع السينما في العراق خاصة والفن عامة؟
-السينما في العراق ما زالت بعد التغيير في مستوى متوسط، التجارب الشبابية الموجودة بالساحة الان تعاني من قلة التمويل مثلما قلت، اما الفن بشكل عام فهو متدهور ومركون ولا يمكن القيام بنهضه فنية كبرى ما لم تمد الدولة له اليد.

؟ *ما الذي تحتاجه لكي تنطلق باعمالك الى مستوى افضل
-الذي يحتاجه اي سينمائي هو الدعم المادي الذي به يمكن شراء الخبرات والاجهزة والمعدات التي تحقق العمل الناجح بفضلها، السينما تعني المال والانتاج الجيد يعني ان هناك جدوى اقتصادية من جراء انجاز اي فلم سينمائي، نحن السينمائيين المستقلين نعاني من مشكلة التمويل وقلة التمويل.

*كيف حال الاعلام معك،هل انصفك؟
- الاعلام في العراق فعال ولا يظلم احدا وغالبا يجب ان يسعى المرء للترويج لمشروعه الثقافي والابداعي، وبشكل عام الاعلام يتوجه للصيد السمين ويبحث عن الجديد والمؤثر ونحن نسعى لنكون صيدا ثمينا للاعلام من خلال منجزنا الابداعي.

* هل من كلمة اخيرة؟
-الكثير من الفنانين في البصرة مهملون لاسباب كثيرة، اولها عدم سعيهم والثاني الماكنة الاعلامية عندنا ضعيفة جدا، فعلى سبيل المثال نحن انتجنا في البصرة فلما روائيا طويلا هو الاول من نوعه منذ عقود او بالاحرى هو اول فلم روائي طويل بعد سنة 2003 ويتناول فكرة كبيرة ومخيفة، يتناول ما يفعله تنظيم القاعده في تفخيخ وتفجير الناس الابرياء، ولكن للاسف لم يأخذ حقه في الاعلام.